اطالع يوميا عشرات الملصقات الانتخابية التي تتزاحم في الشوارع والساحات العامة بل وحتى على اعمدة الكهرباء,وتعلو تلك الملصقات شعارات كلها تهدف لخدمة الوطن والمواطن , وترغب ان يكون المستقبل مستقبلا افضل مما هو عليه واقعنا. بين كل تلك الملصقات رحت اتأمل في وجوه المرشحين وشعاراتهم وجدتهم يطمحون في تحقيق الفوز بأحد مقاعد مجلس المحافظات وكل منهم يمني نفسه بان يحقق اهدافه .
وهنا تساءلت ترى هل يمكن لمن يفوز ان يحقق ما طرحه من شعارات؟ بل هل يمكن ان يحقق نصفها او حتى عشرها؟ ذلك في علم الغيب طبعا اذا ما اخذنا في نظر الاعتبار الظروف المحيطة بعمل المجالس بكل احتمالاتها السياسية والاقتصادية والامنية. شخصيا وان كنت في شك كما بقية خلق الله في وطننا في صدق شعارات المرشحين لكن ما يهمني نواياهم في تنفيذها.
لقد قرن الله تعالى العمل بالنوايا في كتابه العزيز وهي من الاهمية بمكان انها تحدد مصير الانسان في آخرته قبل دنياه ثم لماذا لا نخاف على مستقبلنا ونحن بين مرشحين اما سابقين فشلوا في تحقيق شيء لنا في الدورة الماضية وآخرين لا نعرف نواياهم الحقيقية وامكانياتهم في خدمة المواطنين. ان المراهنة على الشعارات والكلمات امر مرفوض فقد مللنا كثرتها ولنا في الماضي خير مثال اذ كان المقبور صدام وزبانيته يرفعون شعارات وطنية هم ابعد ما يكونون عن تنفيذها بل كانت فقط للاستهلاك المحلي، لذا فالواجب يتطلب التمحيص من قبلنا في خلفية وسلوكية من يرفعون الشعارات ومعرفة نواياهم ا كي لا نندم على اختيار اناس ليسوا جديرين في الوصول الى مقاعد المجالس وبالتالي التحكم بمصائرنا دون ان يكون لنا عند ذاك مجال للاعتراض عليهم كوننا نحن من وضعناهم في تلك الاماكن. رب قائل يقول ان كثرة القوائم والشخصيات المرشحة ستربك الناخب في اختار الافضل، جوابنا على ذلك ان مواطننا يعرف مقدما من ينتخب لكنه في حقيقته يريد معرفة خبايا المرشحين قبل ان يقدم على طلي اصبعه بحبر الانتخاب.
ان انتخاب المرشحين ينبغي ان يخضع للعديد من الضوابط ,ابرزها حسب رأيي المتواضع مصداقية ذلك المرشح وتاريخه وخلفيته الاجتماعية وسلوكه الوظيفي ، كل تلك الامور تجعلنا ننتخب من يقدم مصلحة الوطن على مصالحه الشخصية وبالتالي لا نلدغ من جحر مرتين , اما ان نحجم عن الذهاب للانتخاب فذاك يعني كارثة حقيقية ,فحينها سيكون مصير هذا البلد بايدي الفاسدين والمنافقين والطائفيين ممن يطالبون باسقاط الحكومة واعادة فتح المقابر الجماعية لابناء الاغلبية ويومها لا ينفع الندم وعندها سيكونون القاضي والجلاد في نفس الوقت وهو ماعشناه طوال اربعين عاما من حكم الاقلية التي نصبها المحتل البريطاني.
https://telegram.me/buratha