حسين الركابي
أضاف يوما داميا الى سجل حافل بألايام الدامية السابقة، عدة انفجارات استيقظ عليها ابناء بغداد وباقي المحافظات، وخلفت وراءها مئات الشهداء من عمال البناء وشيوخ وشباب وأطفال ونساء. وهدمت البيوت وحرقت الاسواق، لا ذنب لهم الا لانهم رفضوا الخنوع للهمجية السياسية في البلاد. أضاف التكفير الأعمى هذا اليوم قائمه أخرى الى سجل الأيتام والأرامل جريمة تضاف الى سلسلة من الجرائم الازليه منذ عقود من الزمن، واستمر على إدامتها إذناب البعث بسبب السياسات الهمجية والطائشة والطرق الملتوية التي يسلكها معظم الساسة اليوم، لا سيما ونحن في هذه الأيام بصدد ذكرى يوم المقابر الجماعية، تلك الجرائم التي أسقطت أقنعة المتخفين بشعار الوطنية على مر العصور والمتبجحين اليوم علينا بالأمن والاستقرار الوهمي من اجل مكسب من هنا وهناك. ينظرون الى مصالحهم الشخصية والحزبية وتاركين الشعب في مقبرة جماعية فوق وتحت الأرض. خطط أمنيه أكلاسيكيه أفسدت ولا يزال لديها الرغبة بالاستمرار بالفساد والخروق الامنيه، متى يستيقظ الضمير السياسي من قادة الأزمات في البلاد؟ عاد في ذاكرتي خبر قرأته قبل عدة ايام!! ( انتحار وزير ياباني بسبب تهمة وجهت له باختلاس 100 الف دولار وتبين فيما بعد بأنها لم تكن دقيقة وغير مسنودة بادله قاطعة) واليوم اكثر من( 20 ) انفجار لا نسمع صوتا شريفا ووطنيا يتلوا علينا استقالته بسبب الفشل الفاضح والتقصير الواضح، مكتفين بالاستنكار ومعلقين أخطائهم على شماعات اكل عليها الزمن وشرب حتى لا يصدقها المتحدث بها. عشرة سنوات ونحن نسمع كل يوم اسطوانة جديدة بالخطط الامنيه، ورواتب وامتيازات كبرى الى الاجهزه الامنيه، وزاراة تدار بالوكالة عدة سنوات ولا نعلم كيف تدار مثل هكذا وزارة مهمة في البلد بالوكالة ومن اهم الوزاراة في البلد، الدفاع، والداخلية، والأمن الوطني، وجهاز المخابرات الخ... الى متى هذا الاستمرار بسفك الدم العراقي هل عجزت الاجهزه الأمنية من السيطرة على الملف الامني،؟ او معالجة الخرق الأمني قبل وقوعه. أليس قادرين على الوقوف بوجه تلك الرسالة التكفيرية البعثيه؟ أوضحت باستمرار سفك الدماء وانتهاك الأرواح .هذا اليوم الدامي كشف الشعرات الرنانة في الترويج الانتخابي هذه الأيام. وأزال الستار عن المتخفين وراء شعاراتهم. وعليهم ان يكشفوا الوجه الأخر والحقيقي لتلك الشعارات. ذلك الوجه الذي سبب التقاعس وليس العزم والانفجار والدمار وليس البناء كما تزعمون... كل هذا نتيجة الحكومه التي تشكلت في الغرف المظلمة وخاليه من الحس الوطني وعزل القوى الوطنية وابعادها من مركز القرار، وجيرت المؤسسات الامنية لصالح شخص او حزب معين. وبعد هذه الأيام الدامية لا نريد ان تظهر علينا وجوه كالحة وتردد شعارها ( العزل والفناء) كما نرى اليوم متداول على صفحات التواصل الاجتماعي. ظهر لنا العاجل بعد الانفجار بتأجيل الانتخابات في عدة محافظات حتى يخفي على الشعب المهزلة في مركز القرار، كما فعلت في السابق حين ظهرت صفقة السلاح الروسي سارعوا بقطع البطاقة التموينية وهذا تخبط واضح في هرم السلطة في العراق...
https://telegram.me/buratha