المقالات

البداية الحقيقية لنهاية الديكتاتورية الصدامية

507 20:55:00 2013-03-12

علي جاسم

ونحن نعيش هذه الايام الذكرى الاليمة لخاتمة وحسم انتفاضة ابناء العراق في الشمال والجنوب (الانتفاضة الشعبانية 1991) ضد النظام الصدامي لابد لنا من جعل التاريخ يتذكر ان ما لاقاه الشعب العراقي خلال الفترة الماضية من العصر الحديث لم يلاقيه أي شعب آخر من الظلم والجور والهوان على أيدي السلطة الصدامية وزمرتها طوال أكثر من ثلاثة عقود مضت لم يعرف خلالها الشعب سبل الراحة وأشكال الحياة الحرة الكريمة، وتم استبدال كل ذلك بالسجون والتنكيل والاعتقالات والتعذيب والمقابر الجماعية والإعدامات المتنوعة الأساليب والترحيل والأنفال وقنابل حلبجة وتجفيف الاهوار وسياسات البطش والقهر ومصادرة الرأي والحرية والديمقراطية وفرض النظام الاستبدادي والشمولي وجعل أبناء العراق الحطب الأكبر لنيران الحروب والمغامرات العسكرية الفاشلة التي خاضها الديكتاتور مع جيران العراق، فضلا عن الملايين المهجرة المضطرة الى بلدان أخرى، وقد تكون بعض الدول أبتليت خلال العصر الحديث بأنظمة شمولية جائرة ودموية مارست بحق شعوبها أنواع العنف والجور والاضطهاد إلا ان الشعب العراقي سوف يتذكر ما سجل التاريخ عنهم بتذوقهم لأقسى أنواع القتل والتنكيل والتعذيب على أيدي أكثر حكام الأرض فتكا وبطشا أحال المدن العراقية في الشمال والجنوب الى مقابر جماعية ومنازل لأيتام حروبه ومغامراته وبطشه، وألقى بالآخرين في غياهب السجون والمعتقلات.مهما اجتهدنا بالكلام، ومهما حاولنا ان نصف الطغاة والجبابرة الذين حكموا العالم على مدى فترات من الزمن، إلا ان النظام الصدامي المقبور لا يمكن لأي إرهاب مهما أشتدت درجة قساوته ان يصل الى حد ما وصل إليه الطاغية وتفننه في تعذيب وتقتيل أبناء الشعب في حلبجة الشمال وأهوار الجنوب، ولعل اخماد الانتفاضة الشعبانية بأقسى أنواع العنف والجريمة كالقصف بالطائرات واعدام المتظاهرين وتعليق جثثهم لعدة ايام على أعمدة الكهرباء وأمام منازلهم وحرق الجثث وضرب المراقد المقدسة والمدن والمنازل بالمدفعية ودفن الأحياء في مقابر جماعية وغيرها من وسائل الاعدام وفنون الرعب التي ابتكرها صدام وزبانيته فضلا عن السجون والمعتقلات التي امتلأت بالعوائل والنساء والاطفال العراقية وبخسائر بشرية تم تقديرها بحوالي 300 الف مواطن خلال 14 يوما فقط من تاريخ الانتفاضة، ولو اضفنا لها جريمة قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية واستشهاد أكثر من خمسة آلاف مواطن ــ وهي جريمة أخرى حدثت ايضا في مثل هذه الايام من عام 1988 ــ واعتبارها من أسوأ جرائم العصر وأبشعها، فأن الكلام عم وحشية النظام الديكتاتوري السابق قد يكون شيئا بسيطا لا تعبر عنه الكلمات بواقع حقيقي.هذه المقابر الجماعية التي صنعتها السلطة الصدامية في الجنوب والشمال، وهذه الضحايا التي أزهقت ارواحها وهي تعبر عن رفضها للعقل المريض والفكر الشوفيني الصدامي قد بقيت الى اليوم جرحا عراقيا يضاف إلى الجروح السابقة، وذكرى أليمة توضح مدى دناءة وإجرامية نظام صدام، وستبقى إحدى الدلائل على بطش وعنجهية صدام لتسجل ذكرى في التاريخ البشري كواحدة من أبشع الجرائم الإنسانية في العصر الحديث، كما انها ستبقى من المجازر الصدامية التي تكشف وتفضح زيف ادعاءات صدام وعراقيته وعروبته ولتطلع عليها بعض العناصر والأذناب في بعض الدول العربية الذين مازالوا يظنون به خيرا وانه الحاكم الشرعي الفذ فيتبنون أفكاره وآراءه وأطروحاته في المنطقة العربية، دون ان يلامسوا ما جرى في العراق فعلا خلال فترة حكمه المظلمة، كما انها كانت نقطة التحول الكبرى في شكل ونوع التاريخ الجهادي والمقاومة الجماهيرية ضد الديكتاتورية المقيتة التي عاشها العراق آنذاك، وكانت المفتاح الحقيقي الذي افتتح سجن حكم صدام وكسر قوة بطشه وجبروته بعد ان أرغمته على العيش في عزلة جماهيرية وسياسية ودولية كانت بداية نهايته المدوية والحاسمة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-03-13
الغريب لازال البعض يتملق لمحبي صدام الحاليين المتظاهرين الذين هم وآبائهم من قتلوا الابرياء في الانتفاضة الشعبانية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك