سعيد البدري
تتعرض البلاد بين فينة واخرى الى هجمات ارهابية منسقة تريد طبعا تقويض الامن والاستقرار واعادة الامور الى حالة الفوضى فضلا عن اهدافها المعلنة باجبار العراقيين على قبول وضع جديد يكافا فيه الارهابيين بتسليطهم على رقاب ودماء هذا الشعب وهذا هو منطق من يقومون بذلك. الملفت للنظر ان اليد الخارجية اللاعبة في الساحة العراقية كانت ومازالت ملطخة بدماء هولاء الابرياء من مواطنين عزل لا يملكون من دهاء ومكر السياسة شيئا وليس عندهم من يرد عنهم خطر هذا التدخل فقد اتثبت طبيعة التفجيرات الارهابية التي استهدفت الاحياء الفقيرة والمناطق المكتظة بالسكان من لون معين وهم الشيعة ان هذا العمل له من يدعمه من دول وحكومات امتهنت القتل عبر تنظيمها ودعمها لجماعات الجريمة وتبنيها بشكل واضح عبر وسائل اعلامها لخطاب قتل العراقيين ومن المأسوف له هو ذلك الصمت الدولي الذي استمر على طول الخط منذ تسلط نظام صدام وقتله للشعب حتى يومنا هذا بتغاضيه عن دور قطري وتركي وسعودي يصب النار على الزيت في بلادنا بالتحالف مع امتدادات ذلك النظام واذنابه وجلهم من القتلة الذين وجدوا في مدارس التطرف والجريمة ملاذهم للتعبير عن حقدهم على هذا الشعب الذي رفضهم وهم اليوم يريدون العودة من شباك طائفي ضيق بعد ان لعنوا وطردوا من باب الوطن الواسع وهذا هو الحال مع شديد الاسف بينما يقف المجتمع الدولي يمارس صمته ويلعب دور المتفرج وهو ايضا دور تمارسه القوى السياسية المنشغلة بمصالحها وتقاطعاتها فتمثل دور البطل الحامي المدافع عن حمى المكون فاين كنا واين اصبحنا ولماذا ندفع ضريبة مؤلمة بهذا الشكل وتستباح دمائنا وكرامتنا بكل وقاحة فهل من مجيب ولماذا يمارسون بحقنا كل ذلك ؟؟ وهل ان المجتمع الدولي جبان لهذه الدرجة ومتواطىء حتى النخاع مع من يقتلوننا ؟؟ الجواب نعم وبمرارة فاوباما وادراته وحلفائه يغضون الطرف عن اموال الخليج المتدفقة للعراق اسلحة واجهزة اتصالات حديثة تستخدم للقتل والدمار وعناصر مدربة في ليبيا وتونس والاردن وتركيا ومصر وحتى لبنان والكل يعرف ذلك الا هذا الشعب المسكين الذي يراد اشغاله بازمة هنا وتقاطع هناك بناءا على توصية يقال انها غربية اسرائيلية لرسم خارطة جديدة للمنطقة وليبقى هذا الشعب داخل حدود قفص طلاب السلطة ولان الشعب هم البسطاء ممن لا اجندة لهم غير العيش بسلام وممارسة حياتهم بشكل طبيعي بلا فروض واكراه واملاءات انها الحقيقة فلماذا الانكار والمتابع يمكنه ان يرى بوضوح لماذا انحازت دول الجرب العربية لمن يمثلونها عندنا وصورت معهم لمكون اخر سني في بلادنا انه مستهدف وان الدين والشرع يبيح له القتل وقد وعووا هذه الدعاية بعد ان حل بهم الويل في مرحلة مبكرة فثاروا وقاتلوا القاعدة واوباشها فعادت هذه الدول من جديد تدعمها ماكنة فتاوى وتعاطف طائفي وعاد من كان منبوذا ليقول من جديد انا ساخلصكم وكونوا الحاضنة لي نعم هكذا هو الحال انسحبت السعودية نسبيا من الساحة العراقية كلاعب ومصدر اساس للشر ومع موجة التظاهرات العربية وانظمتها البديلة برزت وتجبرت قطر وتحالفت مع تركيا علنا والكيان المسخ اسرائيل بشكل اوثق وشكلت اموالها وخطابها ومن اشترتهم من ساسة العراق وقودا لتظاهرات تعدت كل الخطوط في الانبار وغيرها ورفعت شعارات العودة للسلطة واسقاط الصفويين وفتح بغداد وشعارات انتقامية اسهمت ودفعت بمن يسمون انفسهم جبهة النصرة والقاعدة لممارسة القتل بهذه الصورة التي نراها مع انني اشك دائما بعداء هذه التنظيمات لدول وحكومات الخليج وامريكا واسرائيل واعتقد جازما ان هذه الانظمة مجتمعة هي من تحركها وتدلها وتسهل لها كل ما تقوم به لفرض واقع ضاغط على الشعب العراقي يمنعه من ممارسة دوره والانطلاق باتجاه نيل حقوقه ومنها استخدام اراضيه وابنائه لشن هجمات واعتداءات باتجاهات اخرى لانريد تسميتها لكنها مفهومة وواضحة رغم انها لاتعني العراقي المنكوب المستباح دمه الذي بات يرى الاوضاع تنحدر باتجاه هاوية سحيقة بفعل هذا السلوك فمن ينقذ العراقي ومن يوقف مسلسل الهجمات التي تستهدف وجوده ومؤسساته الامنية والسياسية تقف شبه عاجزة رغم ان التقصير لا تمثله المؤسسات بذاتها ولا الطبقات والحلقات الاضعف التي تؤمر فتطيع وتنفذ بل ان راس الهرم فيها هم المسؤول الاول عن كل تقصير وخرق يستهدف حياة ووجود الفرد العراقي الامن البريء هذا جزء مما نتعرض له فبغداد العزيزة التي تبكي ابنائها وحماتها ليست بغداد القتلة والمأجورين وستبقى كذلك لانهم يدفعون الضرائب بلا ذنب اقترفوه والمطلوب هو ان يستفيق الحالمون ويسارعوا لاتخاذ اجراءات توقف حمام الدم وقد يقول قائل ما هي هذه الاجراءات وهنا اقول ان اهل السياسة وقادة الامن اعرف بها واهل القانون الحاذقين ومن يفسرون القرارات والقوانين يعرفون كيف يكون المخرج المناسب والاجراء الدقيق لمنع دول من التدخل في شؤون دول اخرى سيما اذا كانت التدخلات بهذا الحجم السافر كما ان على القوى السياسية ان تكون اكثر جدية في تعاملها مع مصير شعبها وامنه واستقراره في منع امتداد نشاطات المتطرفين من بلدان اخرى الى العراق ولابأس ان نقول للمجتمع الدولي تبا لك على هذا الصمت المخزي ازاء شعبنا الصابر المظلوم وان اجبر العراقيون على انهاء مرحلة الصبر فلن يكون لكل ذلك معنى ولن يبقى لكم وللقتلة غطاء يعصمهم من غضب شعبنا التواق لانزال القصاص العادل بهم عاجلا او اجلا ازاء كل ماقاموا وتقومون به لقمعنا وقتلنا واسكات صوتنا .
https://telegram.me/buratha