نور الحربي
من المؤسف جدا ان تأخذ الدعاية الانتخابية للبعض جانبا تسقيطيا وتتجه باتجاه النيل من المنافسين الذين يراهم هولاء على انهم خصوم ومن المؤسف ايضا ان ترفع شعارات سياسية بعيدة عن حاجة المواطنين الفعلية فالاخر الشريك في الوطن فوبيا والسنة فوبيا التي يراد فرضها على المواطن العراقي المنتمي لمدرسة اهل البيت (ع) والتي ترفعها بعض الاحزاب لتقول اننا الحل وتزج هذه المخاوف زجا في معركة انتخابية محلية وكأن مبتدعها او من يرفعها يريد ان القول اقبلوا بأي شيء لانني الوحيد القادر على حمايتكم وهذا النفس فيه من الاساءة الكثير للمواطن العراقي الذي خدع طوال السنوات الاخيرة بوعودها وشعارات (ادامة زخم المعركة) وايضا شعارات سوف نعمل وسوف نحول البلاد الى جنة خضراء . في يوم ما عندما قال احد محافظي الجنوب السابقين انه ان امتد به الوقت سيحول محافظته الى ما يشبه دبي الاماراتية وهو امر ممكن قطعا ان توفرت العزيمة والشجاعة وتهيأت الدولة لان تقفز هكذا قفزة مع قوانين سهلة واجراءات سلسلة والذي حدث ان الجميع هزأ بكلامه واعتبروه كذابا ووصفوه بابشع الاوصاف بالرغم من ان جميعهم يتمنون ذلك ويشعرون في قرارة انفسهم ان مثل هذا الشخص يريد الخير لمحافظته واهله لا لنفسه ومصالح جهته وبالرغم من ان اطلاق مثل هذا التصور عن مستقبل ما يريده ويطمح اليه كان يحتاج الى منظومة متكاملة تعمل بامكانيات عاليه لكن الذي تحقق على يده بالمتاح من الامكانيات لو استمر زخمه وعمل الباقين بنفس طريقته خلال الدورة الاخيرة لاختلفت الامور ولوصلنا الى بداية طريق فعلي يحول خراب مدننا الى مباني ومؤسسات عصرية ونظامنا في محافظة كالناصرية الى نظام مختلف كليا عن ما ساد مؤخرا والحقيقة اقول ان الجهد الذي بذله النائب الحالي والمحافظ السابق عزيز كاظم علوان مع اشكاليات حقيقية وعثرات كثيرة ومعرقلات لاتحصى وليس اقلها التشويه ومحاولات تأزيم الوضع الامني من قبل جهات بعينها وبدفع من اخرى كان جهدا خرافيا جعل محافظته مضرب الامثال وقد قالها احد شيوخ عشائر ديالى في مجلس عزاء في محافظته عندما عرف على شخص علوان الذي جاء معزيا بقوله (انته لو عدنه ما خليناك تطلع من محافظتنه وتروح المجلس النواب لان المثلك لابد ان يبقى حتى تستفيد منه المحافظة بس ما عرفوا شلون ينطوك حقك وانته ابنهم ) هذا ببساطة ملخص الشعار الانتخابي الذي رفعه المجلسيون (محافظتي اولا ) وقد جسده واحد من عشرات خدموا محافظاتهم وابنائهم وقدموا جزءا من عطائهم خلال فترة حرجة وصعبة من تاريخ العراق الجديد الذي كان مطلوبا فيه اعادة الثقة ومغادرة صفحة العودة الى الوراء هذا الشعار الذي نريد عودته على يد الغيورين والذي يغمزه البعض مثلما غمزوا كتلة المواطن (كتلت المواطن) أي قتلته وغير ذلك كثير ولهم نقول ان المجلس ومشروعه الواضح الصريح وخطابه المعروف الذي لم يحد عن جادة الوطنية وخدمة الوطن والتمسك بالثوابت والعمل على حماية العملية السياسية من الانتكاس والتراجع لازال بنفس النهج فهو لم ولن يكون مع مشاريع البيع والشراء السياسية ولن يصمت فيكون ايضا شاهد زور على ماجرى ويجري بحق الوطن والشعب ابدا وهاهو يقول مجددا ان انتخابات مجالس المحافظات بكل ما تمثله من امل وتجديد واعادة ثقة للعملية السياسية وللمواطن الذي سئم نبرة التعالي ووعود الكاذبين والعاجزين لن تكون مجرد انتخاب اشخاص بمسميات فضفاضة وشعارات وعنتريات تمثل اهواء ونزوات مطلقيها بل انها منهج عمل وبرنامج نهوض اعدوه ليحل مشاكل واشكاليات لرقعة جغرافية معينة وعدد من السكان يمثلون شرائح اجتماعية مختلفة وهم يختلفون في احتياجاتهم عن غيرهم من اخوانهم في محافظات الوطن وكلا حسب محافظته ولكل محافظة رجالها الذين انطلقوا منها وهم على استعداد للنهوض بهذه المسؤولية كما انهم يمتلكون الكفاءة والقدرة على تنفيذ البرنامج لان مجالس المحافظات التي نحن بصددها هي مجالس خدمية وليست مجالس سياسية والحق ان ما يحتاجه ويريده المواطن العراقي هو الخدمات مما يتطلب توجيه الانظار الى كيفية خدمة المواطن لا ان ترفع شعارات وصور تتجاهل كل ذلك وتريد تحويل هذه الانتخابات الى محطة صراع سياسية وبيان غلبة في دائرة صراع مع عدو مفترض من مكونات اخرى نحن نعلم جميعا انه سيتحول الى حليف وصديق بلمح البصر وبجرة قلم بمجرد ان تلتقي مصالح الطبقة السياسية العليا للطرفين ومن يقف ورائهم (كما حصل مع صالح المطلك مثلا) وعند ذاك تبقى مجالس المحافظات وهي مجالس يراد لها ان تكون تابعة وفيها ممن لايمتلكون الاهلية الكثير كما عايشنا خلال هذه الدورة تضرب الاخماس بالاسداس فلا عمل ولا برنامج ولا قدرة فتحل الكارثة لان الحقيقة التي يغطي عليها هولاء هي ان بناء مجالس رصينة قادرة على توفير الخدمة لمواطنيها وناخبيها هي الحل لازمات اخرى في البلاد لماذا؟!! لان نجاح المحافظات يعني نجاح مشروع البلاد عموما اما ان تبقى المحافظات في دائرة الفشل المتعدد سيجعل البلاد كلها ممزقة خاوية وهو ما سيضعف المركز الذي اخذت معاركه تسير بكل الاتجاهات فلا هو قادر على حل مشاكل الجزء (المحافظات) ولا هو قادر على حسم اوضاعه مع الاخرين فكفانا الوقوف على تلة الصراع المكوناتي لان له قيادات واحزاب وممثلين ومؤسسات تحسمه وترك الانسياق وراء شعارات الحرب والصراعات فهي لاتبني محافظات ولن تقدم خدمات ولن تجعلنا بمنأى عن الاخطار الحقيقية التي تحيط بنا من كل جانب .
https://telegram.me/buratha