المقالات

التوافقية في الحكم أسوء من الإرهاب

562 12:33:00 2013-03-14

خضير العواد

تبنى الديمقراطيات من أجل بناء البلدان وسعادة الشعوب بعد تثبيت ثقافة أحترام كل بند في الدستور والقانون يطبق على الكل بدون إستثناء والحكم للأغلبية التي تفرزها صناديق الإقتراع ، هذه هي أساسيات النظام الديمقراطي في جميع التجارب العالمية التي تعيش شعوبها في رفاهية العيش وسعادة الحياة بعيداً عن العنف والأقتتال أو الإنقلابات العسكرية أو طائفية الأديان ، هذا النظام الذي إختاره شعبنا لكي يعيش كما تعيش غيره من الشعوب بعد أن عانا قساوة الحكام وقدم الضحايا بالملايين ، ولكن لم تكتمل فرحتنا منذ التغير فألديمقراطية قد تعطلت وأدخلوا بدلاً عنها التوافق ما بين المكونات ، بل حدث إنقلاب على النظام الديمقراطي في العراق وجعلوا التوافقية تقود وأصبحت الأغلبية في خبر كان بل أصبحت الإنتخابات ونتائجها مجرد صوّر لتمليء قبة البرلمان ، لأن التوافقية أختزلت 325 عضواً بأربع أعضاء عندهم مفاتيح القضايا ومنهم تُشَرّع القوانيين والبقية الباقية عليها رفع الأيدي باشارةٍ من أحد ألأعضاء الأربعة وهم رؤساء الكتل الكبار ، فألتوافقية قتلت كل شيء في بلادي فيه حياة ، فقد وقّفت الحياة السياسية فالوزراء تأتي أوامرهم من رؤساء قوائمهم واما رئيس الوزراء فليس عنده الحق بتغير أو توبيخ أو إقصاء أي عضو من وزارته ، لأن التوافقية هي التي أختارت وشكلت الحكومة فكل شيء جيد للوزير وقائمته وأما السيء فيرجع على رئيس الوزراء ، فإذا كان الوزير فاسد أو متهم بالإرهاب فيصعب على رئيس الحكومة طرده أوتقديمه للقضاء لأن التوافقية ترفض هذا التصرف لأن الوزير عندها كالمعصوم لايرتكب الذنوب، وهكذا أنتشر الفساد في كل القطاعات وأصبحت الميزانية تصرف ليس على كثرت المشاريع بل توضع في جيوب المسؤولين ، حتى أتخموا بالدولارات وأصبحت حساباتهم المصرفية في جميع الأوطان ، وهكذا قد قتلت التوافقية العملية السياسية بل أصبح إجرامها أكثر حتى من الإرهاب ، لأن الإرهاب يقتل ويُفجّر ويَهرب ويمكن ملاحقته في كل مكان وليس عنده أكثر من هذه الأعمال ، أما التوافقية فهي التي تحمي الإرهاب في السجون وتعمل على إخراجه لكي يقتل من جديد ، والتوافقية هي التي وَقفت كل القوانين التي تهم المواطنين كالبنية التحتية والأحزاب والإستثمار حتى أصبح العراق كفاقد الوعي يمشي عليه الزمان وهو لا يعي شيء هكذا عمليتنا السياسية قد فُرغت من كل محتواها وأصبحت الأغلبية أسيرة الأقلية وليس لكثرتها أي عنوان ، بالتوافقية لا يمكن أن نحاكم أي مجرم أو مغتلس أو خائن لأنه شريك في العملية السياسية وبمقاضاته سوف تهدم شراكتنا السياسية ، وهكذا أصبح المجرمون يملؤن قبة البرلمان بل هم أصبحوا مسؤولي حقوق الإنسان والقضاء يلاحقهم ولايستطيع فعل شيء لأن حصانتهم لا يمكن أن ترفع لانها أصبحت من صميم المشاركة السياسية التي فرضتها توافقية الكيانات ، وهكذا أصبحت التوافقية الحاضنة لكل عمل يريد ضرب العملية السياسة وإرجاع النظام الدكتاتوري الشمولي بل اصبحت الغطاء الذي تُبتز به الحكومة المركزية من قبل كردستان ، واصبح شمال العراق منفصل بكل شيء من الناحية السياسية والإقتصادية والعسكرية بل اصبح الكرد يسيطرون على جميع العراق ولهم الحق بالتدخل في كل شيء ولا يمكن لأي مسؤول من بغداد أن يسأل عن أي قضية في كردستان ، لأن التوافقية ستهدم ويطعن بالمشاركة السياسية التي تقوم على إعطاء الحق للأقلية وأن تضحي الإغلبية في كل حين ، فعندما شرعوا قانون تحديد فترة الرئاسات الثلاث بالرغم من عدم موافقة دولة القانون لعدم دستوريته ، صرخوا إنها الديمقراطية والحكم للأغلبية والتصويت لم يكن ضرباً بالتوافقية ، وعندما أرادوا تعطيل الموازنة وتأخير إقرارها الى نهاية العام لم يكن ضرباً بالتوافقية أو قتل المشاركة السياسية ، وعندما شاهد الوطنيون خطورة الموقف شابكوا الأيدي و صوتوا على إقرار الموازنة بالأغلبية لأنقاذ البلد من تدهور الوضع الإقتصادي والمعاشي لدى الشعب ، عندها صرخ الكرد لقد طُعنت التوافقية ودُمرت المشاركة السياسية كيف يتم التصويت بالأغلبية إنها سابقة خطيرة على وحدة العراق ، عندما تصوتون من أجل مصالحكم الفئوية إنها روح الديمقراطية وعندما يفشل مشروعكم الإبتزازي عن طريق التصويت بالأغلبية تتباكون على روح التوافقية ، فلا أعلم هل يُحكم العراق بالديمقراطية أم التوافقية ، فإذا كانت التوافقية هي التي نُريد أن تحكم العراق فلماذا الإنتخابات والبرلمان والدستور فألندمر كل هذا لأنها عديمة الفائدة ونختار من كل طائفة أو كيان من يمثلهم ليحكموا بل ليقتلوا العراق لأن موافقة الجميع على مشروع ما من المستحيل وتجاربنا معكم فيها أكثر من الكثير، وهكذا سيدمر العراق وعمليته السياسية بأسهل الطرق وأكثرها قانونية وأجملها صورة وأشدها فعالية ، وتعود لنا الدكتاتورية من أوسع الأبواب التي فتحتها له التوافقية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك