المقالات

مقابرنا لا تزال جماعية

437 22:16:00 2013-03-20

واثق الجابري

.حينما يسمع الانسان بالمقابر الجماعية يصاب بالحيرة والتوتر والقلق , ويكتشف من تجرد من الانسانية والقيم , والى اي حد تصل الوحشية والهمجية والأنانية , هياكل عظمية تداخلت ونسجت من القصص والأثار التي تدل على شجاعتها وسعيها لكرامتها وتكشف قناع بطش الجلاد وانحطاط اخلاقه , حينما تجد لعب الاطفال في ايديهم ورضاعاتهم في افواههم ونساء بحليّها البسيطة , رجال ونساء بعضهم من أعصبت عيناه لكي لا يرى من غدره او سدّ فاه خوفاّ من كلمة الحق في داخله , او قيدت يداه كي لا ترفع بالدعاء , لكنها ارواح عانقت السماء وصرخة كبرى هزّت اركان الأرض وأصبحت كابوس يطارد الطواغيت , كلما حاولوا ان يخفوا حقيقة جرائمهم وغيروا معالم الأرض الاّ ان الحقيقة لابد ان تظهر وشعب نطق كلمته من تحت الارض , والتاريخ لا يمكن ان يسكت عن جرائم مرفوضة شرعاّ وقانوناّ واخلاقاّ , وما من انسان يحمل ذرة من الدين والاخلاق والانسانية ان يقبل بأن يقتل الناس بالجملة وأحياء يدفنون , المقابر الجماعية ابشع الجرائم بحق الانسان , صور تحمل وحشية ما ارتكب بحق الشعوب في العصر الحديث بأساليب تجاوزت افعال الوحوش , ضحايا يكبلون ويجلسون القرفصاء واطفال بألعابهم , كارثة كبرى من فكر ابتعد عن الانسانية والأدمية , امتهن شعب واراد له الاهانة بدوافع عنصرية طائفية , ومصالح حكومات مادية , وصمت عالمي ومحلي عن عوائل المراجع والعلماء والأبرياء و حلبجة والانفال والشعبانية والأهوار , واستمرت لتسيل الى اليوم انهار الدماء ممتدة من ذلك الفكرالسادي , مقابر الامس اكثر من مليون جلهم من الوسط والجنوب وفي الجبال واليوم يدفعون ثمن السياسات الخاطئة والاحقاد والعنصرية والتسابق على منابع المال , حقائق مروعة وجرائم توالت على شعب سرقت خيراته من تحت قدمية وتقاتل السراق في بيته حتى ترك هياكل مجهولة تناثرت واشلاء الطفولة تطايرت بلا عناوين ولا هويات , لأسباب وبدون اسباب , لا ذنب لهم سوى انهم عراقيون يريدون العيش بسلام يفترشون تراب وطنهم ويتنفسون هوائه ويشربون ماء نهريه , فلم يفرق الظلم بين النساء والرجال والشيوخ والاطفال , حتى ان الموت اصبح مجاني يطرق الابواب في اي لحظة , لم تتوقف المقابر الجماعية عند العراقيين ولم تقف اطماع النفوس المنحلة الاخلاق عند سرقة خيراته ولم يقبلوا بفقره وحرمانه في وطنه , انما جعلوه وطن لقوافل الشهداء كل يوم ترحل بدون ذنب مغادرة الى الخلد وكأن وطنها سليب بيد قطاع الطرق , وكان حقوق الانسان فيه مقلوبة فيعطى للجلادين والمجرمين ويترك المحرومين غرباء في وطنهم مشردين يطاردهم الموت في اي مكان وزمان ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك