المقالات

لنروي شجرة الزقوم

892 23:41:00 2013-03-20

بسم الله الرحمن الرحيم

خيم الليل على بغداد بعد يوم جمع فيه ابريق الارهاب دماء مئات الضحايا ليروي تلك الشجرة الملعونة , شجرة دكت جذورها في قلب البلد ونمت على دماء ابناءه حتى صار طلعها كما رؤوس الشياطين يحدق في من تبقى على سطح الارض ليختار من تكن له تلك الشجرة ظلا ً ومن يكن للشجرة فريسة ! نعم انها شجرة متوحشة مصاصة للدماء ولدم فصيلة دون اخرى فهي تخشى ان يصيبها التكسر فيما لو اختلط دم اكثر من فصلية !  .

  انها تختصنا دون الاخرين فلنحمد الله ! فليس لنا حق الاعتراض بل وحتى الاشارة من انها تنتقي وتميز فمعاذ الله ان تـُرمى بالطائفية حتى وان قتلت كل شبابنا فكلنا فداء ما دامت من اشجار بلدي حتى لو كانت ملعونة , فلنحتسب الله في دماء الابرياء فالدماء من العراق والى العراق والعفو موجود والقانون مقدور عليه فلتنمو فعسى ان تستكفي ذات يوم . وما زال المستفيء مرتاحا ففداه دماء الشباب ولنروي شجرة الزقوم  .

اليس كذلك ؟؟!!

لا والله ليس كذلك لا ودم الحسين ليس كذلك لا وكف ابو الفضل ليس كذلك لا وغربة السيدة زينب ليس كذلك لاو حق قلوب الامهات المستعرة هذه الليلة ليس كذلك لا ودمعة اليتيم ليس كذلك لا ودم الشهيد ليس كذلك .

تبا ً لوحدة وطنية ثمنها كل تلك الدماء تباً لحكومة ترتفع فوق جماجم الابرياء تبا ً لمن هو نائم من المسؤولين في هذه الليلة الدامية تبا ً لمشاعر المستفيء من ابناء الوطن من ظل تلك الشجرة الملعونة ولا يهمه ان يضحي بأبن بلده من اجل هذا الظل تبأ لكل من يتسبب في هذا النزف الرهيب  .

لا استطيع النوم فملامح ام الشهيد وزوجته وابناءه واهله نصب عيني لوعة الفراق وحرقة القلب ووحشة الليل الذي صبغت نهاره حمرة الدماء واشلاء الابرياء .

لا استطيع النوم ولي رغبة في البحث عن مثرمة صدام المتعطشة للاجساد لرمي كل البعثية فيها دون استثناء فهم ليسوا بشرا ً وهم السبب في كل معاناتنا وبكل اصنافهم القبيحة العلمانية منها والناصبية المتأسلمة .

لا استطيع النوم وفكري يضج بالافكار كأنه مرجل يريد ان يعرف ما الحل .

لا استطيع النوم من خشية ان يأتي نهار يوم غد ويذهب الموظفون الى اعمالهم في دولة لا تحفظ حتى حياتهم وهم يرددون جملة ( عادي تعودنا ) .

فمتى تعود العراقي ان يكون كالمواشي التي تنتظر الذبح ؟! متى تعود ان يغمض عينا ً ما زال له منصب من الاجدر ان يحافظ عليه ؟! متى تعود العراقي ان يضع غيرته في ثلاجة ويُقنع نفسه من ان لكل مشروع تضحيات وان بطل ولا يفكر في الاستقالة حياء ا ؟!

لا امل لي في انتخابات يمكن ان تنقذ الموقف , فالموقف بحاجة الى نظام اقرب الى العدالة  يفرض نفسه على الاخرين ويعمل والاخرين صامتون لا ان يشاركهم كنقيض لا يصل معهم الى قناعة .

لا امل لي في ان ترتقي شخصية العراقي التي هوت الى درك الفساد الاداري  واللاخلاق الا من رحم ربي .

لا امل لي  في نظير لي في الخلق وشريك لي في وطني  مازال يكفرني ويستبيح دمي .

لا امل لي بشريك اخر لئيم لا يستبيح دمي ولكنه اعمى الا عن مصالحه .

لا امل لي في اخ غرق في جهله مع الالاف المؤلفة وبات يتخبط فلا طاقة لي للاقتناع به والسكوت عن جهله لانه اخي لي ولا طاقة لي على مواجهته خشية الاقتتال وذهاب الاخوة التي نأمل لها الصلاح .

لاامل لي بغد مشرق بلا دماء .

 

لا ايتها الشجرة الملعونة ليس هذا حديث اليائسين فإن لم يكن لي امل في كل هذا فلي امل في من انتظره ليقتلع جذورك ذلك الموعود الذي اذخرته السماء ليوم اسال الله قربه والى ذلك اليوم لم اقف مكتوفة الايدي فجراحات بلدي ستنشغل بها كفاي وان لم يتوقف دمع العين ولا جرح القلب من اثر فعالك ايتها الملعونة .

فوالله لن تمحو ذكرنا ... فبهذا القسم يا ايتها الشجرة اخنق فرحتك واسكن اوجاعي واجبر الابتسامة ان تقطع طريقة الدمعة التي تسببتي بها .

ولن نرويك بل سنسعى جاهدين لقطع اغصانك النتنة .

رحم الله الشهداء وهدى الله الباقين لكل ما فيه خير هذا البلد واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله الغر الميامين وسلم تسليما كثيرا .

 

 

 

 

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك