المقالات

تصعيد غير مبرر

545 21:20:00 2013-03-12

علي جاسم

يبدو إننا ما زلنا نتناسى وجود جماعات إرهابية تصول وتجول في مناطق عديدة من البلاد سواء أكانت في العاصمة بغداد أو المدن الأخرى، وهي تنفذ عملياتها الإرهابية والإجرامية على أرض الواقع بقوة وسرية وتخطيط واقتدار رغم التحسن الأمني الكبير كحالة فرضت نفسها عقب سنوات من الانفلات الامني والتدهور الخطير الذي جعل بعض الشوارع والاقضية والمدن والمحافظات تسمى بكل وضوح بالمدن الساخنة أو مدن الموت، فالانبار ونينوى اللتان هما من أكبر المدن العراقية كانا يعتبران وحتى وقت قريب جدا خارج تغطية وحدود الأجهزة الأمنية الحكومية بحيث كانت تُخطط وتحدث فيها العشرات من عمليات القتل والتفخيخ والتهجير وسفك الدماء والسرقة والخطف والابتزاز كانت تنفذ يوميا من قبل عصابات الإرهاب والجريمة المنظمة، وهي حوادث ليست بالقضايا السرية التي لم يكن لأحد الاطلاع عليها بل انها كانت حوادث وعمليات مفضوحة جداً ترددها وسائل الإعلام العربية والأجنبية قبل المحلية ولمختلف الأغراض والأهداف.الايام الماضية شهدت شيئا من التصعيد على الحدود العراقية السورية في محافظة الانبار متمثلا بحادث مقتل جنود عراقيين وسوريين في كمين ذي طابع غادر نصبته لهم مجاميع ارهابية مما يعتبر مؤشرا خطيرا على اتجاه الازمة الى مسارات مقلقة وخطرة، ويلوح بحوادث اخرى مقلقة اذ انه من الخطأ ان تتورط الحكومة بمواجهات عسكرية مسلحة مع الارهابيين من دول اخرى في مناطق مفتوحة من الصعب السيطرة عليها، لاسيما وان تنظيم القاعدة قد تبنى هذا الهجوم المسلح، ومع موجة الاحتجاجات والاعتصامات المناهضة التي تشهدها الأنبار ونينوى منذ 3 أشهر ضد الحكومة العراقية، فأن تلك الحادثة قد تثير نوعا من المخاوف وتصاعد التوتر على الحدود العراقية السورية تضاف الى المخاوف المشروعة والواقعية من أن يصاب العراق بتداعيات الحرب في سوريا واستغلالها من قبل عصابات القاعدة والبعث ومنتهزي الفرص لإثارة الفتن واعمال العنف في البلاد.جميعنا علمنا ولامسنا مدى قدرة القاعدة على افتعال الازمات وقلب الاراضي العراقية الى مناطق مخضبة بالدماء الحمراء، وأحالت أفراح ابناء الرافدين الى صدور مطرزة بالهم والحزن، ويؤكد هذا الكلام ما كشفته دراسات قامت بها جامعات ومنظمات مدنية في بريطانيا بان التفجيرات (الانتحارية) في العراق قد أودت بحياة 12 ألف مدني عراقي وإصابة أكثر من 30 ألف آخرين فيما تم أودت بحياة 200 جندي من قوات التحالف مجتمعة منذ عام 2003 ولغاية عام 2010م، أي لمدة سبع سنوات متتالية كانت هي الأعنف والأخطر في حياة العراق نتيجة عدم استتاب الأمن أو فرض السيطرة الأمنية بعد ان بقيت زمر القاعدة والإجرام تجوب المدن والمحافظات وتنال من أبنائها وتسفك دمائهم بلا ذنب أو جرم سوى الانتماء لوطن جلّ أمانيه هي العيش بسلام، هذه الارقام جاءت لتؤكد رغم عدم الحاجة الى تأكيدات حول مدى الانحطاط والتدني الفكري والأخلاقي الذي وصل إليه شيوخ الإرهاب وفتاوى التكفير وأمراء الجهاد والنضال من خلال استهدافهم المدنيين في الأسواق والجوامع والمدارس وحتى سيارات الأجرة، وكأن هذه العمليات هي ذر الرماد في العيون وان الهدف الأكبر والوحيد هو قتل أبناء هذا البلد الذي رفض اي وجود للقاعدة وزمرها.التصعيد العسكري ضد القاعدة وزمرها المنتشرة في العراق هو تصعيد غير مبرر لاسيما إذا كانت تحدث في الاصل داخل مناطق غير مستقرة أو من الصعب استقرارها والسيطرة عليها أو داخل مناطق متجاورة مع الاراضي السورية بحيث تستغل هذه الزمر اي اشتباك ومسلح لتوهم الاخرين بان قواتنا الامنية تخوض معارك نيابة عن القوات السورية وتتدخل في شؤون دمشق، وفي جميع الاحوال فانه ليست من مصلحتنا كل هذا وفي هذا الوقت الحساس من عمر التجربة السياسية العراقية وما تمر به المنطقة من احداث ساخنة جدا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك