المقالات

كذب وادعاء!!

497 08:26:00 2013-03-20

مالك المالكي

الشعار اغلب الاحيان يؤشر على حالة واقعية او قريبة منها، وهذا الاكيد يحدد حسب وعي وادراك القائل والسامع، اي من يرفع الشعار ومن يستهدف به، العراق عاش اربعون ونيف من عمره، وهو يعيش على شعارات كلها كذب وادعاء، سمع الوحدة والحرية والاشتراكية، ولم يرى تطبيق حرف من ايا منها، ولمن يريد فليدقق تاريخ البعث والبعثيين. صمت مسامعة، امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، ولم يرى في الواقع الا امة مشرذمة، تعددت بها اللهجات والعادات لابل وحتى اللغات! ولم يعرف الى الان اي رسالة تسعى لها وتريد ان تصل لها تلك الامة التي ضحكت من هزالها الامم، من خلال افعالها واعمالها، لاسيما من رفع الشعار، حتى ظهرت الخدعة وبانت الحقيقة ليتحول البعث الى عصابة من لون واحد وطيف واحد سيطرت على مقدرات العراق والعراقيين، فمنهم من ارتضى الهوان وهانت عليه نفسه، وتحول الى (حيوان الطباع) لا يفهم ولا يعي من الحياة الا البطن والفرج، ومنهم من اصر على ان يبقى انسان كما خلقه الله، فاصبح اما تحت الارض او عاش في السجون او ذاق ذل الحرمان والتهميش، واخر تحول الى( قرقوز) يهتف بحياة القائد وحزبه. اليوم يريد البعض ان يقلد تلك المرحلة بعلم او بدون علم! فسياسة الشعارات الرنانة التي سأمها الشعب العراقي لعقم انتاجها، تكاد تكون الان منهج ووسيلة لتغيير الواقع وحرف الانظار عن الحقيقة، التي يعيش فيها الشعب، ونجد هذا ماثل في شعارات القوائم الانتخابية المؤمل مشاركتها في انتخابات مجالس المحافظات، هذه الشعارات التي تجافي الحقيقة التي عليها الواقع. فشعار مثل عزم وبناء الذي ترفعه دولة القانون، شعار استغفالي منقوض جملة وتفصيلا، فالعزم والهمة اقل مفردتين افتقرت لهما قائمة دولة القانون وهي تحكم البلد مركزيا وتدير اكثر من اربع محافظات هي الاسوء بين محافظات العراق الاخرى من جميع النواحي، فلاعزم في تطبيق وتنفيذ القانون، ولاعزم في اشراك الجميع في ادارة السلطة واصدار القرار، ولاعزم في مواجهة الارهاب والفساد، والامس دليل واضح وفاضح لهكذا شعارات ممجوجة، فعندما يقرر الارهاب الذي تهالك في السنوات السابقة، وينفذ بحرفية وقدرة اكثر من عشرين عملية ارهابية بزمان واحد، وعندما يتمدد ليغطي محافظات لم تشهد اي عملية ارهابية سابقا، اين يمكن ان يوضع العزم الذي تدعيه دولة القانون! وكذا الفساد الذي اصبح مقنن وبالنادر تجد دائرة او شخص يتبع لدولة القانون الا وكان رمز من رموز الفساد الاداري والمالي، حينما غاب العزم عن الحكومة التي وعدت بالثورة على الفساد لتظهر النتائج انها ثورة لدعم الفساد! اما الشطر الاخر وهو البناء فهذا كلام لايتجاوز حنجرة قائليه، اي بناء والعراق من اقصاه الى اقصاه لم يشهد انجاز مشروع واحد للحكومة المركزية او لحكومات المحافظات التي تديرها دولة القانون، فبغداد ومحافظها من افسد المسئولين في الدولة العراقية ولم ينفذ طيلة اربع سنوات اي مشروع يتناسب مع ميزانية المحافظة الكبيرة، وكذا البصرة وكربلاء المقدسة والديوانية، اذن الشعار ضربة اخرى من الضربات الموجعة المتتالية التي توجهها دولة القانون للشعب العراقي ونظامه الجديد، وينبغي على الشعب ان يستحضر اساليب وطرق النظام السابق الذي اكتشف الناس كذب شعاراته، فنبذوه، فسامهم العذاب كي يسيطر على الحكم وحذاري ان تعاد التجربة...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك