المقالات

البدء بعبد الكاظم جواد محيبس...!...بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي

624 08:44:00 2013-03-14

   هل كانت السنوات العشر المنصرمة كافية لإخراجنا من عنق الزجاجة البعثية؟...وبمعنى آخر هل بذلنا ما يكفي من جهد للدخول في عصر جديد يتجاوز الماضي بآلامه وآثامه؟..ومن زاوية أخرى هل أن خيار الانتخابات لكل مفاصل إدارة دولتنا خيار سليم دائما؟...

   هذه ثلاثة أسئلة تقودنا الى بوابة خزانة مملوءة بكم من الأسئلة لو انفتحت سوف تسيل كما يسيل الدبق، وكي نتجاوز محنة فتح الخزانة، يتعين أن نقر أنه من التبسيط بل والخطورة بمكان، افتراض أن الانتخابات التي تلي مرحلة المخاضات الوطنية، تكفي لأن تكون مخرجا من مخاطر الانزلاق نحو المجهول.

   حقائق الأرض تنتح أن الانتخابات ليست هي الهدف، هي وسيلة للوصول الى غايات عدة وليست غاية واحدة..

   أول تلك الغايات ضمان قدر أوسع من المشاركة الشعبية في صنع القرار السياسي، عبر المنتخبين أيا كانت تسميتهم، ومخطىء من يتصور أن الانتخابات المحلية  ـ في حالتنا أسمها انتخابات مجالس المحافظات ـ ليست بقدر أهمية انتخابات مجلس النواب، بل بالعكس، فإن الانتخابات المحلية هي الأكثر قربا من اهتمامات المواطن ـ الناخب الذاتية..والمواطن الناخب ـ عندنا وعند غيرنا من الأنظمة التي اختارت الانتخابات سبيلا لتقرير من سيمثلها محليا، غير معني كثيرا بالعلاقات الخارجية للبلد إلا بالقدر الذي يؤثر على حياته الشخصية، كما أنه غير معني ـ ربما إطلاقا بخطط التسليح لجيش بلده، وأيضا لا يتعاطى مع اهتمامات مثل القبول بمنظمة التجارة العالمية أو اتفاقية الجات، أو مؤتمر دافوس الاقتصادي الذي ينعقد سنويا في ترف شرم الشيخ أو البحر الميت في الأردن، وشأن مثل التصديق على اتفاقية حزم تردد الطيف الالكتروني الدولية لا يعنيه من قريب أو بعيد، بل ويعتبره معظم المواطنين لغزا أو أحجية..!...لأنها اهتمامات ـ وببساطة ـ  لا تبلط له شارعا، ولا توجد وظيفة لعبد الكاظم جواد محيبس خريج كلية العلوم فرع علوم الحياة القادم من الشطرة، والذي يجلس صباح كل يوم في مسطر عمال الباب الشرقي ببغداد..!

    الانتخابات المحلية إذاً، أكثر أهمية لدينا جميعا، وعلى هذه يتعين أن نعطيها اهتمام أكثر من اهتمامنا بانتخابات مجموعة الـ 325 التي كنا نتوقع أنها ستزيل آثار قحط سنوات الجدب السياسي، ولكن بعد عشر سنوات زججنا فيها الممارسة "الديمقراطية" زجا، اكتشفنا أننا كنا قد وقعنا في فخ قوانين اللعبة الانتخابية البرلمانية التي صيرتنا الى شعب من المختلفين...!

   ففي حمى التسابق نحو الانتخابات البرلمانية، أضعنا الكثير من حيث لا ندري، وقدمنا ظهورنا لإمعات فاعتلوها.. فأنتجنا مجموعة الـ 325 التي  لم تتعاط مع أولوياتنا تعاطيا مسؤولا، بل قدمت أولوياتها على أولوياتنا، وفي أغلب الأحيان نحت جانبا كبرى الانشغالات وقدمت صغريات صورتها ماكينتها الدعائية على أنها منجز...

    الذي أريد أن أخلص إليه هو أن أكثر السبل فاعلية لبلد مر بأوضاع مثل بلدنا، ويبغي الخروج من تأثيراتها الكارثية المدمرة، وهو أمر تصلح المقايسة عليه عالميا، هو البدء بعبد الكاظم جواد محيبس، وإيجاد فرصة عمل له، أي بشكل أدق ضرورة قيام خطط اقتصادية اسعافية ينهض بها رجال في قلوبهم نار، والوطن يسري في عظامهم لا في جيوبهم.... وثمة أدلة مقنعة هي أنه في البلدان التي تفتقر إلى الاستقرار الاقتصادي، فان ذوي الميول الإجرامية هم الأكثر احتمالا لولوج عالم السياسة والنجاح فيه!!

كلام قبل السلام: والليالي  من الزمان حبالى....مثقلات يلدن كل عجيب...!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك