المقالات

الاوبل والبطة...

617 20:31:00 2013-03-13

حيدر فوزي الشكرجي

في خضم الحرب الطائفية التي عاشها العراق سابقا، ولأن العراقي معروف بحسه الفكاهي حتى بأصعب الظروف، انتشرت بين الناس اهزوجة شعبية (كمنا نخاف من الاوبل ومن البطة)، اشارة الى فرق الاغتيالات الخاصة بالمليشيات المسلحة (العلاسة) الذين كانوا يستخدمون هذا النوع من السيارات لتنفيذ عملياتهم.اخذت هذه الحرب في طريقها آلاف الشهداء من السنة والشيعة اغلبهم من المدنيين، وكان الهدف منها ان يكسر احد الاطراف الثاني وحسب الطريقة الهدامية.. فشئنا ام ابينا لا يعرف الكثير منا ولا يقتنع بغير هذه الطريقة لطول فترة حكم هذا الظالم.كانت تلك الفترة مظلمة بالنسبة للمواطن العراقي، فكان الموت رفيقهم الدائم وفي الغالب لم يخشَ الشعب العراقي الموت، ولكن انتظار الموت اقسى من وقوعه، وكان المواطن كمن صدر بحقه حكم الاعدام ولا يعلم متى يتم تنفيذ الحكم فيه، ولا طريقة تنفيذه (طلقة كاتم، ام عبوة او اختطاف وتعذيب حتى الموت) ليتحول بعدها الى رقم يضاف الى آلاف الارقام في مشرحة الطب العدلي، او ليختفي في احد القبور الجماعية السرية المصممة ايضا على الطريقة الهدامية.المهم انه بعد هذه التضحيات الجسيمة لم ينجح أي من الاطراف المتناحرة في كسر الآخر، ولجئوا الى الحوار وتقاسموا بينهم الوزارات والمناصب وبقى المواطن هو الخاسر.فلو كان الشعب اكثر وعيا واستمع الى صوت العقل، وهو صوت مرجعيتنا الحكيمة و بشهادة كل المنصفين لما حدث ما حدث، فكانت فتاويهم ونصائحهم مستمرة، الا ان محدثي الفتن صموا اذانهم عنها وحالوا دون ايصالها للناس، كونها تهدد مصالحهم، ومن اهم تصريحاتهم قول السيد السيستاني (دام الله ضله الوارف) عن السنة(( السنة ليسوا اخواننا بل انفسنا)) وترديده للسيد عمار الحكيم بعد زيارتة الاخيره للأنبار في 2007 ((لقد اثلجت قلبي وساهمت في تحريك الاوضاع نحو الحل السلمي).الان بعد فترة من هذه الذكريات المؤلمة بعض الساسة يعمل لإعادة هذه الفترة المظلمة، وذلك بزيادة الشحن الطائفي رغبة منهم في استمالة الناخبين كون فرصة انتخابهم قلت بسبب رداءة الخدمات وزيادة الفساد المالي والإداري، واخرين لا يمكنهم الوصل الى السلطة الا بالقتل والتخويف كونهم اصلا ابناء المدرسة الهدامية، فتصاعدت وتيرة الاغتيالات والعبوات بحق المدنين من جهة، و مذكرات اعدام من جهة اخرى، تصدر من أماكن مجهولة ابطالها كخفافيش الظلام، كلهم بنفس الهيئة شخص معمم ورائه اشخاص ملثمين (كمحاكم التفتيش التي شهدتها اوربا في العصور المظلمة) وعادة يستهدف بهذه المذكرات اشخاص وطنيون يحاولون اخماد الفتنة وحلحلة الامور.اذا ما العمل وكيف السبيل للمواجهة ؟ الحل بسيط فكما الخفافيش تتغذى على الدماء، فهؤلاء يتغذون على الافكار السيئة الموجودة في عقولنا والتي تجعلنا نسيء الاختيار فلا نشارك في الانتخابات، او ننتخب على اساس طائفي، اما اذا انتخبنا على اساس وطنية المرشح وبرنامجه الانتخابي فستنتهي كل مشاكلنا وسنتخلص من الارهاب بشكل نهائي ولن تبقى في عقولنا بقية.. للأوبل والبطة .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك