عبدالله الجيزاني
بنو ادم في كل ارجاء المعمورة، وعلى مر الازمان، يقدموا افضل واجمل واعز وأغلى ماتحويهم ارضهم ليفاخروا الاخرين،فمنهم من يفخر بطبيعة خلابة على ارضة، ومنهم من يتفاخر بنوع من الزرع، وفيهم من يفخر بمعركة خاضها قومه، وكذا هناك من يتفاخر بشخصية لها اثر في حياة امة او شعب او حتى اسرة او عائلة او فرد، والمكان الذي يحوي سبب التفاخر يكون محط اهتمام كل ابناء تلك الارض امة او شعب وحتى افراد، لكونه سبب لتميزهم على الاخرين، وهو المكان الذي يدعون الاغراب من ضيوف وسواهم لزيارته.
نحن في العراق لدينا ما تفتقده اكثر شعوب الارض إلا وهي اضرحة خير خلق الله على الارض بعد رسول الله، ففي النجف الاشرف يشمخ ضريح وصي رسول الله واخية، وتحوي ارض الغري اطهر الاجساد للأنبياء والأولياء والصالحين، وكربلاء المقدسة ارض الحسين الشهيد الذي شهدت مصرع ال بيت النبوة، وسبي حرائرهم، وتشرفت بأن تضم تلكم الاجساد الطاهرة، فغدت النجف الاشرف وكربلاء المقدسة مهوى لقلوب المسلمين من كل ارجاء الارض، وفي ارضهما الخيرات الكثيرة من ارض زراعية صالحة لكل انواع الزرع وتحوي ارضهما المعادن والفوسفات، وفيهما الانسان المبدع والمنتج.
ورغم كل هذا تجد ان نجف الامير وكربلاء الحسين يطأطئن رؤوسهن خجلا من ضيفوهما، فلا اعمار يليق بهما وبمكانتهما ويناسبان الخيرات في ارضهم، ولا بنى تحتية تؤهلهما لاستقبال الملايين شهريا وسنويا من الزوار من كل انحاء المعمورة، في الوقت الذي يفترض ان يكونا اولا في عرف الحكومة المركزية والمحلية، نلحظ ان ادارة العتبتين المقدستين في كربلاء المقدسة يعملان اضعاف عمل الحكومة المركزية والمحلية رغم ضعف الامكانات، وضغط الاعداد المليونية التي تقصد المدينة شهريا وبشكل يومي في المناسبات، وحيث نقف على عتبة الانتخابات المحلية التي تختص بتقديم الخدمات، نعتقد ان وفاء اهل النجف الاشرف لامير المؤمنين ووفاء اهل كربلاء لسيد الشهداء يوجب عليهما ان يضعوا محافظاتهم اولا عند الاختيار، ويختاروا القادر النزيه الكفوء ممن يعي عظم مسئولية من يتولى الخدمة في مثل هاتين المحافظتين، ويشعر بالخجل من الاجساد الطاهرة التي تغفوا في ارضهما عندما يفكر بذاته ومصلحته، ويقصر بحق المهمة التي اختير لاجلها، وهنا لانطالب اهالي المحافظتين بجمع الاموال او التطوع للمساهمة للاعمار واعادة البناء، بل عليهم ان يضعوا العواطف والشعارات والانتماءات الجانبية، ويرفعوا شعار محافظاتهم اولا، ويحسنوا اختيار المرشح القادر على ان يتبوأ موقع الخدمة في محافظات مقدسة ليس لدى اهلها فحسب بل في كل ارجاء الارض، انها مسئولية كبيرة ان تختار من يخدم في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة، لكن الاكيد ان سكان هاتين المحافظتين، اكثر وعي وإدراك من الاخرين لسبب بسيط هو الثراء الثقافي لهم لوجود الحوزات العلمية من جانب والاحتكاك مع الزائرين من كل انحاء العالم، وهذا يمنحهم معرفة وإدراك اكثر من الاخرين من ابناء الوطن، لذا ندعوا ونكرر الدعوة لتكن النجف اولا وكربلاء اولا، ومن ثم الانتماءات الاخرى، وليكن الاختيار للمرشح الافضل في القائمة الافضل هاجس ابناء هاتين المحافظتين....
https://telegram.me/buratha