وسط فضائح علوة البرلمان ( القبة ) سابقا ً فاجئتنا النائبة البرلمانية بحادثة الحذاء الطائر الموجه لوجه الف لسانه التجاسر من ايام الانتماء لمدراس البعث التي خرجّت الرامية والهدف معا ً فكانت الصورة كما نُشرت فضيحة تتلو امثالها تحت تلك القبة التي جمعت من امثال هؤلاء ما جمعت .والمفاجئة ليست من الموقف فلا غرابة من تطاير احذية في اركان العلوة ! ولكن المفاجاة من المباركة لهكذا افعال بل ووصف الرامية بانها بطلة ! والاشد نحت شكل الحذاء وجعله تمثلا ً , ان هذا الانسياق في التعبير مستغرب فالفعل بحد ذاته لا نقبله من اجهل الجهال فما بالكم بمن يمثل الالاف ممن انتخبوه ومن سلاحه الحلم والتعقل لحل مشاكل البلد .
ولست ممن يجد فخرا ً في دخول الاحذية عالم السياسة , او في دخولها للتعبير عن رفض لشخص او فكرة كما لا اعذر حذاءا دون اخر فلا رمية الزيدي افرحتني ولا الاحذية التي رميت على اياد علاوي كانت لي مصدر سرور وليس من باب عدم استحقاق الهدف لمثل هذا بل لانه يستحق اكثر من ذلك لا حذاء جل همه ترك اثر بسيط ظاهريا ً ويُهبط قيمة الرامي معنويا ً ويظهر الفاعل مفعولا به واقعيا ً .
وحقيقة كان على النائبة ان تتوقع مثل هكذا امورما زالت نائبة وتكون على قدر من الصبر ما زال لها هدف اكبر هذا ان وجد وان لا تزيد الامر سوءا بان تعلن انها ستقاضي المقابل قانونيا وعشائريا وهنا لي وقفة فكيف لبرلمانية ان تتكلم بلغة العشائر وهي من تصوت على القوانين !! اضاق بها القانون الى هذا الحد ؟!
كان الاجدر ان تصمت ومن ثم تتوجه للقانون فحذاء عالية لم يحقق ما حققه حذاء سندريلا فتلك الفتاة التي اتخذت من الصبر عنوانا ً ومن العمل املا ً للوصول الى حضور تلك الحفلة التي جذبت بها الانظار وتركت حذائها سهوا التزاما منها بعهد قطعته ليكون ذلك الحذاء هو الخيط الذي يوصلهم اليها ولتتغير حياتها وحياة من يحيطون بها ان سندريلا لم تفكر برمي حذائها بوجه زوجه ابيها وبناتها رغم ظلمهم واهاناتهم رغم ان الفرصة سنحت لكشفهم , لقد عرفت سندريلا ان المهم هو ترك اثر وبصمة معنوية لتكون الدافع نحو البحث عن اثر مادي وصولا الى الشخوص وان تحاور العاقل مع الاحمق يحيّر الشاهد في تشخيص الاحمق منهما فالتزمت الادب والاخلاق الرفيعة .
ليست بطولة , هذه هي خلاصة القول وليس لعقم في شخوص الحاضر استشهدت بسندريلا ولكن كي لا نُرمى بحجارة الانحياز والطائفية في ذكر الشخوص السامية التي يميزها الادب والرفعة والتعقل والواقعية والمعرفة والتي اتألم لاجلها لانها تشاطر كل من هب ودب في قبة البرلمان ولان سندريلا عاقلة وكلنا نستلطفها ولها مع الحذاء قصة لذا وقع عليها الاختيار .
https://telegram.me/buratha