خضير العواد
المالكي قبل 2005 لم يكن إلا وأحداً من قيادات حزب الدعوة ولم يكن من الصفوف الأولى للحزب بل هناك شخصيات كثيرة تتقدمه ولكن الظروف التي أحاطت به أثناء الموقف الكردي الرافض لرئاسة الجعفري بسبب زيارته الى تركيا هي التي جعلته يقفز الى الواجهة ، وأقوى عامل ساعد على ترشيحه لرئاسة الوزراء أصوله العربية وأسم قبيلته المشهور عند العرب ، ولم يصبح المالكي رئيساً للوزراء إلا بمساعدة التيار الصدري ، وحتى في الولاية الثانية لم يقدرالمالكي أن يكون رئيساً للوزراء إلا بمساعدة التيار الصدري أيضاً بالرغم من فوز التحالف الوطني في الإنتخابات ، ولكن في كلا الحالتين المالكي يوعد التيار ويخلف في وعده وخصوصاً في مسألة السجناء ووالمفصولين من أبناء التيار بسبب عدم مشاركتهم في صولة الفرسان ، ولكن المواقف الكردية المستفزة والإبتزازية والتي تعدّت كل الحدود بل جعلت من كردستان دولة منفصلة تسيطر على كل شيء في العراق ولا يمكن لأي مسؤول أن ينتقدها أو ينتقد اي مسؤول فيها وخصوصاً البرزاني ، ومواقف القائمة العراقية التي تمثل السنة العرب التي أصبحت الغطاء القانوني لكل إرهابي وقاتل ومجرم وهي المعرقل الأول لكل قانون يخص الشعب العراقي في قاعة البرلمان ، وأصبحت هذه القائمة عبارة عن يد للدول التي تريد تدمير العملية السياسية في العراق كتركيا والسعودية وقطر وهذا ظهر لكل متتبع من خلال الزيارات والتصريحات التي صدرت من جميع الأطراف ، تكوينت الحكومة التي يترأسها المالكي والتي ينتقدها الجميع من تيار صدري والتحالف الكردستاني والقائمة العراقية وألصقوا عليها مختلف التهم أبسطها بأنها حكومة فاشلة ، وقد حاول الكرد والسنة العرب بالإضافة للتيار الصدري أن يسقطوا الحكومة وكانوا من كل هذا يستهدفون المالكي فقط ، التصريحات الطائفية للمسؤولين العرب وكذلك لقادة القائمة العراقية التي خرجت عبر الفضائيات ، المواطن العراقي بشكل عام إن كان يدعم المالكي أو حزب الدعوة أم لا يراقب هذه الأحداث ويسجل ردود الأفعال والتصرفات والتصريحات لجميع المسؤولين والتنظيمات التي تشارك في العملية السياسية ، فقد كان أبرز شخصية واجهة هذه المواقف بشكل يرتضيه أغلب الشعب العراقي أو يناغم مشاعرهم نتيجة هذا التعدي الواضح من قبل بقية مكونات الشعب العراقي ، فموقف المالكي الرافض لسيطرة الكرد على الكثير من أراضي المحافظات التي تحد إقليم كردستان وتكوين فرقة عمليات دجلة في المحافظات التي تواجه أراضي الإقليم والتي عندها مشاكل حدودية معها ككركوك وموصل وصلاح الدين وديالى ، بالإضافة الى مواقفه الرافضة لجميع المواقف الكردية التي تستقل بها عن الحكومة المركزية إن كانت سياسية أو إقتصادية وكذلك العسكرية ، وإنتقاده المستمر للعلاقات الكردية مع أعداء العملية السياسية كتركيا والسعودية وقطر وكذلك الكيان الصهيوني ، بالمقابل لم يظهر موقف من بقية التنظيمات أو القوائم مستنكراً أو رافضاً للمواقف الكردية الإستفزازية مما جعل المواطن العراقي بشكل عام والشيعي بشكل خاص وخصوصاً أبناء المناطق المتنازع عليها مع الكرد يلتفون حول المالكي لأنهم شعروا بأنه المدافع الوحيد عن حقوقهم وقد ظهر هذا من خلال الفعاليات التي قاموا بها أبناء تلك المناطق مؤيدةً لرئيس الوزراء ، وحتى أهل السنة قد رحبوا بمواقف المالكي ورفضوا مواقف قادتهم التي لم ترتقي للمستوى المطلوب بل كانت غائبة عن جميع الأحداث التي يعاني منها أبناء تلك المناطق ، وقد تصدى المالكي لقادة الإرهاب من قادة القائمة العراقية كالعيساوي والهاشمي والديليمي والجنابي وغيرهم كثير ممن تمرغل بالدماء العراقية بل واجهة جميع المواقف للقائمة العراقية ورئيسها علاوي التي تريد إرجاع العملية السياسية الى مربعها الأول ، والمواطن العراقي يراقب كل هذه التحركات والتصريحات والمواقف وتسجل ذاكرته كل كبيرةً وصغيرة ، فلم يجد غير المالكي قد تصدى لكلا الفريقين الكردي والقائمة العراقية لأن بقية الرفاق لم تكن مواقفهم واضحة بل أكثرها مراعية للجانبين ، وحتى عملية إسقاط الحكومة وإتهامها بمختلف العناوين السيئة وهو يشاهد أغلب أعضاء هذه الحكومة من القائمة العراقية والكرد والتيار الصدري ولم يبقى إلا أربع وزارات ليس لهم فواحدة لتنظيم بدر والإخرى للفضيلة وإثنان فقط لدولة القانون ، فإذا كانت الحكومة غير جيدة فأنتم أعضائها وأنتم من يكوّن عمودها الفقري وإذا كانت فاشلة فوزرائكم هم من أفشلوها لأنهم أعضاءها وخصوصاً وزراء التيار الصدري لأنهم يسيطرون على الوزارات الخدمية ، فهذه الإزمات المفتعلة والمتكررة في كل فترة قد جعلت المواطن يتذمر ويتحرك عنده الشعور الطائفي مما جعله يلتف حول الشخص الذي يمثله في المذهب وهكذا أصبح الكثير من الأغلبية تلتف حول شخص المالكي ، البعض يقول إن المالكي يستغل أو يثير بعض الإزمات لكي يكسب نتائجها لصالحه ، هذا صحيح فالسياسي يجب أن يعرف متى يتحرك وما نوع الكلام الذي يتكلمه لكي يناغم مشاعرالمواطنين ، فماذا ستكون ردة فعل المواطنين اليوم عندما يسحب التيار الصدري وزراءه من مجلس الوزراء في وقت بغداد تحرقها السيارات المفخخة وتقتل أبناءها في مجزرة أرعبت كل إنسان في هذه المعمورة ، كأن التيار يضرب الحكومة كما يضربها الإرهاب فذاك يريد أضعافها من خلال القتل والتدمير والتيار يضعفها من خلال سحب وزراءها اليوم من أجل أسقاطها ، فأكيد الشعب سيقف مع الذي يواجه الإرهابيين وهذا رد فعل طبيعي لكل إنسان فهذا التصرف من التيار قد دعم المالكي من غير أن يعلم التيار وهذا يدلل على عدم إمتلاك الخبرة السياسية ، فاليوم يراد من الجميع أن يقفوا مع الحكومة لمواجهة الأرهاب والقضاء عليه لا لتصفية الحسابات ، لأن الإرهابيين لا يقيّمون المواقف أو التصريحات لأنهم يريدون قتل الجميع بدون أستثناء وتدمير العملية السياسية برمتها وأرجاع الأقلية للحكم ، وهكذا فقد صنعتم من المالكي القائد الوحيد في العراق برغم الأخطاء الكثير التي تحيط به ولكن أساليبكم ومواقفكم وتصريحاتكم قد جعلتم منه من حيث تحتسبون أم لا تحتسبون الرجل الأكثر شعبية في العراق ، لهذا يجب أن يعي الجميع هذه المرحلة ليس لتصفية الحسابات بل هي لمقاومة الأشرار الذين يريدون تدمير العراق وشعبه وبعد تعدي المرحلة عندها يجب على كل إنسان عاقل أن يتصدى للأخطاء ويواجهها بشكل صحيح حتى تعود المنفعة على الشعب العراقي كافة ويعيش الجميع بالخير والسلام والأمان .
https://telegram.me/buratha