عباس المرياني
تختلف الأفضلية التي تنتجها الحملات الانتخابية من طرف لأخر وتبعا لمنهج ورؤية ومشروع المكون السياسي المشارك في الممارسة الانتخابية، ففي الوقت الذي يرى البعض ان تجذير التجربة الديمقراطية وترسيخ أسسها هو الانجاز الأفضل يرى طرف أخر ان المكاسب الحزبية والشخصية هي المنجز الأهم في هذه التجربة وقد يتعدى هذا الانجاز إلى ما هو ابعد من ذلك عندما يعتقد البعض ان استمرار التمسك بكرسي المقدمة هو منتهى الانجازات التي يمكن ان يتباهى بها او ينال بواسطتها من خصومه وأعدائه ،كما ان عائدية الانتخابات وأثارها على عموم أبناء الشعب تختلف في تقييمها من طرف إلى أخر كما هو الحال بالنسبة للكتل السياسية ففي الوقت الذي يعتقد البعض ان استمرار التجربة الديمقراطية يمنحه فرصة التغيير كل اربع سنوات يعتبرها البعض الأخر موسم حصاد سواء على المستوى الشخصي او على المستوى العام فوعود التعيين ووعود السكن ووعود زيادة الرواتب تنهال مثل قطر السماء وليس اقل من ذلك تلك المشاريع الكثيرة والمتنوعة التي يتم افتتاحها مع كل موسم انتخابات من قبل الحكومة المركزية او من قبل الحكومات المحلية المتصدية.غير ان وسط كل هذه المنجزات والوعود التي تتم ببركة العملية الانتخابية يبرز تساؤل غير بريء مفاده انه كيف قادة الصدفة إلى ان يتم انجاز كل هذه المشاريع في وقت واحدة وقد لا يتوقف التساؤل عند هذا الحد بل يتعداه إلى التشكيك بالنوايا وربط الأسباب بالمسببات حتى ينتهي الى نتيجة سلبية مفادها ان هذه الجهات التي وقتت انجاز المشاريع بالحملات الانتخابية إنما تريد استغفال المواطن والضحك عليه بمثل هذه الخطوات الخبيثة.إلا انه من سوء حظ هذه الكتل السياسية التي تحاول استغفال المواطن ان الأخير أصبح يحسب الأمور بدقة ويقارن بين النتائج والأسباب حتى توصل ببساطة إلى ان ما تقوم به بعض الكتل السياسية وتحديدا المتصدية في الحكومات المحلية ومن يقف ورائهم في الحكومة المركزية أفعال بائسة ولا يمكن ان تنطلي عليه بل هي دليل دامغ على خبث هذه الجهات ومكرها وفشلها في تقديم الخدمات الحقيقية التي يحتاجها المواطن يوميا والتي لا تتعلق بزمان ومكان محددة.ان أفضل ما يمكن ان تفرزه الممارسة الانتخابية هو تجذيرها والتأسيس لها وتثبيت أسسها وهذه الأفضلية لن تتحقق من خلال الأطراف التي تعمل على استغفال الناس او الضحك على جراحهم وآلامهم بل تتحقق من خلال الأطراف التي تمتلك مشروعا ناهضا ورؤية واضحة وقدرة على البذل والعطاء والتضحية والتي لا تنجز مشاريعها قبل بداية الانتخابات بايام.
https://telegram.me/buratha