طفت على الجو السياسي العام قشرة خارجية مضللة، تقود نحو الركون لقوانين اللعبة الانتخابية، هذه القوانين التي لا تقودها مع الأسف اشتراطات الحق والحقيقة والاستحقاق في التسابق نحو صناديق الاقتراع...
وإذا كان الناخب قد أكتشف هذه اللعبة مبكرا، ربما منذ أول ممارسة انتخابية لنا، حيث توالت على مراكز التمثيل شخصيات وقوى غير جديرة بشرف التمثيل، لكن قوانين الانتخاب وفرت لهم فرصة لا يستحقونها فاستغلوها أيما استغلال، مما أشاع في أوساطنا الشعبية قنوطا ويأسا واضحين، لكن هذا القنوط واليأس أدعى لسلوك الممارسة الانتخابية ذاتها لصناعة جيل جديد من الساسة أجدر بشرف تمثيلنا..سيما أننا اليوم إزاء فرصة أفضل للوصول الى هذه النتيجة، لأن الأدوات التي بيدنا أكثر قدرة على إيصالنا إليها...
فالقانون الانتخابي الذي تجري بموجبه انتخابات الـ 20 من نيسان القادمة، أفضل من القوانين التي جرت تحت ظلها الانتخابات السابقة بشقيها النيابي والمحلي، ولدينا اليوم قانون لا يتيح تحويل أصواتنا الى من لم ننتخبهم، وإذا ذهبنا الى صناديق الاقتراع وفي رؤوسنا أسماء بعينها ونضعها في الصندوق، ستخرج النتيجة وفقا لما نريد لا وفقا لما يريدون...
ومع أن القوى السياسية أبقت لنفسها مساحة مهمة للتأثير في قرارنا، عبر وضع أسماء الكيانات السياسية في ورقة الاقتراع جنبا الى جنب مع أسماء المرشحين، وأن بإمكان الناخب أن ينتخب كيانا بعينه، دون أن يؤشر على أسم مرشح من مرشحي هذا الكيان، وبذا يذهب صوته الى الكيان برمته يتصرف به وفقا للقواعد التي وضعتها مفوضية الانتخابات، إلا أن هذا الخيار أيضا يتناغم مع رغائب عدد كبير ومهم من الناخبين الذين ليس في رؤوسهم أسماء بعينها، لكنهم يثقون بكيان سياسي بعينه، وتلك وسيلة ستقودنا الى أن نحصل على من يمثلوننا تمثيلا أكثر مصداقية وأكثر عدالة ، وإن كانتا غير تامتين مثل ما توفره القائمة الفردية.. في هذه الانتخابات، ضاقت الى حد كبير مساحة المناورة أمام القوى السياسية سيما التي شاركت في مستويات التمثيل السابقة، وإذا كانت هذه القوى ترى أن من المناسب لها متابعة البقاء في الصورة، والبحث عن فوز في انتخابات حرة ونزيهة بناء على سجلها السابق، فهي أمام مهمة محكومة بنتائج متواضعة تبعا لتواضع عطائها على الأرض، والعكس صحيح..
ومثلما تعرفون، فإن أكثر الاستراتيجيات الانتخابية مخالفة للقواعد، هي ألأكثر فاعلية وأن احتمالات الخسارة هي للمرشحين الذين يحاولون ممارسة قوانين الحكم الرشيد. لأن القوى السياسية، ولكي تفوز بقلب الناخب لا عقله، ستلجأ الى عددا من الاستراتيجيات البديلة لتحقيق غاياتها، مثل إستراتيجيات الكذب على الناخبين أو ما والرشوة والإثارة، وعمليات التسقيط السياسي وتشويه سمعة المنافسين بوسائل تهدف الى منعهم من الحصول على ثقة الناخبين..
لكن بالمقابل فإن هذه القوى ستجد نفسها أمام تحديات عديدة ليس أقلها عدم احتمال ألا يسلك منافسوها نفس السلوك..!
كلام قبل السلام: لا أعلم لم تذكرت قول فولتير" إني أكره الخوف, لأنه يحَولْ الإنسان إلى فأر يبحث عن أقرب جحر."!!
سلام...
https://telegram.me/buratha