جبار التميمي
الرمز في زمن الدكتاتوريات هو الحاكم الأوحد الذي بيده القرار وحده وبيده الثروة والقوة وهو الذي يختزل الوطن كل الوطن بشخصه ويلفت الشعب بالترغيب والترهيب حوله وحزبه وحده الذي يسمح له بالعمل وهو الحزب والحزب هو وبعد التغيير بدأت أصوات وعلت وتوسعت ثقافات بعدم عودة الحزب الواحد والقائد الأوحد والرمز وعدم عبادة الأشخاص وخلق دكتاتوريات جديدة ومر الزمان وتعددت الأحزاب وتمددت الأحزاب ونشطت وانقسمت وكثرت حتى فقدت التأثير وسامها الشعب وقد وصل إلى المناصب سياسيو الصدفة وصعد إلى السلطة التنفيذية والتشريعية محروموا الجاه وبدأو يبحثون عن الثروة والسلطة وعندما وجودوا أنفسهم قريبين من مصالحهم ورغباتهم إلى حد تصوروا أنفسهم زعماء وقادة ورموز فتحول البلد إلى القائد الأوحد إلى القادة ومن الرمز إلى الرموز إلى هنا يمكن أن تكون الرموز صناعة شخصية او عرقية وعشائرية حسب طبيعة الرمز وطبيعة ماحوله والتي تساهم في صناعته ولكن انه يتصور آن هيمن وسيطر على منطقته او عشيرته او حزبه او حركته حسب التسميات المستنبطة في السياسة الحالية وبدا يطلب ممن حوله آن يتصرفوا معه في المناسبات العامة معاملة الرمز حتى يتثبتوا وينقلوا انطباع للناس ليتعلموا ان يعاملوه هكذا وتصور انه من يقود الشارع وهو صانع القرارات التي تصب في مصلحة الناس يصرح ليجيرها لنفسه رغم أنها استحقاق وطني واجتماعي وحق طبيعي لايحتاج أن ينسب لسياسي او شاغل منصب وهو ليسمنه من احد تصور انه رمز ورفع من يعمل حوله وحمايته اللافتات التي يشكره فيها الناس على جهوده في تحقيق هذا المكسب وذاك المنصب وتلك المصلحة وهل هناك شكر على واجب ؟ ولماذا انتخبوه الناس وأوصلوه إلى منصبه هل من اجل البهرجة والمواكب والحراس الشخصيين والحمايات والثروة واللهاث حول المكاسب الشخصية والمصالح الحزبية المحدودة ؟ ان الناس انتخبوه ليحقق مطالبيهم ويرفع إلى الحكومة مظالمهم أن لم يستطع رفعها عنهم ويحقق متطلبات الناس التي هي من أهم واجباته التي لايستحق الشكر عليها لأنها اقل مايمكن أن يعمله وهي اقل قدر من الواجبات ،أن الرموز عبر التاريخ الذين أحبتهم شعوبهم وخلدهم التاريخ وبقوا في ذاكرة بلدانهم وناسهم هم ممن لم يطمحوا إلى الخلود بل استنفذوا حدود الممكن في تقديمهم أعلى وأكثر قدر من الأعمال التي خدموا بها شعوبهم وبلدانهم وبطريقة شكلت استثناء وخروج عن المألوف مما دفع لوضعهم في صفحات واسعة من تاريخ شعوبهم ووجدان الناس ومن الأعمال التي بقيت مستمرة وشاخصة تنموية او اقتصادية او صرح معماري او عمل اجتماعي وحد به الصف الوطني ودعا إلى مصلحة وطنية او سحب فتيل أزمة او منع وقوع حرب او فتنة او قضى على تمييز طائفي او عرقي او أي موقف شجاع تسامى فيه الرقي لسياسي الى حد نكران الذات او التضحية بالنفس او التعرض للاعتقال او السجن او النفي عن موقف وطني شجاع أما من تصور ان الرمزية هي مجرد ان يكون قد فاز في الانتخابات بغض النظر عن الوسيلة او شغل منصب جاء من خلال المحاصصة أنهم واهمون فقد وعى الناس وهم يسخرون اللافتات الصغيرة التي تعلق من قبل حراسهم الشخصيين تشكرهم عن تنفيذ واجباتهم والله أنها أعمال تجلب الاسائة أكثر مما تجلب التأثير أنها أعمال مخجلة تثير سخرية واستهجان وضحك الناس لارمز إلا من يخلقه الناس من رحم معاناتهم إذ استطاع رفعها عنهم ولقد مضى زمن الرموز مع زمن المعجزات
https://telegram.me/buratha