بعيدا عن المقدمات المعتادة الترحيبية، لأني لا أجد ضرورتها بين من يجلسون تحت ظل حائط واحد، هذه رسالة الى العراقي علي الحاتم السليمان والعراقي أحمد ابو ريشة والذين معهم...
إخوتنا: بيننا كعراقيين كثير من المشتركات العقائدية والاخلاقية الميدانية، ناهيك عن المشتركات العشائرية والأنسانية، وبيننا أيضا ثوابت هي بمثابة جسور متينة نتمنى جميعا أن تدعم دعائمها يوما بعد يوم، لكن بالمقابل هناك من أحترف تقطيع تلك الثوابت بمقص مسموم, لتحقيق مآرب ذاتية مريضة فجعلته ضعيفا ليتحول الى كماشة نار بيد لاعب خارجي له أهدافه التي لا تلائمنا جميعا بضمنهم ماشة النار ذاتها...!
ولفشله في تحقيق مآربه الذاتية الضيقة، فإن صاحب المقص المسموم يقوم بتقطيع حبال كل الجسور بضمنها حبال الجسر الذي يقف هو عليه!!
وتلك عملية إنتحار سياسية من طراز خاص..إذ مهما كانت هوة الأختلاف عميقة بينكم وبين الذي وضع نفسه قبالتكم بلا تبرير لهذا التموضع، فلابد من ثمة خطوط مشتركة بيننا، ما دامنا قد أخترنا أو وجدنا أن ليس أمامنا إلا أن نعيش سوية على هذه البقعة المبتلاة بوجودنا معا..!
وما دمنا هكذا، ولكي نعيش بحد أدنى من الخسائر وحد أعلى من نجاحات التعايش الآمن، يتعين علينا أن نقرر ضرورة أن يستمر الحوار قائما بيننا أبدا ما عشنا..
إن تقطيع الحبال سيفاقم الأمور، وستتحول قواعد الجسور التي قطعت حبالها، الى قنابل موقوتة لا يُعلم متى تتفجر..
في مثل هذا الحال ستتكون بيئة سيئة صالحة لنمو الطحالب والطفيليات السياسية، فتستأثر بالهواء الصالح لأدامة حياة العناصر الطيبة التي تعيش في نهر الحياة السياسية، وستغلق أبواب أي أمل لتطوير واقعنا المزكوم..
أذكركما أيها السادة أن في مقدمة أسباب إتساع الخلافات هو كثرة ألأفواه التي تقف وراء الميكروفونات وقلة هم الذين يعرفون فضيلة الصمت!
10/5/13313
https://telegram.me/buratha