خضير العواد
بعد التغيرات الكبيرة التي حدثت في المنطقة العربية وهيّجان الشعوب التي تتعطش للحصول على حقوقها المفقودة منذ مئات السنين ، أتجه قادة الخليج وخصوصاً السعودية وقطر للعب بورقة الطائفية وألتحقت بهذه الدولتين تركيا الباحثة عن ماضي قد ولى وحاضر قد ضاع على أعتاب الإتحاد الأوربي ، وقد أشعلت هذه الدول الثلاث الحرب الطائفية في سوريا وجعلوها تحترق من الداخل طبعاً يحدث كل هذا تحت الإملأّت والوصايا الأمريكية والغربية ، وقد دعم مثلث الشر هذه الحرب بكل طاقاته السياسية والمادية والعسكرية والإعلامية من أجل تغير النظام في سوريا ولكنه لم ينجح ، على الرغم من جلب المقاتلين من جميع أنحاء العالم مع التغطية الإعلامية الكبيرة التي لم تحدث في أي حدث آخر في العالم ، بالإضافة للحصار القاسي الذي قام به الغرب وأمريكا وكذلك الدول العربية على سوريا ، ولكن الحكومة العربية السورية صامدة وقاهرة لجميع بلدان العالم التي تفتش على شرق أوسط خالي من المقاومة وأفكارها ، وهذا الوضع في سوريا قد ترك أثاره السلبية على العراق الذي يكافح من أجل إنجاح عمليته الديمقراطية التي تبناها الشعب العراقي بدل الدكتاتورية وحكم الحزب الواحد ، ولكن مشيخة الخليج العربي لم توافق على هذا التغير الكبير والخطير على المنطقة بعد أنتجت صناديق الإنتخابات فوز الأغلبية الشيعية بالحكم ، لهذا السبب حاولت منذ اليوم الأول للتغير في عرقلة هذه التجربة بكل طاقاتها إن كانت من خلال الأعمال الإرهابية أو من خلال التغير السياسي من داخل قبة البرلمان بعد أن يتم عرقلة كل القوانين والتشريعات التي تؤدي الى نجاح وأستقرار العراق ، ولكن جميع هذه المحاولات قد فشلت بالرغم من الخسائر الكبيرة التي قدمها الشعب العراقي ، والأن يحاولون من خلال ورقة الطائفية بعد أن أعطوا الإيعاز لمرتزقتهم من وعّاظ السلاطين وبعض ممن يسمون أنفسهم بشيوخ العشائربإثارتها من خلال قيام المظاهرات في المناطق الغربية ذات الأغلبية السنية والقريبة من الحدود السورية ، علماً لم يعي هؤلاء الإمعات أن هذا الطريق أكبر من حجومهم بل أكبر من حجوم سادتهم من شيوخ قطر والسعودية ، لأن المنطقة الغربية في العراق ليس لها داعم قوي مثل الأراضي السورية لقربها منها بالإضافة الى وجود الإرهاب الدولي فيها ، وتحرك هذه المنطقة يعتمد على التغير في سوريا بدون هذا التغير لايمكن لهؤلاء التحرك ولو متر واحد ، لأنهم لا يمتلكون أي عامل من عوامل نجاح هذا التحرك لا العدة ولا العدد ولا الموقع الإستراتيجي بالإضافة الى تواجد الكثير من سكان هذه المناطق الذين يرفضون سيطرة القاعدة وإرهابيها على مناطقهم ويرفضون تمزيق العراق، ولكن نعطي أحتمال ونقول إذا تغير الوضع في سوريا وسيطرة تنظيم القاعدة على المناطق المحاذية للعراق وألتحقت المناطق الغربية بهم ، فأنهم لا يستطيعون مجابهة القوات العراقية لأنها تكون مدعومة من جميع الوطنين العراقيين بالإضافة الى جميع الشيعة في العالم ، لأن الأماكن المقدسة في سامراء والكاظمية وكربلاء بالإضافة الى النجف الأشرف ستكون في خطر كبير لأنها محاذية للمناطق الغربية ، لهذا لن يستطيع أن يتغابى العالم لهذه الدرجة وخصوصاً مثلث الشر من حساسية هذه النقطة ، لأن المهدد في هذه المرة صلب العقيدة لأتباع أهل البيت عليهم السلام في جميع العالم ومن ثم ستكون إيران في تحدي جدي وخطير أمام التهديد الذي سيحدق بالأماكن المقدسة في العراق والشعب الإيراني يعطي الولاء كاملةً