. خميس البدر
دوام الحال من المحال ومالي بانسان لايتغير ولا عدو دائم ولا صديق دائم والسياسية هي فن الممكن لاالمستحيل مقولات وحكم وعبارات ربما تختلف في اللفظ وتعدد المواقف والمناسبات التي تحدثت عنها الا انها تاتي في اطار واحد وعام هو التغيير والتحول والحركة والاستبدال وعدم البقاء على حالة واحدة ....هذا ما يمكن ان نستدل به على تمرير الميزانية بالاغلبية والابتعاد عن صيغة ومبدا التوافق ذلك المبدا الذي سارت عليه العملية السياسية في العراق ومنذ البداية وبعيدا عن السلبيات والايجابيات واجراء تفاضل او مقارنة فالتوافق مرر كثير من الازمات وانهاها وشكل ارضية قوية وضمانة لعدم الانزلاق في ما لايحمد عقباه... اما مبدا الاغلبية فهو روح الديمقراطية لكن لايمكن ان تكون الاغلبية هي اغلبية طيف واحد او لون واحد في مزيج وخليط متباين وغير متجانس وفي بلد كالعراق وبما مر به من تجارب عنيفة ومحن كثيرة جعلت من انعدام الثقة امر مشروع لدى الجميع ....ومهما تحدثنا عن تحالفات استراتيجية تربط المكون( س) مع المكون (ص) او هذة الجهة بتلك الجهة او ما يمتاز به الطرفين الفلانيين من تاريخ مشترك وتلائم وتفاهم وترابط الا اننا لانستطيع ان نغفل ما يحيط بهذه التحالفات من احداث او هذه التفاهمات عن ترابطها بالاطراف الاخرى ولا نستطيع ان نجعل من التاريخ المشترك والتحالفات الاستراتيجية فوق المصلحة العامة او لحظة تاريخية تحتاج قرار وتحتاج تفهم وحكمة في اتخاذ ذلك القرار .....هنا يمكن ان نفهم ان ما جرى من اقرار الموازنة بالاغلبية كحالة عامة او قاعدة كذلك لايمكن ان نترك ونخضع كل الامور الى التوافق بحيث يبقى الجميع مكتف الايدي والبلاد اسيرة ومعطلة لمجرد التوافق وارضاء الجميع وان كانت طلباتهم مستحيلة فاذا كانت البلاد تحتاج الى موازنة كل عام فهذا يعني ان نصل بالتنازلات في سنة معينة بان لايبق شيء فيها يستحق التنازل او ان الطرف الذي يطلب منه التنازل لايملك هذا الحق وهو لايملكه فعلا لان( فاقد الشيء لايعطيه او ان الملك سيهب ما لا يملك )......جاءت كلمات السيد عمار الحكيم في خصوص اقرار الميزانية كبلسم للجراح وكتخفيف ومعالج للاحتقان والتشنج وردة الفعل الغير محسوبة ضد اقرار الموازنة ,ان خطاب المجلس الاعلى والسيد الحكيم كان مفهوما في أطارين ربما يراه البعض متناقضا فالمجلس الاعلى مدافع ومطالب بتطبيق التوافق (لانه قاعدة او اطار تساير وتفاهم عليه الجميع في العملية السياسية ) وهو ايضا من طرح خيار الاغلبية السياسية كحل للخلافات وللازمات (التي ولدها رواد الازمة في الفترة الماضية) لكن وبهذا الفهم ينكشف الغموض وتتبدد الاوهام ويسقط الرهان امام كل مشكك خاصة وان المجلس الاعلى والسيد عمار الحكيم عرف باحترام للعهود ويحترم مصداقيته ويحرص على الحلفاء ويتخذ من مبدأ الحوار والمكاشفة مع الجميع بدون استثناء قاعدة ومنهج وخارطة طريق و أخرج البلاد بواسطتها من كثير الازمات وامن العملية السياسية ورسخها في خضم تحديات بحيث انها شقت طريقها وبات عمرها اليوم عشرة سنوات .....ومهما قلنا عن علاقات المجلس الاعلى مع الجميع الا ان العلاقة المميزة والفريدة مع الوطني الكردستاني (مام جلال) والذي انسحب الى تحالف شمل به الاغلبية الشيعية والاكراد تحالف امتاز (بخصوصيته وبمظلومية وحيويته) و راينا كيف يسارع الجميع ويحرصون على ديمومته لانه اثبت انه الضمانة الحقيقة لاستمرار العملية السياسية رغم كثرة الاقاويل والتاويل والانتقاص منه والمراهنة على قلب او كسر هذا التحالف فمن يريد ذلك عرف ماذا يعنيه استمرار هذا التحالف فلقد شاهد ولمس الجميع تاثيره وان روج بان من قطف ثماره هم الاكراد مع بقاء المظلومية الشيعية .....جاءت كلمات السيد عمار الحكيم كرسائل تطمين وكتحديد اولويات واعادة مد جسور كما هي فقطع الطريق امام كل من يتصيد بالماء العكر او يريد ان يبني على حالة خاصة وتعميمها او توجيهها في غير اتجاهها الصحيح فلم يكن تمرير الموازنة بالاغلبية موجه ضد مكون بل هو تغليب مصلحة وتحقيق منفعة للجميع كما ان فوائدة ستعود على ذلك التحالف لانه فرصة للجلوس والحوار بعيد عن الضغط او لي الاذرع وان لاتخلط الاوراق فالموازنة تعني مصالح تعني تحريك عجلة البناء والعمل وتشغيل وزارات...و.... فكان لزاما ان تقرالموازنة فالطريقة التي تعطلت بها داخل البرلمان وتحويلها الى وسيلة واداة سياسية لن تقر ولن يتم التوافق عليها ولو مرت سنوات .....ان الفرصة التي تحدث عنها السيد عمار الحكيم هي فرصة حقيقية لان اقرار الموازنة رحل جزء كبير من المشكلة واعطى السياسيين اداة لترحيل اجزاء اخرى من خلال تحقيق مطالب المتظاهرين كما انها ستعطي فرصة اكبر للحوار والجلوس بواقعية وبلا املاءات لان الحرص على الشريك وعلى الحليف وعلى التاريخ والحاضر والمستقبل من خلال الاستمرار في العملية السياسية سيكون اكبر بعد الموازنة فلن يضحي الجميع بمصالح وعلاقات وتاريخ من اجل تفصيلات ومزايدات او اجزاء او تفصيلات يمكن التفاهم عليها خاصة وانها حقوق وتتعلق بالجميع وليس بطرف واحد وانها تتعلق بالبلاد ووحدتها وثرواتها ولا تعني جزء او فئة او حزب او شخصية ما دامت امور دستورية وقانونية فالحوار كفيل بحلها والزمن كفيل بطي صفحاتها ....وبهذا نعرف لماذا اقرت الموازنة وهو جواب لكل من يسأل عن كيف اقرت الموازنة ولماذا بهذه الطريقة ؟؟؟
https://telegram.me/buratha