هنا؛ تطرح آلاف الأسئلة نفسها؛ ليس على القرضاوي نفسه ولا على عامة الناس؛ بل على مرجعيات ومشايخ اهل السنة في العراق أولا، وعلى نظرائهم في البلدان العربية والاسلامية ثانيا، ثم على المرجعيات وعلماء الدين الشيعة في العراق وايران ولبنان ثالثا؛ لأنهم المعنيين الشرعيين بدعوى القرضاوي؛ على اعتبار انها تستهدف بالقتل قادة ومواطنين في بلدانهم. وألخص هذه الأسئلة بسؤال واحد: ماهو موقفكم الشرعي حيال هذه الدعوى؟ أفتونا وامنعوا الكارثة قبل أن تقع، ولاتعطوا الفرصة لمن يريد الفتنة واستضعاف المسلمين الشيعة بمزيد من فتاوى القتل والتحريض على استباحة الدماء.
ولو سألنا اصحاب الاختصاص في علم النفس الاجتماعي حول خطورة إحساس المسلمين الشيعة بالإستضعاف؛ لقالوا بأن خطورتها تكمن في ان الذي يحس بالاستضعاف والقهر الخارجي؛ بعد أن يصل الى مرحلة الاختناق ولايجد من يدفع عنه خطر القتل والتهديد، أو يرد عنه ما يتحمله من سباب وشتائم وسخرية وانتهاك للحرمات، أو يدافع عن سيادة الوطن، أو يردع من يريد اسقاط الحكومة بقوة السلاح؛ سينفجر دون شك. فعندما تمر كل دعوات التهديد والتحريض ضد الشيعة وانتهاك حرماتهم واستصراخ الاجنبي (ومنها دعوة البدراني لأردوغان حفيد محمد الفاتح بتذكر صولات العثمانيين حين أنقذوا العراق من الصفويين الفرس المجوس، وطالبه بالزحف على العراق وتخليصة من جسد الحية الشيعية الرقطاء التي يستقر جسدها في بغداد) دون حساب؛ فان حالة الإحساس بالاستضعاف والقهر تزداد خطورة؛ من خلال تصعيد المستكبر لمواقفه؛ عندما لايجد من يردعه؛ ومن خلال نفاد صبر المستضعف عندما لايجد من يحميه. وهنا يأتي دور عقلاء الامة وحكمائها من مرجعيات وعلماء دين وزعماء قبائل وسياسيين كبار، وكذا دور الدولة في كبح جماح من يعيش حالة القوة والاستكبار النظري، وحماية من يحس بالإستضعاف والقهر.
ولابد هنا من التوضيح؛ بأن الإحساس بالقوة والاستكبار لايعني ان صاحب هذا الإحساس هو مستكبر و قوي فعلا؛ وأقصد بهم بعض من ينتهكون حرمات الشيعة ويعبرون الخطوط الحمراء في التحريض والتهديد والسباب والشتائم؛ فهذه القوة هي وهم كبير بكل المعايير الواقعية.
وكذا الحال بمن يحس بالاستضعاف من الشيعة؛ فهو إحساس المقهور بدعاوى الصبر والحلم. وبالتالي فهو ليس ضعف حقيقي بكل معايير الواقع. وإذا لم يكن من حقي ان أطرح السؤال الشرعي السالف الذكر بصيغته السياسية والقانونية على قادة ايران وحزب الله؛ لأنه شأنهم؛ وهم أدرى به؛ ولكن من حقي أن أسأل السيد نوري المالكي؛ بصفته الوظيفية: ماهو موقفك من دعوى قتل رئيس الوزراء العراقي الذي يمثلني؛ باعتباري مواطنا عراقيا ؟
13/5/13310
https://telegram.me/buratha