محمد حسن الساعدي
فرزت تداعيات الأزمة الأخيرة مخاطر كبيرة، يتطلب من المتابعين رصدها بدقة، فهناك عدد من المواضيع التي تفرض نفسها كأولويات في التناول، نظرا لتصاعد حدة الأزمة، وانكشاف أمور كثيرة ،وأختلفت آراء الكتل السياسية العراقية حول تبني آلية للخروج من الأزمة الراهنة بالعراق، فقد تبدو تداعيات الازمة السياسية في العراق اليوم، انعكاسا لما ظل السيد عمار الحكيم يحذر منه طوال الفترة الماضية، عبر دعواته المتكررة في جلساته الاسبوعية ( الملتقى الثقافي) او من خلال المؤتمرات التي يقيمها في مناسبات متعددة فقد اكد على ضرورة "الجلوس حول طاولة مستديرة" والاتفاق على ثوابت وطنية تمثل مسارا للخروج بالبلاد من ازماتها بالتزامن مع انسحاب القوات الاميركية من العراق.
ويبدو ان القوى التي تدفع بالأزمة نحو التصعيد لم تقرأ جيدا، دعوات السيد الحكيم ولا توقفت عند ما تنطوي عليه من تحذيرات ، من ان البلاد ستنزلق نحو المجهول اذا لم يجلس القادة السياسيون الى مائدة للحوار والاتفاق على حد ادني من الثوابت الوطنية.
ومن باب ذر الرماد في العيون اعلنت القوى السياسية تأييدها لدعوات الحكيم لكن دون التزام عملي ومنهجي بتنفيذها، ذلك انها لو وضعت خطة عملية لتنفيذها لاصبح عسيرا عليها تصعيد الوضع في البلاد وبالتالي انضاج الظروف لقيام سلطة تتفرد بالحكم ومسار الاحداث.
كما ان هناك قوى سياسية منافسة لتيار شهيد المحراب طرحت مبادرة مماثلة للحوار، كأن الامر هو منافسة او سباق لطرح مبادرات الحوار وليس رؤية للخروج من المأزق والمنزلق الخطير ، فحين تعجز الطروحات والمقترحات المقدمة للاضطلاع بمهام معالجة لمشكلات او الازمات المستعصية والتعاطي مع تداعياتها ،يصبح من غير المجدي التشبث بها والإصرار علي اعتمادها كطريق اوحد يفضي للمعالجة ،ويستدعي البحث عن سبل اخرى لها قدرة تقريب الوصول الى حلول جذرية تنتشل الواقع مما يهدده في حالة ابقاء المشكلات او الازمات دون محاولات جادة لمعالجتها وهذا ما تم تشخيصه من اغلب المبادرات التي ذهبت مع قائليها ...
اسميها محنة السيد الحكيم ، في عدم جدية القوى السياسية بالتعامل مع دعواته، غير ان من لم يسمع جيدا نداء الحكيم في العراق، ليس واردا ان يسمعه حتى لو جاء من أطراف اخرى مؤثرة في الشأن العراقي ، ذلك الاغواء القاتل الذي عرفه العراقيون على يد ديكتاتور بشع اسمه صدام حسين، وقد يتجدد على يد ديكتاتور في طور التكوين بدأ يكشر عن أنيابه. تحذير السيد الحكيم هو من الديكتاتور طور التكوين في العراق، ومن لم يستمع بجدية الى دعوات الحكيم سيعرف لاحقا انه اخطأ كثيرا
https://telegram.me/buratha