لأصحاب هذه الأماكن المقدسة عليهم السلام أو أمنها القومي الذي سيكون في خطر كبير بسبب مرتزقة القاعدة الذين سيكونون على مقربة من حدودها ، لهذا ستدخل إيران أما بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال إرسال الدعم العسكري أوالمعنوي ، وإذا أصبح العراق ساحة للحرب الطائفية فأن شراراتها ستصل الى الجارة الكويت بسبب قوة الوهابية ورفضهم للتقارب ما بين العائلة الأميرية والشيعة هناك ومن ثم السعودية وقبلهم البحرين الضاجة بالمظاهرات منذ أكثر من سنتين وأما لبنان فأنها ستصبح تحت سيطرة حزب الله لا محال للفرق الشاسع بالقوى ، وبسبب قرب الأراضي القطرية من الأراضي الإيرانية فسوف تصبح مهددة بالفعل من الإيرانيين ، لأن الحكومة الإيرانية ستكون تحت الضغط الشعبي والمرجعي الذي لا يسكت وهو يرى مراقد أئمته مهددة بالتدمير والخراب ، والظرف يساعد على إستعمال كل الإحتمالات التي لم تقدر الشعوب على إستعمالها في الوقت الحاضر ، لأن الأمر سيصبح في هذه المرة تحديد وجود أما الموت أو الحياة ، وهكذا سوف يشتعل الشرق الأوسط بكل دوله بهذه الحرب التي يريد إشعالها حكام السعودية وقطر بالإضافة الى تركيا التي تمتلك أكثر من خمس وعشرين مليون شيعي (جعفري وعلوي) والذين يعيشون أغلبهم في عاصمة الإقتصاد التركي إسطنبول وهؤلاء جميعهم تهوى قلوبهم ويعطون ولائهم لأصحاب الأماكن المقدسة في العراق ، وهكذا سيحترق مثلث الشر أولاً بنار الطائفية التي يريد إشعالها في العراق وسوف يصبح العالم في إزمة إقتصادية غير مسبوقة بسبب المخزون النفطي الكبير لمنطقة الخليج التي تجهز ثلث إحتياجي العالم من النفط والتي تسيطر إيران على بوابته في مضيق هرمز، بالإضافة الى وجود القواعد الأمريكية في منطقة الخليج التي تصبح في تهديد لا محال من شعوب هذه المنطقة ، وبسبب الفوضى التي ستعملها هذه الحرب في منطقة الشرق الأوسط سيكون الأمن الإسرائيلي في تهديد حقيقي من التنظيمات المقاومة بسبب إنشغال العالم بهذه الحرب وتحميلهم المسؤولية لإسرائيل بإشعال هذه الفتنة ، وهكذا سيكون العالم بسبب الحرب الطائفية التي يريد مثلث الشر إقحام شعب العراقي بها على فوّهة بركان إذا أنفجرقد يؤدي الى حرب عالمية كبرى بسبب تداخل مصالح القوى الكبرى بالمنطقة ، لهذا فأن اللعب بالشعارات الطائفية والتهديد بالحرب جميعها تصب في خانة الضغوط من أجل الحصول على أكبر المكاسب كرجوع البعثيين وإخراج الإرهابيين من السجون وغيرها من الأدوات التي يفكر بها قادة الإرهاب من أجل تعطيل العملية السياسية ومن ثم القفز الى السلطة من جديد ، لأن هذه الحرب الطائفية تحترق فيها جميع الدول التي تنادي بهذه الشعارات ، والتي لا تمتلك أي مقومات الأستمرار والتصدي لصغرها وضعفها وحقارتها فانها تصبح رماد لهذه الحرب ، وهكذا فأن الحرب الطائفية مستحيلة الحدوث لأنها أكبر من حجوم جميع اللاعبين من قطر والسعودية وتركيا والأُمعات من سياسين عراقيين وشيوخ عشائر ووعّاظ السلاطين وأقزام القاعدة ، لأن ضرب شعب ما أو دولة معينة بسبب خلفيتها المذهبية وإبادتهم أوالسيطرة عليهم بشكل كامل فهذا محال ولم يحدث في أشد الحقب التاريخية سوداوية ولكن المخططات الغربية تستعمل الطائفية لإضعاف شعوب المنطقة وثم تنفيذ مخططاتها بشكل سهل وبدون معرقلات ، ولكن إذا كانت الإرادة الإلهية تهيء لخروج المنقذ المنتظر روحي وأرواح العالمين لمقدمه الفداء فهذا تخطيط ألهي لا يمكن الوقوف أمامه .
https://telegram.me/buratha