المقالات

سياسيو الصدفة

347 09:30:00 2013-03-12

جبار التميمي

الرمز في زمن الدكتاتوريات هو الحاكم الأوحد الذي بيده القرار وحده وبيده الثروة والقوة وهو الذي يختزل الوطن كل الوطن بشخصه ويلفت الشعب بالترغيب والترهيب حوله وحزبه وحده الذي يسمح له بالعمل وهو الحزب والحزب هو وبعد التغيير بدأت أصوات وعلت وتوسعت ثقافات بعدم عودة الحزب الواحد والقائد الأوحد والرمز وعدم عبادة الأشخاص وخلق دكتاتوريات جديدة ومر الزمان وتعددت الأحزاب وتمددت الأحزاب ونشطت وانقسمت وكثرت حتى فقدت التأثير وسامها الشعب وقد وصل إلى المناصب سياسيو الصدفة وصعد إلى السلطة التنفيذية والتشريعية محروموا الجاه وبدأو يبحثون عن الثروة والسلطة وعندما وجودوا أنفسهم قريبين من مصالحهم ورغباتهم إلى حد تصوروا أنفسهم زعماء وقادة ورموز فتحول البلد إلى القائد الأوحد إلى القادة ومن الرمز إلى الرموز إلى هنا يمكن أن تكون الرموز صناعة شخصية او عرقية وعشائرية حسب طبيعة الرمز وطبيعة ماحوله والتي تساهم في صناعته ولكن انه يتصور آن هيمن وسيطر على منطقته او عشيرته او حزبه او حركته حسب التسميات المستنبطة في السياسة الحالية وبدا يطلب ممن حوله آن يتصرفوا معه في المناسبات العامة معاملة الرمز حتى يتثبتوا وينقلوا انطباع للناس ليتعلموا ان يعاملوه هكذا وتصور انه من يقود الشارع وهو صانع القرارات التي تصب في مصلحة الناس يصرح ليجيرها لنفسه رغم أنها استحقاق وطني واجتماعي وحق طبيعي لايحتاج أن ينسب لسياسي او شاغل منصب وهو ليسمنه من احد تصور انه رمز ورفع من يعمل حوله وحمايته اللافتات التي يشكره فيها الناس على جهوده في تحقيق هذا المكسب وذاك المنصب وتلك المصلحة وهل هناك شكر على واجب ؟ ولماذا انتخبوه الناس وأوصلوه إلى منصبه هل من اجل البهرجة والمواكب والحراس الشخصيين والحمايات والثروة واللهاث حول المكاسب الشخصية والمصالح الحزبية المحدودة ؟ ان الناس انتخبوه ليحقق مطالبيهم ويرفع إلى الحكومة مظالمهم أن لم يستطع رفعها عنهم ويحقق متطلبات الناس التي هي من أهم واجباته التي لايستحق الشكر عليها لأنها اقل مايمكن أن يعمله وهي اقل قدر من الواجبات ،أن الرموز عبر التاريخ الذين أحبتهم شعوبهم وخلدهم التاريخ وبقوا في ذاكرة بلدانهم وناسهم هم ممن لم يطمحوا إلى الخلود بل استنفذوا حدود الممكن في تقديمهم أعلى وأكثر قدر من الأعمال التي خدموا بها شعوبهم وبلدانهم وبطريقة شكلت استثناء وخروج عن المألوف مما دفع لوضعهم في صفحات واسعة من تاريخ شعوبهم ووجدان الناس ومن الأعمال التي بقيت مستمرة وشاخصة تنموية او اقتصادية او صرح معماري او عمل اجتماعي وحد به الصف الوطني ودعا إلى مصلحة وطنية او سحب فتيل أزمة او منع وقوع حرب او فتنة او قضى على تمييز طائفي او عرقي او أي موقف شجاع تسامى فيه الرقي لسياسي الى حد نكران الذات او التضحية بالنفس او التعرض للاعتقال او السجن او النفي عن موقف وطني شجاع أما من تصور ان الرمزية هي مجرد ان يكون قد فاز في الانتخابات بغض النظر عن الوسيلة او شغل منصب جاء من خلال المحاصصة أنهم واهمون فقد وعى الناس وهم يسخرون اللافتات الصغيرة التي تعلق من قبل حراسهم الشخصيين تشكرهم عن تنفيذ واجباتهم والله أنها أعمال تجلب الاسائة أكثر مما تجلب التأثير أنها أعمال مخجلة تثير سخرية واستهجان وضحك الناس لارمز إلا من يخلقه الناس من رحم معاناتهم إذ استطاع رفعها عنهم ولقد مضى زمن الرموز مع زمن المعجزات

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك