نور الحربي
من المهم جدا ان يسعى الناخب العراقي الى امتلاك الوعي الكافي من اجل ان لاتعود حالة الاحباط التي عاشها خلال المراحل السابقة بسبب سوء الاختيار او اعتماده معايير خاطئة او مشوشة لاختيار ممثليه خصوصا فيما يتعلق بالجوانب التي هي على مساس بتحسين او ضاعه المعيشية والخدمية وهذا ما يقودنا الى البحث عن الاسباب التي تقودنا لتعميق هذا الوعي واستكمال البحث حول الطريقة الاسلم لتجنب العودة الى حالة التذمر وعدم وفاء المسؤلين بوعودهم التي قطعوها وعن عن الوعود يمكننا القول انها مجرد وعود يلقيها البعض وهم خارج دائرة المسؤولية والتصدي للخدمة فالكثير من المرشحين الذين يتحولون بفعل سوء اختيارات الناخب وتأثيرات اخرى على الشارع الى مسؤولين وهم لايمتلكون القدرة كما ان ليس لديهم التصور التام عن احتياجات المحافظة والمواطن فمثلا لو سألت احدهم عن عدد السكان واين يتوزعون حسب كثافتهم السكانية وماهي مهاراتهم وقابلياتهم وشهاداتهم وكم هي اعداد المتعلمين وماهي نسبة شريحة حملة الشهادات العليا وفي أي اختصاصات وماهي الجوانب المعطلة في المحافظة والنمط الاقتصادي السائد فأنك قطعا لاتحصل على اجابات شافية تقودك الى الاقتناع التام بهذا المرشح لماذا لان التركيز منصب فقط على كيفية الوصول للسلطة لغرض دعم توجه معين لا التركيز على المواطن من اجل خدمته وتقديم برنامج شامل جامع درس كل هذه المفردات ودقق ومحص بحثا عن حلول حقيقية لاسباب مشاكله ومعاناته . ايضا في ذات الاتجاه يمكننا ان نرى اليوم وبوضوح ومع انطلاقة الحملات الدعائية للكيانات والمرشحين في انتخابات مجالس المحافظات هو رفع الشعارات السياسية والاختباء وراء انجازات هي في قسم منها غير حقيقية بينما لايحسب قسم منها لشخص او كيان بعينه والسبب في ذلك انها نتاج المجموع شعبا وحكومات متعاقبة فالاختباء وراء الشعارات لن يغير من الواقع شيئا والمطلوب هو البرنامج الذي يضع التصورات والاليات لتقديم الخدمة لاغير .. ان إستراتيجية ائتلاف المواطن التي تعتمد التركيز على البرنامج الانتخابي لا الشعار ربما تكون الاكثر توفيقا بين كل الكيانات التي تقدمت لخوض السباق الانتخابي لكن مع ذلك نجد من يريد القفز على ذلك كله بافتعاله الحرص على الوطن واثارة الازمات التي لن تقود الى استقرار الوضع في البلاد على المدنيين القصير والبعيد كما ان مهاجمة الخصوم -الشركاء مع تساوي الكلمتين في دلالتهما على طبيعة الاخر المعني حسب تعريف من يثير الازمات ويغذيها حسب طبيعة الظروف القائمة وانسجام موقف هذا الاخر مع مصالحه وتوجهاته !! ان التركيز على ما يجب ان يقدم هو الحل ودراسة الاحتياج الفعلي ليس اليوم بل منذ مدة طويلة تسهم في رفع الحرمان وتقلل الهوة بين السلطة والشعب مصدرهذه السلطة الحقيقي وعلى الواعيين ان يدركوا مسؤوليتهم ويعملوا بمقتضاها لتوجيه المجتمع باتجاه خياراته الصحيحة وعدم خداع البسطاء بشعارات كاذبة او غير واقعية الهدف منها كسب الاصوات دون تقديم المرجو كما ان على الكيانات المتنافسة العمل على سيادة السلوك الانتخابي الصحيح سيما وان اغلبها في مناطقنا لها منطلقات اسلامية وان تعاملت بنفس اخر فأن ذلك سيكون بمثابة تبرير الغش والتنافس غير الشريف وتشجيع المواطن عليه بدل ارشاده وقيادته الى ما ينسجم مع الاخلاقيات العظيمة للاسلام الصادق الذي تنطلق منه وهو عين ما نبه اليه السيد عمار الحكيم في التعبير عن الظلامة التي يتعرض لها مرشحي ائتلاف المواطن حيث اتخذ بعضهم الغش والتزييف طريقا لتحقيق غاياته بحذف حرف من حروف الشعار الانتخابي لهذا الائتلاف والقصة معروفة عند الجميع ولا داعي لسردها لكنها تدل على ان التنافس غير الشريف حاضر وبقوة من اجل تغليب طرف على اخر ناهيك عن استغلال امكانيات الدولة لخدمة اطراف اخرى وتجييرها لمصلحة فريق طالما اثبت عدم حرصه على مصلحة المواطنين .. ان منهج التركيز على البرنامج الانتخابي ورفض المناهج الاخرى وابعادها وتقليل تأثيرها سيساعد في ترسيخ الديمقراطية والسلم الاجتماعي كما انه سيبني اجيالا قادرة على اتخاذ القرار بناءا على تصورات حقيقية لا شعارات فضفاضة تحتمل الوجوه المتعددة وتركز على جانب وتهمل جوانب اخرى كثيرة كما ان اشراك الشباب ودفعهم لخوض تجربة قيادة المحافظات سيعطي حيوية للعمل السياسي ويراكم من خبرة ابناء المحافظات والمناطق في الادارة والتعامل مع الملفات التي تعنيهم والشرائح التي ينتمون اليها مما يعني ان المشاركة الفعلية للشباب ستجعل منهم مستقبلا طبقة سياسية واعية مدركة مسلحة بالتجربة يمكنها قيادة الاوضاع بعد ان يغادر الجيل الحالي وجله من المخضرمين ساحة العمل السياسي والخدمي فصناعة القرار تحتاج لرجال مسلحين بالعمل والتجربة ومواجهة التحديات والتنظيم العالي ثم ان الطاقات الشابة كثيرة والاجدى استثمارها اليوم قبل الغد ، اخيرا لابد من الاشارة الى اهمية ان نفهم جميعا ونميز بين طلاب السلطة وطلاب المشروع والى اين يقود اتباع كل طرف منهم ولاننا نتحدث عن تيار شهيد المحراب وائتلافه الانتخابي المواطن فليس لنا غير ان نرف عنهم كما عرفوا هم انفسهم عمليا بانهم ليسوا طلاب سلطة وانما طلاب للخدمة والسلطة ليست همهم وإنما الهدف الاساس منها خدمة المواطن والشعب والعراق الذي ارخصوا من اجله الدماء والارواح.
https://telegram.me/buratha