المقالات

ايران كما ارادها الامام الخميني ..!!

419 06:27:00 2013-03-13

حيدر يعقوب الطائي

نشأت الجمهورية الاسلامية في ايران على انقاض الشاه وهي تستبدل ثياب التغيير تحت رعاية الجماهير الايرانية ، دون ان يلجأ الثوريون فيها لأسياف الاخرين ، وحينما حطت الطائرة التي حملت شخصية السيد الخميني ( قده ) قادمة من باريس في مطار طهران .. حُمل قائد الثورة على اكتاف الشعب دون الحاجة لوسائط الجوار والاصدقاء .. فعاشت ايران في رحاب ثورة غير مدنسة .. وفي كيان دولة غير مهزوزة .. الامر الذي كان جليا في استجلاب حظوظها الكامنة في السمو والتقدم والازدهار .. ولهذا ابتدأت الرحلة من نقطة المسار الصحيح ولم تنحرف ابدا عن خطوطها المرسومة منذ اوائل الرغبة العظيمة للشعب ذاته .. فأيران اليوم هي جمهورية الثورة الاولى .. تلك التي ترعرعت بهيئة واحدة وقوام واحد .. وارتفاع مستقيم واستطالة مقدسة .. غير خاضعة للعمليات السياسية القيصرية ، ولم تمر بمخاضات الاجهاض القسري ابدا .. رغم تكالب المخالب الممتدة عبر حدودها الاربعة ، واندفع جذعها بالنمو ولم يهتز رغم العواصف العاتية القادمة من الغرب او من الشرق .. لتولد ايران اليوم .. جمهورية متدفقة العطاء ومتسامية الازدهار .. ولعل الباحث عن سر هذا الصمود وهذا التألق سيكتشف ان الامر يتعلق بسرّين رهيبين ، اولهما : الشعب ، وهو العامل المهمين على رسم ثيمة الدولة بكل تفاصيلها .. وحينما تجد شعبا يمر بالظروف والعوامل الاجتياحات الاقتصادية والسياسية والفكرية التي مرّ بها الشعب الايراني ، ليصمد كل هذا الصمود من اجل الحفاظ على ثورته ، بل ويذهب لتهذيب مسارها وتشييد مواطن القوة فيها ، والمحافظة على مبانيها الفكرية بكل تفان واخلاص ، ليكون شعبا يبتكر عنوانا جديدا للمواطنة الحقة ، وهو يبتلع مرارة جوعه من اجل ان يصد كتل الحنظل المدفوعة من اكبر القوى العالمية .. مقابل ذلك لابد من ولادة الدولة النموذج .. وهو ما حصل كثمن مقبوض وجائزة نادرة .اما السر الثاني : فهو القيادة العظيمة .. تلك القيادة التي استلمت مبادئ سيرتها منذ مايقارب الخمسة وثلاثين عاما دون ان تُحرف او تَغير بنودها رغم توالي القادة وتعدد رجالها ، تلك القيادة التي تخطط من اجل ان تدوم وتبقى لا من اجل ان تعيش وتحيا ، وهي تصنع لذاتها ايديولوجية فريدة وسامية تسير باتجاهين - الديمومة والعطاء - ، دون ان تزيل قواعدها الاولى . فالثبات هو ابرز عناصر خلود القائد .. وعندما نجد مثلا النظرة التي أسسها السيد الخميني ( قده ) تجاه السياسة الامريكية في المنطقة باعتبارها الشيطان الاكبر نجدها موجودة اليوم بنفس المعايير والاسس طالما ان تلك السياسة تسير وفق النهج الاستعماري . فالقائد ليس نظرية سياسية تتقلب حسب تموجات محيطها وانما مركب عامر بالايمان يسير باتجاه واحد نحو هدف وغاية واحدة . فالجمهورية الاسلامية في ايران ، تمثل دولة الانسان بعيدا عن الافكار المستوردة ، بعد بناء قاعدة عريضة تمثلت بالالتزامات والمثل والقيم والمبادئ ، وان تتقادم وتزدهر وفق مساحة مدروسة ..ولهذا لايمكن ان تُعد ايران ضمن الكيانات القابلة للزوال .. كما تم التوقع للاتحاد السوفيتي او يوغسلافيا او غيرها .. ولو كان كذلك لتم اقتحامها منذ البداية من القوى الكبرى في العالم .. اذا فهي دولة تسير بوتيرة واحدة لا متعددة تتعاضد اواصرها الجيوسياسية وفق ما خطط له الامام الخميني الذي حقق حلم الانبياء بحسب وصف المفكر والفيلسوف العالمي محمد باقر الصدر (قس) ، لذلك ايران تمثل قوة لا يستهان بها ويحسب لها الف حساب من قبل المبريالية العالمية الجديدة فهي تشكل عامل قلق مزمن لامريكا وحلفائها في المنطقة خصوصا اسرائيل التي تتجاهر علنا بعدائها لايران وتضعها في خانة العدو الاول الذي يهدد بزوالها ويأرق فكر ساستها ، فايران في تطورها الباهر قد فندت نظرية نهاية التاريخ والانسان الاخير التي احياها الصحفي الامريكي فوكوياما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتحلل المعسكر الاشتراكي ..ايران هي المقص الذي مزق خارطة الشرق الاوسط الجديد...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسن الكناني
2013-03-14
مقال رائع وهذه هي حقيقة شعب يحب بلده فالفرق بين الشعب العراقي والشعب الإيراني ان العراقي يحب نفسه اكثر من بلده والايرانيًيحب بلده اكثر من نفسه فضلا ان العراق الان شعب بلا قيادة محنكة
حسن الكناني
2013-03-14
مقال رائع وهذه هي حقيقة شعب يحب بلده فالفرق بين الشعب العراقي والشعب الإيراني ان العراقي يحب نفسه اكثر من بلده والايرانيًيحب بلده اكثر من نفسه فضلا ان العراق الان شعب بلا قيادة محنكة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك