المقالات

عراق يسبح بالدماء هكذا يريدونه

375 07:03:00 2013-03-21

خضير العواد

تفجيرات يوم الثلاثاء الدامي التي جعلت بغداد تسبح بالدماء وتتعالى بها أصوات الأهات وصراخ المنكوبين بهذه الفاجعة التي هزت ضمير الإنسانية ، هذه التفجيرات وكما سبقها من جرائم على مر التاريخ الإسلامي تعطي صورة واضحة مع من تتعامل ومع من تعيش ، فهذه الجريمة لم تكن الأولى أو الأقسى بل فجع الموالين لأهل البيت ( عليهم السلام) بأقسى وأشد منها على مر تاريخهم المرير مع هذه المجاميع التكفيرية التي لا تقبل الأخر بل تريد من الجميع أن يعيشوا عبيداً تحت سلطانها وعصاها ، فتجربتنا مع الأخرين لم تكن وليدة لحظة أو نتاج أيام بل تمر في عمق التاريخ الذي يمتد لمئات السنين ، لهذا فكل فريق عنده خبرة كاملة مع من يتعامل ومع من يشارك في هذا الوطن ، فشطب تجربة بهذا العمق تكون من السذاجة بل الإنتحار لهذا يجب أن نستعين بدقائق تلك الأيام وما جرى فيها لأن الأيام تتقلب وتعود نفسها مع بعض التغيرات التي قد تطرأ بسبب تغير الظروف ، وأهم ظرف قد تغير هو وصول الأغلبية الشيعية الى الحكم بعد معانات لأكثر من 1430 سنة ، وقد وصلت هذه الأغلبية الى قمة الهرم الحكومي عن طريق صناديق الإقتراع التي أفرزت فوز الأغلبية المضطهدة بالإنتخابات ومن ثم تكوين الحكومة ، ولكن رفض المقابل للواقع بسبب تعوده على قيادة العراق قد أربك الساحة بل جعلها تغوص في إزمات حقيقية وهناك عوامل ساعدة على أستمرار هذه الإزمات كالمصلحة الكردية من وجود هذه الإزمات لكي تعيش بغداد في حالة غير مستقرة ومن ثم يمكن الضغط عليها وأبتزازها بالشكل الذي يريده الكرد وبالفعل تم لهم ذلك ، وكذلك المحيط العربي الرافض لوجود الأغلبية الشيعية على قمة الهرم في العراق ، بالإضافة الى عدم تفاهم أو إتفاق التنظيمات الشيعية نفسها مما جعلها جميعاً ضعيفة وغير قادرة على قيادة المرحلة ، وحتى الطريقة التي سلكتها الأغلبية الشيعية في الحكم غير واقعية ولم تستفد من التجارب المختلفة التي أختزنها التاريخ لنا إن كان من تاريخنا أو تاريخ الدول الإستعمارية وكيفية تعامل الحكومات مع أبناء شعبها أو الشعوب الأخرى ، بل سلك طريق المرونة المفرطة التي لم يتعود عليها أصحاب الحكم سابقاً مما جعلهم يأمنون محاسبة القانون بل أصبحوا جراء هذه المرونة فوق القانون ، وقد ظهر ذلك من خلال الخطابات والشعارات والأهازيج والشخصيات المشاركة في المظاهرات المستمرة لأكثر من شهرين بل تشيعيهم لجثث الإرهابين الذين طبق عليهم القصاص العادل بسبب قتلهم وذبحهم لأبناء العراق العزل ، علماً جميع المشاركين في العملية السياسية والغير مشتركين فيها من الأقلية السنية لم نسمعهم ينتقدون النظام الدكتاتوري السابق بل على العكس أغلبهم يمتدحه ويتأسف على سقوطه ، لهذا يجب أن تسلك الحكومة العراقية طريق القانون في أستتباب الأمن وليس هناك وسيلة غير القانون في السيطرة على الأوضاع ، لأن المقابل لا يقبل بالأمر الواقع بل يرفضه ويقاتل من أجل تغيره وما تفجيرات الثلاثاء إلا أبسط مثال على هذا الرفض ، أما ما يطرح من أسباب أو علل لهذا الوضع كتغير رئيس الحكومة أو العفو العام وغيرها من مطالب المتظاهرين الذين يرفعون كل شيء يرفض العملية السياسية ، فجميعها أسباب واهية ومن السذاجة الأخذ بها أو التفكر في تحقيق ما يخالف الدستور منها ، وحتى مسألة رئاسة الوزراء ما هي إلأ سبب واهي يراد منه تدمير العملية السياسية ، فهل تغير المالكي سيجعلهم يدعمون العملية السياسية أو يقبلون بحكم الأغلبية ؟؟؟؟ هذا من الغباء السياسي القبول به أو مناقشته ، لأن المراد ليس المالكي كشخص بل المالكي كأغلبية أي المطلوب الشيعة لا تسيطر على رئاسة الوزراء وهذا كل مبتغاهم وغايتهم ، أما من يفجر ومن يقتل ومن يسلب الأمن من عيون الناس يقال أنهم البعثية أوالقاعدة ؟؟؟؟ من البعثية ؟؟؟ ومن القاعدة ؟؟؟؟؟ أليس هم ، وهم الذين يصرحون بهذا ، أليس خطيبهم في الرمادي يقول نحن تنظيم القاعدة ونقطع الرؤوس والمتظاهرون يهتفون معه ويرقصون وغيرها من الأدلة التي تثبت قاعديتهم وبعثيتهم ، ولكن التجربة التي عاشتها جميع فئات الشعب العراقي لعشرات السنين تثبت وصول الأقلية للحكم من جديد سوف تتضرر جميع الفئات وخصوصاً الشيعة والكرد منها ، الكرد الذين تنعموا وعاشوا حياة مثالية منذ التغير الكبير عام 2003 أكثر من الشيعة الذين عاشوا بالتفجير والتقتيل وعدم الأمان وقلة الخدمات بشكل عام على النقيض من الكرد ، لهذا يجب أن يتعاون الجميع بدون أستثناء من أجل حياة أفضل لأنهم يريدون العراق يسبح بالدماء إذا ما وصلوا للحكم أو لم يصلوا فألأمر عندهم سيان لأنهم أعتادوا على لون الدماء الأحمر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك