نصير السعداوي
من الواضح جداً - بغض النظر عن تصريح الفاعلين - بأن تنظيم القاعدة قد أختار الثلاثاء الماضي كموعد لتفجير هذا العدد الكبير من السيارات والأحزمة الناسفة والإنتحاريين لأنه يمثل الذكرى السنوية لبداية دخول القوات الأمريكية والبريطانية للعراق. وهذا مما لم يخف على عموم الناس وصرح به بعض المواطنين البسطاء الذي كانوا قريبين من مكان بعض الإنفجارات التي وقعت كما ظهر على القنوات الفضائية.ولكن الملفت للنظر هو صب تنظيم القاعدة جام غضبه على الناس البسطاء الذين لا حول ولا قوة لهم بدلاً من صب نقمته على من جاء بقواته عبر البحار ليغزو العراق. لماذا لم نسمع عن أستهداف سفارات أمريكا وبريطانيا أو سائر مصالحهما في العالم والحال أن قادة كلتا الدولتين هم من قرروا غزو العراق وبلا تفويض من المجتمع الدولي؟. أين هو تنظيم القاعدة من معسكرات القوات الأمريكية وقواعده الدائمة في الخليج التي إتخذها البريطانيون والأمريكان منطلقاً لهم لغزو العراق؟ ألم تكن السعودية وقطر منطلقاً للقوات الغازية؟ فلماذا لا ينتقم تنظيم القاعدة من الأمريكان الجاثمين بشكل شبه دائم في قواعد داخل الجزيرة العربية.من المعلوم أن الحكومة العراقية الحالية فاوضت الجانب الأمريكي في خروج قواته العسكرية من العراق ونجحت في ذلك فلماذا لا زال العراقيون هو المستهدفون مع أنهم قدروا بالمفاوضات أن يخرجوا الأمريكان من بلادهم؟والأمر الآخر الملفت للنظر هو تكرار إستهداف المدنيين من قبل هذا التنظيم والحال أن قتل الإنسان وإزهاق روحه لا بد وأن يكون بأمر من الله ووفق الضوابط التي أمر بها. وتنظيم القاعدة يدعى أنه يعمل وفق ضوابط الشريعة ويستمد فتاواه وفق أحكامها. والحال ورد في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في ج1،ص 61 وغيره والذي رواه عثمان بن عفان أن النبي (ص) قال: لا يحل دم إمريء مسلم إلا بأحدى ثلاث: كفر بعد إيمان، أو زنا بعد إحصان، أو قتل نفس بغير نفس". فأي من هذه العناوين ينطبق على الأطفال والنساء والشيوخ الذين قتلوا في الأسواق الشعبية التي أستهدفها التنظيم؟
https://telegram.me/buratha