المقالات

الجائزة الانتخابية

403 11:20:00 2013-03-14

سعد الفكيكي

ما اهمية هذه الانتخابات وما الذي يختلف فيه عن الانتخابات السابقة ؟ما هي آراء و توجهات الناخبين العراقيين و لماذا مازال المواطن العراقي يعاني من مشاكل عديدة في توفير الخدمات الضرورية ؟ هل ستعمل الكتل و الائتلافات السياسية على تحقيق وعودها بعد دخولها الانتخابات والى اي حد تتماشى هذه البرامج و الوعود مع الواقع و حاجة المواطن البسيط ؟ هل المواطن سينتخب ؟ في كل دول العالم حينما تجري الانتخابات تكون على اسس ثابتة، ويقدم المرشح برنامجه الانتخابي ويتناول فيه عدة مواضيع اهمها الخدمات، لانها ذات تأثير مباشر على حياة المواطن ويمكن ان تعطي للمرشح قوة مستمدة من الاصوات التي حاز عليها في الانتخابات، ومثال على ذلك الرئيس الاميركي جورج بوش الاب، الذي خدم الولايات المتحدة الاميركية خدمة كبيرة، و لكن تم اقصائه من قبل كلينتون في الانتخابات بسبب البرنامج الخاص الذي قدمه الاخير وعالج فيه البطالة، ان معاناة المواطن لفترة اربع سنوات لم يجد فيها الامن الحقيقي على الارض ولا الخدمات، جعلت منه في حالة من الدوامة، ولم يجد سوى الوعود والاماني في ظل برلمان لم يقدم اي شئ للشعب، غير التناحر فيما بينهم وكيل الاتهامات، فأهم ما طرحه المواطنون العراقيون مسالة الامن و الخدمات و فرص العمل فهي تمثل اهم تطلعاتهم في المرحلةالراهنة. مقابل ذلك سنجد ان هذا الكم الهائل من الدعاية الانتخابية والكل يصف نفسه على انه البلسم الشافي لجراح المواطن، ولكن في واقع الحال ينطبق عليهم قول امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام يقول ( تحبون الآمارة لو كانت على الحجارة ) وان معظم الكتل والشخصيات التي ترشح، لديها رغبة للبقاء في الحكم، في حين أن حتى الدعاية الانتخابية لم تروج بالشكل الصحيح، لا من حيث البرامج ولا البوسترات والملصقات، فكثيراً ما نجد صورة رئيس الكتلة السياسية الى جانب صورة المرشح، ولا نعلم ما العلاقة بينهما في هذ الدعاية، لكون الانتخابات هي لمجالس المحافظات، خدمية وليست سياسية، كما أن رئيس الكتلة ليس مرشحاً، واذا فرضنا ان ذلك ممكن في بغداد، فبالتأكيد هو ليس كذلك في المحافظات . ان لتوجيهات المرجعية الدينية السديدة الاثر الكبير في تشخيص الحالات وطرق معالجتها، كما انها ترد على الاسئلة، حيث دعا خطيب جمعة كربلاء المقدسة من الصحن الحسيني الشريف العراقيين الى حسن الاختيار للمرشحين، والقوائم الانتخابية المشاركة بالانتخابات، معتبرا عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات، لا يمثل حلا للمشاكل بل ربما يفاقمها . وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة اليوم الجمعة في 25/ربيع الآخر/ 1434هـ الموافق 8/3/2013م "ما يتعلق بانتخابات مجالس المحافظات،المزمع اجراؤها في العشرين من شهر نيسان القادم، فلنا حديث في هذه الخطبة مع الناخبين، حيث اظهرت بعض الاستطلاعات عزوف نسبة معتد بها من المواطنين عن هذه المشاركة في الانتخابات بسبب الاحباط وخيبة الامل لديهم لعدم تحقق ما هو المأمول ، من الاداء وتقديم الخدمات وحل المشاكل والمعاناة لبعض شرائح المجتمع ".. وقال:ــ ان عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات لا يمثل حلا ً للمشكلة بل ربما يفاقم هذه المشكلة، لان غيرك سيشارك، وربما ينتخب شخصاً سيئاً او غير مرضي لديك، وبالتالي سيصل الى مواقع السلطة ويتسلط على مقدّرات الناس، ويكون في مواقع حساسة وربما يكون السبب عدم مشاركتك وعدم حسن الاختيار.ــ بل الحل هو الاستفادة من التجربة السابقة والاخطاء التي وقع فيها بعض المواطنين بسبب عدم حسن الاختيار واعتمادهم معايير خاطئة، ادّت الى وصول اشخاص غير كفوئين وغير مهنيين واحياناً من انصاف المتعلمين، حيث لم يتمكنوا من تقديم ما هو المأمول منهم ،موضحا انه وفي الوقت الحاضر ليس هناك من نظام سياسي في العراق يحقق التغيير نحو الافضل غير نظام الانتخابات، وما حصل من كون بعض المجالس لم تحقّق مستوى النجاح المأمول لا يعني فشل التجربة الديمقراطية في العراق، وفشل مجالس المحافاظات، بل كل الشعوب التي خاضت التجربة الديمقراطية تعرضت تجاربها الانتخابية الى التعثر وبعض الاخفاقات، ثم استفادت من تجاربها واخطائها للوصول نحو الافضل.ــ ثم ان مجالس المحافظات في ادائها منها ما حقق نجاحاً معتداً به، ومنها ما لم يحقق النجاح المطلوب، ولكنها قدّمت شيئاً وان كان متواضعاً ولكن لا يعني ذلك ان نحكم على هذه التجربة بالفشل، بل لابد ان نستفاد من الاخطاء ونشخّص ما هي الاسباب التي ادّت الى نجاح بعض مجالس المحافظات بنسبة جيدة، وبعضها لم يحقق ذلك، وما هي نسبة دور المواطن في معالجة هذه الاخفاقات والوصول نحو التغيير الأفضل، اذ ربما هناك اسباب اخرى لها نسبة من المساهمة في عدم تحقيق النجاح المطلوب، ويبقى على المواطن ان يشخص نسبة دوره في نجاح التجربة والتي تعتمد على حسن الاختيار، والابتعاد عن اعتماد معايير الولاء العشائري او الطائفي او المناطقي او صلة الرحم، او كون المرشح حقق له مكاسب شخصية او المعايير العاطفية كمعايير في الانتخاب والاختيار.ــ فلابد هنا للمواطن ان يحسن الاختيار للشخص المرشح وللقائمة ايضاً ان يختار الشخص الكفوء والمهني النزيه والمخلص وكونه ضمن قائمة جيدة بحسب المعايير الصحيحة، ومن الخطأ ان يختار المواطن مرشحاً يعتقد انه طيب ومناسب ولكنه ضمن قائمة غير جيدة ، لان هذا الشخص سيكون محكوماً ببرنامج وتوجهات قائمته، ولا يختار شخصاً غير كفوء ولا يصلح لعضوية مجلس المحافظة، ولكن لكون قائمته جيدة فينتخبه لانه لا يملك القدرات الذاتية للنجاح، لأن القائمة الناجحة لا تستطيع ان تصنع او تخلق شخصاً ناجحاً لا يملك اصلا ً الاستعداد والقابلية للنجاح.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك