عون الربيعي
محافظتي اولا بهذا الشعار اطلق ائتلاف المواطن حملته الانتخابية لمجالس المحافظات وربما يرى البعض ان هذا الشعار لايتلائم مع انتخابات لها صبغة محلية مرتبطة بادارة شؤون كل محافظة على حدى وهو تصور خاطىء قطعا فالذي شاهدناه في الدورة الحالية يدعونا لضرورة تبني مثل هذا الشعار والعمل على تأكيد الانتماء للمحافظة ابنائها واحتياجاتها الفعلية فقد مارست مجالس المحافظات ذات اللون الواحد والمكون الحزبي الواحد او الحزبين سياسة الانبطاح امام المركز و تعاملت بنفس غير الذي كان مرجوا منها ومنتظرا ان تحققه لمواطنيها فمثلا في ملف الكهرباء طالما طالعنا المسؤولون المحليون بتبريرات و اعذار كانت تملى عليهم ويقومون بترديدها وكان حسين الشهرستاني ووزيرا ونائبا لرئيس الحكومة في ملف الطاقة يتعامل باستعلاء بل ويملي شروطا على المحافظات الساعية لانشاء او بناء محطات وما عليهم الا ان يقولوا نعم ويهزوا الرؤوس معبرين عن الرضا كما اننا لم نسمع من القوى المهيمنة على القرار في المحافظات ادانة واحدة لسلوك مركزي غير مقبول كما اننا لم نسمع عن طرح جدي يطالب بمنح صلاحيات واسعة للمحافظات رغم تداوله اعلاميا من قبل البعض ونحن هنا لا نريد التقليل من شأن الحكومات المحلية لكننا نقول ان السلوك الحزبي في اغلب الاحيان يطغى على اداء مجالس المحافظات المرتبطة حزبيا برئيس الحكومة فكانت منبطحة حد الخنوع للقرار المركزي مغلبة صوت هذا القرار المجحف على الحاجة الفعلية للمحافظة وهو ما يدعونا لتفضيل ان تكون مجالس المحافظات المقبلة اكثر تنوعا وتمثيلا لقوى اخرى تمارس دور المعارضة على الاقل ان لم نقل القيادة التامة للمحافظات فتنقل بتجرد وواقعية ماتريده جماهيرها العريضة دون ان تدخل الولاء للحزب والبيعة لرئيس الحزب الذي يشغل منصب رئاسة الحكومة الامر الاخر الذي يؤشر وهو حقيقي انه حتى مع الانسجام التام بين المحافظين ومجالس المحافظات ومع الاجواء الامنية المستقرة نسبيا في وسط وجنوب البلاد الى اننا لم نلمس تغييرا كبيرا على مستوى البنى التحتية الاساسية في كثير من المجالات قياسا بالدورة التي سبقتها فبقيت بعض القطاعات تعاني الاهمال وهو ايضا يؤشر بلا ريب ان التجانس وعدم وجود قوى فاعلة لها برامج واولويات مختلفة عن الشركاء الاخرين اسهم بتراجع الملفات الخدمية وحد من متابعة وملاحقة المفسدين تحت عباءة اننا في سفينة واحدة ولانريد ان تظهر سلبيات شخص او عضو او مدير دائرة محسوب علينا اذن محافظتي اولا شعار وبرنامج عمل ينبغي تبنيه للوقوف بوجه المد المركزي الذي يرى البعض انه الحل لتوحيد الرؤى وعدم تشعب المطالب وهو ما ينبغي ايضا ان يتنبه له الجميع على اساس ان حاجات ومطالب المحافظات مختلفة واولوياتها مختلفة ايضا ولاجل ان تسير الانتخابات التي نتمنى ان تفرز واقعا جديدا اكثر حركية ونشاطا لابد ان نقف عند موعد انطلاق الحملات وبدايتها والتي استخدمت فيها طرق جديدة للتثقيف والتعريف بالمرشحين وتمنياتهم وبرامجهم وبعض النظر عن الوسائل المستخدمة فالبعض حرص على ان يستعمل اساليب التزييف والتخطئة وتعمية الجمهور وبث خطاب عقيم باستهدافه القوائم الاخرى وهو عين ما حذر منه السيد عمار الحكيم من ان تشوب الحملات الانتخابية الاساءة والتجريح بين الاطراف المشاركة لكننا في النهاية نراهن على وعي شعبنا وابناء هذا الشعب الذي بات بحكم تراكم تجربته الديمقراطية يفرز الغث من السمين ويميز بين من يريد ان يخدم وبين من يرى انه سيد واجب التبجيل حتى وان لم يقدم شيئا مطلقا وهناك فرق كبير بين الاثنين وهو فرق واسع بكل تأكيد ...
https://telegram.me/buratha