عزيز الحافظ
أو نسميه موسم هجرة السجناء المحكومين العرب من العراق لبلدانهم ناجين من الحياة!كعراقي ،شخصيا اعرف إن الهجرة من الوطن في زمن الطاغية العراقي المقبور كانت قسرية هربا من بطش لا مثيل له في كل الكون.. وأعرف إن المهاجر كان يتلفت ليس فقط لإكمال مقومات نجاح صعوبة هجرته بل ليسيل دمعه المدرار إنهمارا على فراق تراب الوطن والذكريات والضحكات ونغمات الحزائنيات والعلاقات الإجتماعية وطيبة الناس بما لاتصفه ريشة دافنشي ولاتشبهه بسمة الموناليزا وبراعة بيكاسو وجودة تصنيع دهينة ابو علي ذات العدد 100 بنفس الاسم.. وهناك هجرة شهيرة ارتبطت بالطيور منذ بدء الخليقة ووفاة توت عنخ آمون وهي رحلات موسمية لم تتدخل ناسا في توجيهها ولا المجال المغناطيس الأرضي ولا البنتاغون ولاالكرملين وفيها تقطع الطيور مسافات هائلة عبر صحاري ومحيطات وجبال لتصل هدفها في وقت واحد بمعاجز لامجال لتفصيلها مهنيا. وكانت في العصر الحديث هجرة لم نكن نعلم بإتجاهاتها وبوصلتها سوى العراق أيام الإحتلال الأمريكي للعراق حيث صرنا قبلة للثوار العرب والاسلاميين من كل حدب وصوب فلاجوازات ولا معابر حدودية وضيافة عراقية سيكشف المستقبل بعد 100 ألف سنة كم كانت تلك الضيافة مؤثرة في تغيير نمط التفكير الوطني في نفوس العراقيين لتتحول هجرة هولاء من محاربة الامريكان لمحاربة طائفية مقيتة جعلت السمك في الأنهار يتسلق غصون الأشجار من أهوال ما حدث!مجزرة بعد مجزرة لا تفصيل هنا لتسيل دموعا بدل تلك الدماء التي سرعان مانساها العراقي ولازالت نعم لازالت تسيل من هبات الهجرة العربية للعراق المجانية. ولأن الأقدار لها سخريتها تساقط البعض في شباك السلطة الوليدة العراقية فكان فندق سجوننا ال5 نجوم يضم طيورا مهاجرة من كل الأشقاء لم تلج جنان الخلد لإسباب تتعلق بالقضاء والقدروالحظ العاثر والفرص الكروية الضائعة ليس إلا؟! اليوم هدأت الهجرة وتحولت البوصلة لسوريا ولكن يجب طي الملف .. يجب ان نكون بكرم حاتم الطائي للعرب جميعا لكي يحبوننا بالمقابل لذا سنهبهم كل الطيور الكواسر التي قَدِمَتْ لقتلنا!! لذا قرأت عن الملف مع الطيور ال50 السعودية الشقيقة الباقية على قيد الحياة والتي نخاف إنقراضها النوعي الشهير ستصل خط النهاية..خلال 3 أسابيع وتنتهي الدراسات الدولية حول السبب البيئي لهذه الهجرة ذهابا وإيابا!المهم لنتذكر سجنائنا عند المملكة لعل الذكرى تنفع المتكرمين. الخبر الأخر هو وجود مسؤول تونسي شقيق أيضا لمتابعة ملف الطيور النوعية البشرية التونسية التي هاجرت من تونس الخضراء للعراق بحثا عن نشر البهجة بتراجيديتها ... والينوع الزراعي فيه.. حيث هناك 40 تونسي على قيد الحياة!! فكم منهم غادر الحياة من منفذ العراق الحدودي للِجّنِة ياترى؟ وضغطت القوى السلفية التونسية على حكومتها لكي تقوم بجلب هذه الطيور المهاجرة التي استغفلها الزمن ولم تصل جنان الخلد لعلها تنال الجنة من بوابة سوريا؟ هذه الطيور محكومة أغلبها بالاعدام ليس ذبحا فعندنا في العراق أحيانا تقتل الطيور بالملص للرؤوس شعبيا ولكنها اليوم استفادت من برمكية الشعب العراقي وظاهرة البرمكة العراقية لمن لا يفهمها هي من يحب التفاخر بإمواله وبإملاكه ويتبرع بها أحيانا يعني يعطيها للتفاخر ويظهر إننا تبرمكنا بنوعيات طيور كاسرة هاجمتنا مؤذية لا تعود لنا ولا يستحقون الحياة حسب قوانين السماء والقضاء ولكن لا حياة لمن تنادي.
https://telegram.me/buratha