المقالات

عليكم بالوضوء يوم الانتخابات

445 21:22:00 2013-03-18

واثق الجابري

استوقفتني عبارة للسيد عمار الحكيم في الملتقى الثقافي الاسبوعي حين قال عليكم بالوضوء يوم الانتخابات , ونحن نعرف ان الوضوء يسبق كل عبادة خالصة لله , ذكرني هذا الموقف حينما كنا نعمل في اصعب الايام من 2006 -2007 لنشر مفاهيم الديمقراطية وحقوق الانسان والتثقيف للحث على المشاركة في الانتخابات , كان الخروج للشارع في منتهى الخطورة وتتهم الديمقراطية بالعمالة ويهدر دم الفرد دون ذنب , كنا نتوقع القتل في اي لحظة, احد اصدقائي قال علينا ان نتوضأ ونودع عوائلنا حينما نخرج صباحاّ لأننا في واجب مقدس وربما لا عودة منه وندفع فيه حياتنا وبالفعل استشهد احدنا بسلاح غادر , الديمقراطية التي وصلت العراق بعد 2003 من تجارب شعوب تختلف عنا كأغلبية مسلمة وربما بعضها بلا اديان , ولكن يمارسون القيم الانسانية بكل المعاني التي تحترم حقوق الاخر وكأن الوطن بيتهم جميعاّ , دون ان يعرفوا ان الوضوء طهارة للأبدان , الانتخابات حينما نعود بها فنجد انها لم تكن مستوردة ( مسلفنة ) , الدين الأسلامي اكد على احترام الرأي بالشورى ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ) بل لم يقف النص القراّني الى هذا الحد ليتصبح الشورى إلزام (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ) . الرسول الكريم اول من اسس للبرلمان حين المأخاة بين الأوس والخزرج فقال من بين 120 اخرجوا لي اثنى عشر نقيباّ واختار الرئيس من الأوس ( سعد بن معاذ ) لكونهم اغلبية 90 شخص , وقال ( عليكم بالسواد الاعظم ) اي الأغلبية الصالحة , فالديمقراطية حكم لرأي الأغلبية ومن مشاركة الاقلية واحترام رأيها وبالنتيجة هي مشاركة للجميع بصنع القرار لتوكيل من يقوم عن خدمتك بالنيابة عنك مقابل اعطاءة جزء من الصلاحيات , الانتخابات مدخل الى الديمقراطية لأدارة الشؤون للناس ,انتخابات مجالس المحافظات التأسيس لسلطة ترتبط بحياة المواطن مباشرة خدمياّ واجتماعياّ وسياسياّ واقتصادياّ وثقافياّ ... الخ , من خلال تجربة 10 سنوات للأنتخابات تكشفت الكثير من الاوراق واختزن المواطن الكم من المعلومات وظهر القوى التي تعمل لمصالحها الشخصية الفئوية الحزبية , بعض القوى زيفت العمل الديمقراطي كونه سبيل بناء الدولة بتبادل سلمي وتعددية دفعت المواطنين لفقدان الثقة بالطبقة السياسية وتصاب بخيبة الأمل ويكون رد فعلها عكسي بالعزوف عن الانتخابات , وهذا ما يحقق غاية بائعي الضمائر ومشتري الاصوات الانتهازيون للوصول مرة اخرى لسدة الحكم , او افتعال الازمات من قوى نفعية تمتص قوت المواطن من وجودها بالسلطة , لتدفع نحو تأجيل الانتخابات لتبقى اطول فترة في السلطة بالازمات وتوؤسس لقوى تستحكم بالقوة بكسب الولاءات بالمال العام والوظائف الحكومية , التعجيل بالانتخابات اصبح مطلب شعبي انساني لتردي الخدمات ومشاكل اصبحت كارثية في حياة المجتمع اليومية , وصلت بالبعض ناقم سائم قانع ان الوجوه لا تتبدل لأمتلاكها كل الادوات التي لا يستطيع عليها , وقد تستخدم اساليب للتشويش على العقلية لغرض التصويت بلا وعي , ومن هنا اصبحت ضرورة لقراءة تجربة السنوات السابقة والدورة الحالية واستخدام مبدا الثواب والعقاب مع المسؤولين وابحث بدقة متناهية , خيارات مفتوحة امام الناخب بين قائمة جيدة ومرشح جيد وبين قائمة سيئة بالأغلب ومرشح جيد وهنا في الثانية الجيد لا يستطيع التغيير لسطوة حيتان كبيرة على القرار , اذأ الانتخابات عمل مقدس لضمان الحاضر والمستقبل يحدد فيه الناخب خياراته بكل طهارة بعيدة عن الأغراءات من عشيرة ومال وسلطة وعرق وطائفة وقومية , وحينما يتطهر الانسان من تلك الادران التي دفعت باتجاه العصبية يصدق الخيار, و بذلك عليه ان يتوضأ ويكون بنية خالصة بأختيار من يستطيع خدمة المجتمع الأكفأ في مجال عمله القريب من الناخب والمتطلع للواقع بمستقبل مشرق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك