المقالات

إنقلاب خطير في سياسة الجامعة العربية

415 08:14:00 2013-03-09

خضير العواد

لم تتخذ الجامعة العربية منذ تأسيسها عام 1945 الى هذه الأيام أي قرار مهم يعبر عن تطلعات وطموح الشعوب العربية ، بل أغلب قراراتها مهدئة ومتخاذلة وتحاول إمتصاص النقمة الشعبية للشعوب العربية ، وتعتبر الجامعة العربية من العوامل المهمة التي أدت الى ضياع القضية الفلسطينية بل أدت الى تفتت الدول العربية ، حتى أصبحت إجتماعات هذه الجامعة محط إستهزاء وسخرية المواطن العربي الذي وصل الى نتيجة واقعية على عدم فعالية هذه المؤسسة التي ضيعت الوقت والجهد ومن ثم الأحلام ، ولكن بعد الخريف العربي تغير الدور التي تلعبه هذه الجامعة من مناقشة الأخطار الخارجية والتهديدات الإسرائيلية والقضية الفلسطينية الى تنفيذ المخططات التي تقودها دول الخليج في ضرب المقاومة العربية ، وأصبحت هذه المؤسسة عبارة عن مجموعة خليجية تقودها قطر والسعودية في الحفاظ على المصالح الغربية والإسرائيلية ، حتى اصبحت القضية الأم لهذه المؤسسة هي إسقاط الحكومة السورية التي تعتبر القلعة العربية التي تحمي المقاومة ضد الكيان الإسرائيلي ، وقد جمّدت الجامعة العربية عضوية سوريا على الرغم من أن جميع المؤسسات الدولية لم تفعل هذا الفعل ، بل طلبت الجامعة العربية من مجلس الأمن إرسال الجيوش الى بلاد الشام من أجل تغير النظام بالقوة ، وعلى الرغم من جميع التحركات التي قامت بها هذه الجامعة بقيادة السعودية وقطر ولكن جميعها باءت بالفشل ونجحت السياسة السورية لأحتواء جميع المؤامرات القطرية السعودية والتي تنفذها لهم الجامعة العربية بقيادة نبيل اللاعربي ، وأصبحت هذه المؤسسة معزولة وغير مهمة في القضية السورية لأن جميع التحركات الدولية كانت تحدث بعيداً عنها ، وبعد أن أيقن العالم بأسره على قوة النظام السوري وسيطرته الفعلية على الأرض ، أصبح التوجه العالمي نحو الحل السياسي مع بقاء بشار على قمة الهرم السوري ، وهذا يعتبر ضربة قوية للسياسة القطرية والسعودية لهذا نلاحظ هذه الدول كانت من أشد المعارضين للحل السياسي الذي تتبناه القوى الكبرى في العالم وفي مقدمتها روسيا، ونتيجة لضعف المعارضة السورية على الأرض وهزائمها المستمرة لذا حاول الغرب تقويتها معنوياً حتى تدخل في المفاوضات السياسية بصورة قوية وأكثر تأثيراً ، لهذا وافق الإتحاد الأوربي على أرسال المساعدات العسكرية للجيش الحر لكي ترتفع معنويات المعارضة السورية ، بالإضافة الى محاولة إعطاء المقعد السوري في الجامعة العربية الى المعارضة السورية ، وهذه سابقة خطيرة تقوم بها الجامعة من أجل إسقاط حكومة عربية ، لأن الجامعة العربية بهذه الخطوة أصبحت عبارة عن وسيلة أو أداة للدول الخليجية في تصفية نزاعاتها مع الحكومات العربية التي تعارض سياساتها ، إذا كانت هذه المرة سوريا فسوف يكون غداً العراق أو الجزائر أو أي دولة تتقاطع سياستها مع قطر أو السعودية ، لأن الجامعة العربية إذا كانت تهتم بمصير الشعوب العربية وما تعانيه كان عليها أيضاً ان تعطي المقعد البحريني للمعارضة البحرينية التي تناضل بشكل سلمي منذ أكثر من سنتين والجامعة العربية لم تذكرها ولو بكلمة وليس إعطاء مقعد عضوية أو تعطي المقعد المصري للمعارضة المصرية التي تقدم في كل يوم ضحية على أيدي الشرطة المصرية أو المعارضة اليمنية التي سرقت ثورتها بخديعة خليجية ، وغيرها من الثورات العربية التي ويئدت ولم تنصرها أو تقف معها هذه المؤسسة الرجعية التي تمثل تطلعات شيوخ الخليج وأسيادهم الأمريكان ، فأعطاء مقعد الدولة السورية الى المعارضة يعد إنذارخطير وسابقة غير معهودة تهدد جميع الحكومات العربية ، فإذا كانت سوريا البلد المؤسس للجامعة العربية يجمدون عضويته ويحاولون إعطاء مقعده للمعارضة السورية فهل ستستغرب إن كانت السودان البلد التالي إذا نجحت هذه الخطة ، لهذا يجب أن تتحرك الدول العربية ذات المواقف العروبية والداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة للتواجد الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة ضد هذه الخطوة الخطيرة للغاية والتي تمثل بداية جديدة للتحركات الصهيونية التي تقوم بها قطر في ضرب أي نظام عربي يعارض التحركات الخيانية التي تقودها أنظمة الخليج الرجعية الطائفية ، فتحرك الجامعة العربية هذا يعتبر إنقلاب على دورها الحقيقي التي نشأت من أجله وهو المحافظة على المصالح العربية القومية الى ممثل ومحافظ حقيقي للمصالح الغربية والإسرائيلية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك