المقالات

ماذا لو كانت العصابة الخاطفة في الجولان من حزب الله ؟!

454 09:10:00 2013-03-11

الشيخ حسن الراشد

قامت قبل عدة ايام عصابة تابعة للجيش الحر باختطاف 21 جنديا من افراد التابعين لقوات الامم المنحدة في المنطقة العازلة في الجولان والاستيلاء على شاحنة وبعض المعدات التي كانت بحوزتهم وعلى مرأى ومسع العالم وقد نشرت وكالات الانباء والفضائيات العالمية شريطا مصورا عن تلك المجموعة يظهر الجنود المخطوفين وهم في قبضة المسلحين .

وقد التزمت المحافل الدولية بالموقف الحذر تجاه عملية الاختطاف ولم تصدر اي بيان تصف هذه العملية بالارهابية او حتى ادانة الجماعات المسلحة وكان الموقف الغربي اكثر ضبابية خاصة في قضية تمس هيبة الامم المتحدة ودورها الاممي حيث لم يدينوا هذا العمل الاجرامي بل كان صمتهم مشجعا للارهابيين وحتى الاعلام الغربي وعلى غير عادته لم يهاجم الارهابيين ولم يعنفهم او يشوه صورة ثورتهم المزعومة بل حاول بصورة ما تبرير عملهم الاجرامي وابرازه كنوع من ردود افعال على ما ((يرتكبه نظام بشار الاسد)) من "جرائم" ضد الشعب السوري !

هذه ليست المرة الاولى التي تقوم به عصابات ثورة الربيع القطري بعمليات الخطف والارهاب فقد سبق وان قامت باختطاف زوار ايرانيين وقبلهم مجموعة من الزوار اللبنانيين الذين مازالوا اسرى ورهائن لديهم ويوم امس قام افراد الجيش الحر باختطاف والد الفنانة السورية الشهيرة "رغدة" الذي يبلغ عمره 89 عاما ومصاب بمرض الزهايمر عقابا لابنتها وموقفها الرافض لثورتهم الوهابية المتطرفة .

والسؤال المطروح هنا : ماذا لو كانت المجموعة الخاطفة من حزب الله ؟؟!!هل كان الاعلام العربي وامهات فضائيات العرب يسكتان عن تلك العملية ؟ وهل كانت الانظمة العربية الاقليمية تلتزم موقف الصمت ؟ وهل كانت القوى الغربية والامريكية تتخذ موقفا لينا مثلما ما حصل مع المجموعة الخاطفة في الجولان والتابعة لعصابات جبهة النصرة التي تعمل تحت غطاء الجيش الحر ؟؟

لو اردنا تحليل الحدث وعملية الخطف التي قامت بها تلك العصابة الارهابية والاهداف التي كات تصبو اليها والاطراف التي دفعت الارهابيين لاخذ الجنود الدوليين رهائن وكمختطفين فاننا نصل الى الحقيقة التالية :

اولا: ان الجهة التي كات تقف خلف عملية الخطف هي دويلة قطر وبتنسيق مع المخابرات الاسرائيلية موساد وقد اثبتت عملية اطلاقهم بمثل هذه السرعة وتسليمهم للاردن ان الدوحة هي التي مولت عملية الخطف وتلعب دورا قذرا ضمن لعبة خطيرة يكون الكيان العبري هو المتضرر الاول .

ثانيا: ان الاسرائيليين هم من دفع الخاطفين الى احتجاز الجنود الامميين وكان هدفهم الاول هو ايجاد شريط امني على غرار الشريط الامني الاسرائيلي في جنوب لبنان قبل تحريره من الرجس الجيش العبري الا ان قراءة الاسرائيليين هذه المرة للاحداث في الجولان كانت مغايرة لقراءة واشنطن التي ادركت سريعا ان هذه اللعبة سوف تعطي مبررا لقوى اقليمية للقيام بتغيير شروط الاشتباك السياسي وحتى العمليات وتعطيها الافضلية في فرض شروطها وقد تقوم بفرض واقع جديد على الارض .

ثالثا: كان الخاطفون يرمون وراء تلك العملية هو تحقيق الهدف الثاني بعد ان يتم سحب القوات الدولية من منطقة الجولان وترك المنطقة العازلة تحت سيطرة العصابات الوهابية والسلفية المنضوية تحت لواء النصرة وتحت غطاء اسم "الجيش الحر" !

الا ان الامريكيين تداركوا الموقف سريعا بعد رأو ان الخطوة الاسرائيلية هذه غير سليمة وغبية قد تقلب الطاولة عليهم جميعا وتعطي لسورية النظام وحلفاءه ورقة رابحة وتضعف موقف حلفاء الناتوا والانكشاريين لذلك تمت تسوية القضية والموقف ولم تطل اكثر من يومين او ثلاثة ايام فيما قضية المخطوفين اللبنانيين مضى عليها اكثر من عام ولم تزل في طي النسيان او المماطلة !

نعود لنطرح السؤال السابق : ماذا لو كانت الجماعة الخاطفة من حزب الله ؟؟

بلا شك سوف يشن قبل كل شيء الاعلام العربي وامهات فضائياته هجمة شرسة على حزب الله وعلى الشيعة ووصف ما قام به الحزب بعمل ارهابي وغير انساني واتهام ايران ((الصفوية)) ((المجوسية)) بانها هي من تقف خلف تلك العملية ‘ ويقوم الغرب بتوجيه دعوة عاجلة لعقد جلسة طارئة لمجلس الامن يصدر من خلالها قرارا ليس فقط يدين حزب الله بل يجيز استخدام اية وسيلة من اجل تامين اطلاقهم وسلامة الجنود الامميين !فيما يقوم الاعراب في الجامعة العبرية باصدار بيان استنكاري ووصف ما جري بالعمل الارهابي وزج اسم ايران في العملية بينما يقوم مجلس التخاذل الخليجي بعقد قمة لرؤساءه من اجل اتخاذ الموقف المناسب وتهديد لبنان وايران باجراءات عقابية لا يعرف اي احد حجمها !

اما المواقع والمنتديات السلفية والوهابية الظلامية فان خطابها الطائفي والشوفيني يرتفع الى اعلى منسوبه فيما الطائفيون من جماعات الكسير والخريف والاسير سوف تغلق الطرقات وتعمم الفوضى في كل ارجاء لبنان وتقوم قائمة الحريري وتصف ما قام به حزب الله بانه عدواني يستهدف سنة لبنان ضمن مشروع ((صفوي)) وباجندة ايرانية هدفها جر لبنان الى الحرب والدمار !

هنا يجب ان نعرف لماذا لم يدين مجلس الامن ولا الامم المتحدة في بيان رسمي عملية الاختطاف ولم تقم واشنطن كعادتها في وصف اي عمل من هذا النوع بالارهابي الا انها هذه المرة ليس فقط لم تسميه بالعمل الارهابي بل ولم تدين القائمين عليه ‘ والسبب في رفض التديد وعدم وصف ما قامت به تلك الجماعة الخاطفة بالعمل الارهابي هو لان اي خطوة من هذا القبيل سوف تسقط الشرعية التي اضفوها زورا على المعارضة السورية وتعريتها وافشال مشروعهم في تسليح تلك العصابات واظهار ازدواجية القوى الدولية والاقليمية في تعاطيها مع قضايا المنطقة وهذا يعني ان الضغوط الدولية سوف تكون هذه المرة عكسية وباتجاه الداعمين للارهاب وقوى اقليمية وعلى رأسها دويلة الخطف والارهاب في الدوحة وشركاءهم الانكشاريين العثمانيين في انقرة .لذلك ادرك الغربيون وامريكا ان ما قامت به تلك الجماعة الخاطفة لم يحقق ما كانوا يتمنونه ـ رغم ان الخطة كانت في الاساس اسرائيلية غربية ـ وعلموا ان اطالة الازمة سوف لن تكون في صالح قوى ما يسمى بـ((اصدقاء سورية)) ولذلك طلبوا من عملاءهم بانهاء العملية اسرع ما يمكن خاصة وان القوات السورية وحسب المعلومات صارت تحاصر تلك العصابة والمجموعات المسلحة الاخرى حتى وصل القصف لداخل المنطقة العازلة واشتد الخناق عليهم بحيث بات يهدد حتى العمق الاسرائيلي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك