ابو ذر السماوي
لم يتبق على الانتخابات القادمة الا خمسة واربعين يوما وهي مدة لو عدت في حساب الوقت والزمان وبحسابات هدره وعدم العناية به فانه لايعد شيئا ولا يكاد يعد أي اننا على اعتاب الانتخابات بل نحن في خضم صراع انتخابي وفي معركة انتخابية حامية الوطيس .... في هذه الانتخابات تبرز حالة ملفتة للانتباه وتحتاج اكثر من وقفة فبغض النظر عن دعوات التاجيل في محافظات الغربية وما تشكله من تحدي واقعي للعملية السياسية وان كانت هذه الدعوة غير واقعية وغير منطقية بحسابات المفوضية ومن حيث وقت طرحه الا اننا نتحدث عن النظرة التشاؤمية للانتخابات والدعوات الى مقاطعتها وهي حالة تبدو كثيرة وتريد ان تلبس ثوبا واقعيا ويروج لها على انها حل وردة فعل وعقاب للفترات السابقة والاخفاقات والمشكلة الاخرى هي هذا الهجوم الكبير والتوجه لشراء الاصوات وباساليب مختلفة ومبتكرة اهمها استسهال استخدام السلطة واستباحة الاموال العامة من قبل المسئولين الحكوميين ...وخير رد على هذه التوجهات هو كلام وتوجيهات ووجهة نظر المرجعية الدينية والتي جاءت على شكل (استفتاءات وبيانات وتوجيهات) وهي من كانت مطالبة بحق المواطن والضاغطة على الحكومة في سبيل خدمة المواطن وهي التي شخصت المشاكل والسلبيات وطرحت الحلول وهي التي نصحت وهي التي قاطعت او بتعبير ادق اوصدت ابوابها امام المسؤولين في الحكومة وهي اليوم التي تحدد مسارات صحيحة وواقعية وناجعة للمواطن ....فما دام التشخيص من قبل الجميع يؤكد على وجوب الاصلاح والتغيير وتعديل المسار وان العملية السياسية لابد لها من تحريك والا فان الاوضاع لن تستمر بهذه الطريقة او اذا بقت على نفس الوتيرة فلن تجدي نفعا اذا فلا بد من وجود وجوه جديدة ويجب ان تتدفق دماء جديدة في دورة العملية السياسية وهذا لاياتي من العزوف او البقاء على نفس الخيارات ...فاول مطلب هو الخروج بكثافة للانتخابات بحيث ترتفع اسهم المقعد خروج اقل ما يقال عنه انه هو الرد الحقيقي على التهميش على عدم تلبية المطالب وعن سوء الخدمة ..و..والثاني الاختيار وحسن الخيار والتدقيق بالخيار فما الفائدة من الخروج بكثافة وانت تحمل نفس الخيارات وما الفائدة من المشاركة وانت تجامل و تحابي من تدعي وتنادي بانهم مسئولين عن محنتك ومشكلتك وهم سبب عدم تقديم الخدمات وهم مسئولون عن تعطيل البنى التحتية وتراجع المحافظات ...و...وهذا ما تؤكد عليه المرجعية حتى وصل بالمرجع (اية الله العظمى) الشيخ بشير النجفي وبتوجيه صريح واعلان واضح يحذر ويطلب وينصح بعدم انتخاب أي قائمة تملك وزير في الحكومة بل انه طالب بعقوبتها وتركها وهذا يشبه الى حد كبير توجيهه بعدم انتخاب مرشح للبرلمان الحالي وقام بذكر اسمه ونعته (بالكاذب ) وهو وزير التربية السابق (خضير الخزاعي ) لكن من سوء توفيق الامة بان لاتلتزم بتوجيهات علمائها ونصائح مراجعها فاذا هو يتسنم الان نائب رئيس الجمهورية وحاليا ومع مرض الرئيس الطالباني وهروب الارهابي الهاشمي هو الممثل الوحيد للرئاسة...اما فيما يخص استخدام الاموال العامة واستغلال المنصب فقد حرمته جملة وتفصيلا وكذلك شراء الاصوات والتاثير على الناخب ...اما ما يربط هذين الاتجاهين فمع الترويج لعدم المشاركة والمقاطعة والتوجه لشراء الاصوات والتاثير على الناخب وباستغلال السلطة واموال العامة فان من يخرج هم من ينتخب نفس الوجوه ونفس الخيار وبذلك لن تنفع المقاطعة وكأن من يفعل ذلك هو من يكافيء ومن يثبت ومن يجدد لنفس الوجوه وبذلك ستنعدم الفائدة من الانتخابات وتنتهي الانتخابات الى مجرد تزكية واعادة ثقة لتجربة ينقدها الجميع ويشتكي منها الجميع ويتذمر منها الجميع ....الانتخابات هي العمود الفقري للديمقراطية وهي الاداة الحقيقية لتغيير وسمها العقاب اوالحساب او التصفية او المجازاة لكن يجب ان تتم بطريقة صحيحه ويجب ان تستخدم بحذر ويتعامل معها بجدية ومن هنا جاءت توجيهات المرجعية ايضا بكثرة المشاركة والتوجه بشكل واسع لصناديق الاقتراع في (العشرين من نيسان) وان لايقتصر الانتخاب على الرجال او الشباب بل على النساء فيجب ان يكون لهن دورهن الكبير خاصة وان المراة تشكل نصف المجتمع منطقيا وهي اكثر من نصف الشعب في العراق فمشاركتها وبجدية وبصورة صحيحة وباتخاذها من توجيهات المرجعية مسارا فانها سوف تقلب المعادلة وستنتج خارطة جديدة في مجالس المحافظات الجديدة.. انشاء الله.. ولا تعيدوا تجربة الخزاعي المريرة والخيار لكم وهي مسئوليتكم الوطنية والتاريخية والشرعية والاخلاقية وهي فرصتكم في التغيير فلا تفرطوا بها .....
https://telegram.me/buratha