المقالات

من قصص انتفاضة آذار 1991: حسين كامل : من منكم مع الحسين، ومن منكم مع صدام حسين؟!

14510 08:30:00 2013-03-14

 

في سنة 1991 وبعد دخول قوات الحرس الجمهوري إلى مدينة كربلاء، وقمعها الانتفاضة الشعبانية، وضرب القبة الحسينية..

والدمار منتشر في كل مكان، والجثث منتشرة بين أنقاض البنايات، وآلة الموت الصدامية تسحق بجنازير الدبابات كل شيء يتحرك، والقوات المختصة وأجهزتها الرهيبة تسوق الآلاف من الشباب إلى المذابح..

يقول احد كبار السن "كنا حوالي ثلاث سيارات، والأجهزة تأخذنا لا نعرف إلى أين؟!..

ولكن باتجاه الصحراء خارج كربلاء..

يقول: وفي الطريق وجدنا قوات أخرى، فحوّلوا مسارنا باتجاه طريق فرعي.. وهناك أنزلونا في أرض مستوية، تحيط بها التلال.. وبركلات الجنود، والضرب بأخمص البنادق، والشتائم القذرة.. وجدنا أنفسنا وجها لوجه مع المجرم حسين كامل..

فقلنا مع أنفسنا: هذه هي نهايتنا.. كان متغطرسا مشمئزا، وكنا نتقصد التحديق في التراب؛ لكي لا نرى بشاعة وجهه، ولكن بشاعة ألفاظه وعصبيته تجبرنا للنظر إليه، وفي كل لحظة نقول: سيصدر أمره بإطلاق النار علينا، ونعيد التشهد في كل لحظة..

ثم قال ما خلاصته: من منكم مع صدام حسين، ومن منكم مع الحسين ؟!..

يقول الرجل: ارتعدنا لهذه المقارنة، وعشرات من فوّهات البنادق مصوبة إلينا، ولم يطل تفكيرنا وخيارنا، حتى نهض شاب في حوالي السادسة عشرة من عمره، وقال بصوت جريء وثابت: أنا مع الحسين.

فقال له المجرم حسين كامل: اذهب وقف هناك!..

ثم ساد صمت رهيب وكان المجرم يتخطى فوق رقابنا، ويتبختر ثم رفع يده فاندفع أحد كلابه وناوله بندقية، وهيأها للرمي، فسددها باتجاه الشاب وافرغ فيه طلقات البندقية كاملة.. فسقط الشاب مضرجا بدمائه، ثم عاد والتفت إلينا وأعاد سؤاله ثانية : من منكم مع صدام حسين، ومن منكم مع الحسين؟..

فنهض شاب آخر بعمر الأول تقريبا وقال: أنا مع الحسين.

فقال له المجرم: اذهب وقف هناك بجانب تلك الجيفة!..

(وطبعا كان يقصد الشهيد الذي أطلق النار عليه)

فذهب الشاب بخطوات ثابتة، ولكن قبل أن يصل أطلق عليه النار، وسقط هو الآخر مضرّجا بدمه.

يقول الرجل: كان حسين كامل مرعوبا، رغم أنه هو الآمر الناهي، ولم يكرر السؤال؛ كيلا يتفاجأ بأن الجميع يمكن أن يكونوا مع الحسين.

يقول الرجل: ثم انهال علينا بأفضع الشتائم والسباب في أعراضنا، وشرفنا، ونسائنا.. ثم قال لنا: يله وللو!.. أي اذهبوا!..

يقول الرجل: لم نصدق كلماته الأخيرة إلا حين انهالت علينا الركلات ثانية، فنهضنا بأسرع ما يمكن، وهرولنا على غير هدى، ونحن نتلفت مذعورين، ونتفرّس في وجهي الشهيدين؛ لكي نحفظ ملامحهما جيدا، ولكي نعرف على الأقل من هما؟..

يقول الرجل ساخرا من نفسه: ذهبنا نحن جماعة صدام حسين إلى بيوتنا، وفي الليل في عالم الرؤيا رأيت الامام الحسين عليه السلام العظيم قادما، ومن خلفه الشهداء بكل مهابة على خيولهم البيضاء..

توقف الإمام الحسين عليه السلام عند الشهيد الثاني، فترجل وقبل الشهيد وحمله ووضعه على فرسه، ثم قال للشهداء : هذا الرجل يدفن معي في الضريح .

ثم خطى باتجاه الشهيد الذي قتل أولا، وقبله أيضا وحمله على فرس أحد الشهداء وقال: أما هذا فيدفن مع الشهداء في ضريحهم.

فسأله أحد الشهداء.

لماذا يا سيدي والاثنان استشهدا في سبيل الله؟؟؟

فأجاب الإمام: نعم، الاثنان استشهدا في سبيل الله، ولكن الثاني رأى الموت بعينيه، ثم قال: أنا مع الحسين.

..................

7/5/13313

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العزي
2014-03-28
اولا لعن الله حسين كامل وكل ازلام النظام الصدامي ثانيا كل من ضحى بنفسه في هذه الانتفاضة قد ذهبت تضحياته سدى حيث ان القائمين على العراق الان هم اسوء من صدام وحسين كامل بل الان كثير من العراقيين وانا احدهم اتمنى ان يرحع الزمن الى الوراء لكي ننعم بلامن الذي فقد من ارض الحسين عليه السلام وكل لبيب بلاشارة يفهم وشكرا
كلمة
2013-03-15
ونهاية حسين كامل شفت قلوب الشيعة فبأسهم كان بينهم ومات وهو بملابسه الداخلية يقاوم سيده الذي قتل الابرياء ليرضيه ونفسه المريضة اللهم احسن عواقبنا وارحم شهدائنا واكتب لنا الشهادة في سبيل الله واحبائه
زيــــد مغير
2013-03-15
الى أهالي الأعظمية أولا ً والى كل القراء الكرام . العميد الركن قوات خاصة حرس جمهوري قصي يونس ( دورة 58 كلية عسكرية )من أهالي الأعظمية الذي ضرب باب الأمام الحسين بالدبابة . بعد أن كرمه بطيحان التكريتي بأنواط الخسة والجبن . ذهب الى الحبانية وأراد أن يتمتع بصيد السمك في قارب بواسطة رمانة يدوية , انفجرت وهي في يده فقطعت وأعور وأحترق وجهه وسقطت اسنانه وأصبح القرد أجمل منه . فتخلت عنه زوجته وكل مازاره في بيته كرهه . حتى دخل الحمام وسكب البانزين على نفسه وأنتحر . وهكذا نفق هذا المجرم . كما نفق غيره
حميد
2013-03-14
اللعنة علية وعلى صدام هؤلاء النطفة الفاسدة
العم سلام
2013-03-14
وكالتنا الحبيبه هذه القصه حقيقيه وليس ممنتجه وغيرها هناك الاالاف منها:حكاية شابه مؤمنه جرى التحقي معها من قبل عصابات صدام الاجراميه وراودوها عن نفسها مقابل العفو اوقتل من له قرابه معها فبدأوا بوالدة زوجها وعند رفضها تم اعدام المرأة العجوز ثم جرى اعدام ولدها الصغير واما عينها وبعد رفضها تسليم نفسها للاوباش السفله جرى اعدامها رضوان الله عليها، نتمنى على كل قناة شريفه وكل كاتب سيناريو توثيق ذلك بمسلسلاة دون زياده وبتمثيل اناس محبون ومن ضحايا النظام المقبور.
احمدی
2013-03-14
سلام عليك ياابا عبداللة وعلى اصحابك الاولين والاخرين و العن بني اامية وبني صدام و اتباعهم من النواصب الارهابیین و الذین یظاهرونهم الیوم بشعاراتهم و یریدون اعاده النظام الناصبی و لکن هیهات ان یصلوا الی آمالهم الخبیثه ما دام المرجعیه الرشیده السیستانی حفظه الله یمسک زمام الامر و الشعب المؤمن متمسک بتوجیهات لمرجعیه
saad usa
2013-03-14
انا من المنتفضين في الشعابنة المباركة وفد رايت برمة عيني الشهيد بعد الشهيد يتساقط ورايت الامهات تقوم باصوات الهلاهل للمواقف مع نداء الحسين وكان هذا نداءنا ورايت ماهو الهجوم الشرس على النجف وكربلاء وكانوا المجرمين البعثين كيف يقتولون ابناءنا واخوتنا وهم الان في مقعد البرلمان مازلو يقتلون بنا كل يوم ولم نحرك ساكن مع البعثين وكانة لاشي لم يحصل في 1991 بل كرموا واعطوا حقوقهم بكل مايتمنوة وبقى ابن الانتفاضة على رصيف الشارع مركونة حقوقة لايسعمها اي مسوول في جميع الاحزاب الدينية او الليبرالية رحمكم الل
ابو حسنين النجفي
2013-03-14
كانت انتفاضة حرة شريفة بكل المعاني ضد حزب الظاغوت وابناء جلدته الطائفيين اني احد الذين قامو بتحرير مدينة النجف وكربلاء وفي دروتها اسقطنا مديريات الامن والاستخبارات والحكومات المحلية طيلة يومين كاملين بلياليها اما الشهادة واما النصر فتم النصر بحمد الله وقد شهاهدنا الموت اكثر الف مرة ولكن الله حامينا وادخرنا ليوم لا علم لنا به وعند فدوم الملعون حسين كامل وزبانيته قتلنا منهم المئات ولكن لا قدرة لنا على المدفعية والصواريخ والطائرات وبعدها بدء مسلسل رفحاء وهجرة امريكا وياتي الجديد ونحن معه باذنه
Ali
2013-03-14
بالمناسبة ترة حسين كامل فطس بنفس تاريخ ضربه للامام العباس عليه السلام واتذكر قد كتبوا على جدار حضرة الامام الحسين عليه السلام من الخارج فلينفعكم الحسين الكذاب عفوا سيدي ومولاي ولكن يجب التذكير لاستبيان اهل الكفر والضلالة
ابومحمد
2013-03-13
سلام عليك ياابا عبداللة وعلى اصحابك الاولين والاخرين والعن بني اامية وبني صدام وكامل المجرم الذي اخزه اللة بدنيا واخرة
الدكتور شريف العراقي
2013-03-13
شكرًا لكاتب المقال ولكن يجب الرد الان على اتباع هذا المجرم من الصداميين الحاليين
حيدر الحسني الطباطبائي
2013-03-13
هنيئا لهم الشهادة ، كنا احد الثوار في الانتفاضه الشعبانيه المباركه حيث سقطنا مدينه الحيرة وابوصخير في النجف الاشرف في غضون يوم واحد فقط واختارينا الموت على الحياة لاجل الخلاص من الكابوس ولكن غدروا بنا الامريكان ، والله سمعت باذني عبر الراديو تصريح للمجرم حسني مبارك قال لانسمح باقامة حكومة شيعيه في العراق ،هذا مصيره ومصير كل من يعادي محمد وال محمد ومحبيهم والسير على نهجهم ، والحمد لله رب العالمين
حسن الكناني
2013-03-13
بسم الله الرحمن الرحيم وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين , حسين كامل المجرم كان يدعو الى الموت والحسين يدعو للحياة
صلاح العاملي الموسوي
2013-03-13
هنيئا لهم هؤلاء هم الابطال الذي قالو الحق امام سلطان جائر اين حسين كامل واين هم الابطال الشهداء شتان بينهم وبين المجرم ابن كامل ورحم الله الشهداء وسلام عليهم ورحمة الله وبركاته
سيد كاظم
2013-03-13
اقسم بالله العلي العظم اني سمعت في هذة القصة بعد الانتفاضة الشعبانية من شخص حيا يرزق الى اليوم ونا اعرفة حق المعرفة الا انة ليس من المجموعة هذة وهو سمع بالقصة ولكن ذكر ان ان شخص واحد فقط وهو الشاب الاول الذي تحدى المجرم حسين كامل علية اللعنة وقال انا مع الحسين علية السلام واما الباقون بما فيهم راوي الحديث قالوا نحن مع صدام والله اعلم في الباقي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك