المقالات

في بغداد انقلاب غير معلن /

787 21:50:00 2013-03-19

حافظ آل بشارة

نجحت خطة القوات الأمنية في غسل جميع بقاع الدم الناتجة عن المذبحة الجديدة في بغداد وضواحيها ، خراطيم مياه عملاقة استخدمت في عملية الغسل الفوري ، المناطق المغسولة تمتد من الحسينية الى الاسكندرية ، الرقم الذي اعلنته الحكومة وهو 50 شهيدا و 160 جريحا ، رقم لا يصدقه أحد ، تأتي المذبحة الجديدة بينما دماء وزارة العدل لم تغسل بعد ، كان متوقعا ان تترجم الأزمة السياسية الى مذبحة كالعادة ، اثبتت التفجيرات ان البلد بلا سلطة ، والشعب تحت رحمة القتلة ، اصحاب المفخخات هم حكومة الظل في بغداد يعلنون انقلابهم في اي لحظة ، الارهابيون يختارون لمذابحهم الزمان والمكان بحرية كاملة ، بامكانهم اقتحام المنطقة الخضراء متى شاءوا ، ما الذي يمنعهم ؟ ماجرى في بغداد الثلاثاء يعادل انقلابا عسكريا بل اكثر من الانقلاب ، وربما تنتظر بغداد اياما ابشع ، فهي بدل ان تكون عاصمة الثقافة فهي عاصمة المفخخات والجماجم المتطايرة ، هذه المذبحة وما سيليها كلها متوقعة وكان بالامكان منعها قبل وقوعها ولكن يبدو وكأن هناك من يريدها ان تقع ، اصبحت متوقعة منذ ان تصدر تظاهرات الغربية هتافون يرفعون علم القاعدة ويمجدونها ويهددون بالزحف الى بغداد ويشتمون الشعب العراقي شتائم طائفية ، ومنذ بدأ اطلاق سراح مجرمين محكومين بالاعدام ، يعودون الى ممارسة الجريمة بعد يوم من اطلاق سراحهم ، هددوا بالزحف الى بغداد وها هم ينفذون تهديدهم ، كل شيء كان واضحا ومتوقعا ، هناك علامات استفهام كبيرة في هذا الملف ، بلد مزقته التفجيرات ولكنه لا يملك اجهزة كشف المتفجرات !! صفقة اجهزة السونار كانت فاسدة باعتراف الجميع لكن مازال الجنود يستخدمونها ومجرد حملها باليد هو اهانة للناس واستهزاء بدماءهم ، استخباريا يقول ضباط ان لديهم معلومات بما سيجري اليوم من تفجيرات ولكن لم يبادر أحد الى منعها ، في هذه المذابح المتوالية لم يقتل نائب او وزير او مدير بل القتلى هم من سائر الشعب الذين لا حماية لهم ، لذا اصبح متوقعا ان يفكر الناس باملاء الفراغ الأمني وحماية انفسهم ما دامت الدولة عاجزة عن حمايتهم ، سيتحدث الناس مجددا عن اللجان الشعبية ، والقوات الاهلية ، وافواج المتطوعين ، سترجع الى الواجهة مؤسسة العشيرة ورؤساء العشائر ومشاريعهم وافكارهم ، نعود الى النظام العشائري بعد ان اصبح النظام الديمقراطي مقترنا في ذكراه بالفساد والارهاب والرعب والفوضى وبقاع الدم التي يغسلها الجنود بفخر واعتزاز . نجحت خطة غسل الدماء فهل ستنجح خطة حماية مجالس الفاتحة ام سيفجر الانتحاريون سرادق العزاء ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك