المقالات

لماذا يـبـتـسـم بعض الارهابيين بعد مقتلهم

3054 19:31:00 2013-03-20

علاء التريج حقوقي ومستشار نفساني

من الشبهات التي يرتكز عليها اصحاب الضلال و الحركات المشبوهة و المنحرفة هي ظواهر الاشياء والتشبث بمواضيع تخدم مقاصدهم الخبيثة من اجل الوصول الى اهدافهم, فهم الوصوليون والوسائل كانت مشروعة او غير مشروعة ذلك ليس بالمهم و الاهم هو الوصول الى الهدف, وكل عمل من هذا القبيل يحتاج الى وقود, و وقود تلك الحركات المنحرفة بعض المغرر بهم من السذج و الجهلة من الناس. من القضايا التي تعكز عليها خوارج العصر و بعض اغصان الشجرة الملعونة في القران هي نشر صور و تسجيلات مصورة لبعض اتباع الحركة الوهابية وهم يبتسمون بعد مقتلهم من اجل تجنيد المزيد من الذين لا يفقهون من الدين الا لمم, ويعتبرون ان تلك الابتسامة هي دليل على حسن العاقبة و انه وقع في احضان الحور العين وبذلك يجندون المزيد ممن لا عقل لهم. سنناقش الموضوع من جوانب عديدة لنبين حقيقة الامر.لم يختلف علماء المسلمين شيعة وسنة على سكرات الموت و هول تلك اللحظة, قال تعالى : ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ) سورة ق : 19. والمراد بسكرة الموت : الكرب الذي يتغشّى المحتضر عند الموت من هول المطلع ، وهي غصص الموت ، وغمرات الآلام ، ونقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أدنى جَبَذات الموت بمنزلة مائة ضربةٍ بالسيف » كنز العمال / المتقي الهندي 15 : 569/42208. وفي باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين ( صحيح مسلم )-2658- عن أبي هريرة أنه كان يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء), ان هذا الحديث يدل بشكل قطعي على ان جميع الاطفال هم من اهل اللجنة باعتبارهم يولدون على الفطرة وهي الاسلام, وبما ان الطفل غير مكلف شرعا فهو من المفترض ان تكون صفحته بيضاء, فلماذا نجد الاطفال عند موتهم لا يبتسمون؟! بل وجدنا بعض اطفال المسلمين في فلسطين بعد مقتلهم وعلى وجوههم حالة من الفزع و الهلع..اذن كيف يمكننا ان نفسر الابتسام عند بعض القتلى من اتباع الحركة الوهابية, وماذا عن البعض الاخر وهم الاغلبية من قتلاهم الذين لا يختلفون عن اي قتيل اخر مسلم او مسيحي او يهودي او من لا دين له؟ هل هم من اصحاب سوء الخاتمة؟ من الناحية الطبية: التشنج الجثي (التقلص الموتي) وهذا التشنج لا يحدث الا في حالات الموت السريع العنيف المصحوب باضطراب عصبي شديد, كما في الانتحار والغرق والحروب. ويتجلى باستمرار انقباض العضلات المتقلصة وفقد الحياة دون أن يظهر عليها أي ارتخاء أولي عند الموت. فهو بذلك استمرار لحالة التقلص التي كانت وقت الحياة فتبقى الجثة قابضة في يدها على السلاح المستعمل في الانتحار مثلا, أو على جزء من ملابس الجاني في حالات القتل, أو على بعض الحشائش المائية في حالات الغرق . في كل هذه الحالات تؤخذ هذه العلامة كدليل هام على كيفية الموت. وبذلك يمكن القول ان تقلص عضلات الوجه التي تؤدي الى الابتسامة قد تكون الحالة التي كان عليها القتيل قبل مقتله, والتيبس الموتى (الصمل الموتى- التيبس الرمى - الصمل الرمى) هو تصلب في العضلات الارادية و اللاإرادية بعد الموت بفترة وجيزة. وهو يبدا تدريجيا في العضلات الصغيرة حول الفك السفلي والرقبة ثم في عضلات الوجه وجفون العين,من الناحية الواقعية قد ثبت ان هذه الظاهرة لا تقتصر على دين او ملة معينة, فقد شاهدنا الكثير من المسلمين بمختلف طوائفهم يبتسمون عند موتهم, بل الامر تعدى ذلك ان هناك من اصحاب الكتاب ممن مات وهو مبتسم, وكذلك بعض الملحدين الذين لا دين لهم, فقد اثار بعض الذين قاتلوا في افغانستان و الشيشان انهم وجدوا بعض جنود الاتحاد السوفيتي السابق بعد مقتلهم وهم مبتسمون مما اثار استفسارات كثيرة لدى شيوخ الوهابية التي لم ياتي احدا منهم بجواب مقنع.تابعت الكثير من التسجيلات المصورة لهذه الجماعات فوجدتهم يمسحون على وجه المحتضر قبل وفاته بدقائق وبشكل مستمر وهذا قد يتطابق مع المقولة الطبية السابقة ( استمرار انقباض العضلات المتقلصة وفقد الحياة دون أن يظهر عليها أي أرتخاء أولي عند الموت ) مما يجعل حالة الابتسامة ظاهرة على وجه القتيل. يتبين لنا مما تقدم لا يوجد جواب واحد لهذه الظاهرة الشاذة التي يركز عليها الاعلام التكفيري وبعض الفضائيات التي تساندها من خلال تراكم هذه الصور في ذهن المتابع وبالتالي تثبيت ان هذه الجماعة على الحق ومن يقتل في هذا الطريق فهو من اهل الجنة كي يسارع الاخرين من اللحاق بهم, انهم قطعوا شوطا كبيرا في هذا المجال وحققوا نتائج مذهلة على المستوى التعبوي والاقتصادي والاعلامي, لكنهم اصبحوا مطية للساسة وامراء الحرب والمخابرات الدولية... في عقيدتي لا يوجد سؤال ولا شبهة الا وقد اجاب عليها اهل البيت عليهم السلام, لكن قبل ان اذهب الى جواب المعصوم (ع ) سناتي بما هو في كتبهم و ذلك على قاعدة ( من فمك ادينك ), المباركفوري في تحفة الأحوذي: لما رأيت شدة وفاته صلى الله عليه وسلم علمت أن ذلك ليس من المنذرات الدالة على سوء عاقبة المتوفى وأن هون الموت وسهولته ليس من المكرمات.. وقال الحافظ: وفي الحديث أن شدة الموت لا تدل على نقص في المرتبة؛ بل هي للمؤمن إما زيادة في حسناته، وإما تكفير لسيئاته.اما الجواب الناجع الذي يزيل كل تلك الشبهات ويجيب على كل تلك التساؤلات فهو قول الامام الصادق عليه السلام حيث طرح عليه هذا الاشكال وهو كالتالي (ما بالنا نرى كافراً يسهل عليه النزع ، فينطفئ وهو يتحدث ويضحك ويتكلم ، وفي المؤمنين من يكون أيضاً كذلك ، وفي المؤمنين والكافرين من يقاسي عند سكرات الموت هذه الشدائد ؟ فقال عليه السلام : « ما كان من راحةٍ للمؤمن هناك فهو عاجل ثوابه ، وما كان من شدّة فهو تمحيصه من ذنوبه ، ليرد الآخرة نقياً نظيفاً ، مستحقاً لثواب الأبد ، لا مانع له دونه ، وما كان من سهولة هناك على الكافر فليوفي أجر حسناته في الدنيا ، ليرد الآخرة وليس له إلاّ ما يوجب عليه العذاب ، وما كان من شدّةٍ على الكافر هناك فهو ابتداء عذاب الله له بعد نفاد حسناته ، ذلك بأنّ الله عدلٌ لا يجور ». (معاني الأخبار / الصدوق : 287/1 ، علل الشرائع / الصدوق 1 : 298 ـ باب (235) / ح2 ، العقائد / الصدوق : 54.)قد يكون بعض الصور تفبرك و قد يكون بعضها حقيقي لان هؤلاء قد اراقوا دماء المسلمين وعاثوا في الارض فسادا فهل لهم غير جهنم مسكنا, وان الابتسامة عند الموت انما هي نفاذ للحسنات, ذلك بأن الله عدل لا يجور.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك