بعض الامور التي كانت رائجة في زمن النظام البائد ، كانت موضوعة ومخطط لها بحكمة شديدة وبعلمية وفكر عظيمين ، ذلك ان السلطة وقتذاك جندت الكفاءات العملاقة التي يزخر بها البلد ووضفتها لخدمة تطلعاتها ومغامراتها الكثيرة ، ومن هذه الامور التي دغدغت بها مشاعر الناس برنامج كان يعاد بثه لسنوات حتى بعد توقف الحرب العراقية الايرانية ، وهو برنامج كي لا ننسى ، اعادة مبرمجة لحرب اكلت الاخضر واليابس ، صور لاشلاء قطعتها شضايا الحقد والكراهية التي نشبت بين الدولتين ، هذه الصور كانت تفعل فعلتها بالشارع العراقي ، فأي ام ترى جثة ولدها وهي مقطعة اشلاء ولا تكفر بالحرب ؟ واي رجل يرى صورة ولده وقد احترق نصفه ولا يشيط غضبا ، هذه الصور كانت بمثابة الشاحن الكبير لايقاد جذوة الحقد والكراهية وتجديد الرفض لهذه الحرب البائسة .
اليوم وبعد ان نسي معظم العراقيين ابنائهم وفلذات اكبادهم الذين داستهن ترسانة صدام العسكرية والامنية على مدى سنوات خلن يجب ان نستذكر على الاقل المقابر الجماعية التي زرع بها الارض بعيد الانتفاضة الشعبانية بايام قلائل ، ونثر اجساد ابنائنا في القفار تأكلها الذئاب والضباع وقتل الناس بالبارود والتيزاب وسحل البعض بـ(العكال) هذا الذي هو رمز "للعروبة والعزة والكرامة " .
هذه الانتفاضة التي علمت الطاغية ان هناك من لا يصبر على الضيم وان هناك من هم اهل لان يثوروا برغم الحرب الاقليمية التي كانت تشن ضد كل انتفاضة او ثورة تخرج بوجه الطغاة وبرغم الآلة الاعلامية العظيمة التي كانت تخبئ "كل امر حكيم" كانت تصور الذين خرجوا على النظام بانهم مجموعة من المأجورين برغم انه لايوجد بينهم من هو غير عراقي ابدا ، هم ابناء النجف وكربلاء والناصرية والبصرة والعمارة والديوانية والسماوة والكوت ، هذه المحافظات التي اعطت ابنائها للحفر الصدامية عليها ان تستذكر ابنائها في هكذا يوم اكراما لدمائهم وتخليدا للانتفاضة المباركة وايضا كي يعرف الجميع بان دماء العراقيين لم تذهب سدى فهاي هي الان تورد حرية وديموقراطية ، وهاهم ابناء المحافظات الجنوبية يصيحون بوجه كل ظالم ، كلا للظلم ، كلا للتجبر .
16/5/13313
https://telegram.me/buratha