الحاج هادي العكيلي
بعد أن قاد جلاوزة البعث على مدى أربعة عقود من القتل في العراق بتوقيتات يعرفها العراقيون وبتفاصيل رسمتها تلك العقول العفنة أختارت أدواتها بعناية ، لم يعد غربياً أن يستدل العراقي على قاتل أبيه أو أي من معارفه ، بعد أن تكشفت دهاليز حفظ الوثائق وأصبح بالامكان أماطة اللثام عن المحضورات في جعب المؤسسات الامنية والحزبية البعثية السوداء التي كانت تختار القتلة وتعمل على تصفيتهم بأساليب أرهابية قذرة كقذارتهم دون أن يعرف ذويهم مصير أبائهم وأبناهم أرادت أن تكون نتائجه قتلاً يوفر لها البقاء في السلطة . وبعد عقد من الفوضى التي لعبها السياسيون لمصالحهم الخاصة يعود القتل برنامجاً أساسياً في أجنداتهم كلما أختلفوا على تقسيمات المناصب وريعها في سيناريوهات مخزية لا يخجلوا من فضحها التي أزكمت الانوف .ولكننا ياسادة تعرضنا للقتل الممنهج والمعلن منذ سقوط النظام البعثي الكافر بعد أن كان القتل في دهاليز المؤسسات الامنية الصدامية بطريقة مخفية ،فهو ديدن النظام البعثي الدكتاتوري .فمن قُتلَ بتفجير الى من قتل بكاتم أو من خطف ولم نعرف عنه شيئاً ، كل هولاء وغيرهم ممن تعرضوا ولازالوا يتعرضون لاشكال القسوة والقتل التي أصبح العراق ساحة لها (( خَطاهم وخطايهم برقابكم )) لانهم من أوصلوكم الى الكراسي . وفي كثير من الاحيان لا أحد في العراق يعرف الكيفية التي يمكن أن يموت بها أو يقتل فثمة فرق بين أن تموت بواسطة عملية تفجير بسيارة مفخخة أو عبوة ناسفة تستهدف سوقاً أو مؤسسة حكومية أو غيرها ، وأن تقتل بطريقة الاستهداف الشخصي وهذه العملية متعددة الاشكال والصيغ والانواع ، فكما للقتل رقعته الجغرافية التي تمتد من هذه المنطقة دون تلك ، فأن كثيراً ما تجري عمليات الاغتيال طبقاً لمواسم معينة يختارها القاتل بكل براعة واحياناً بثقة متناهية بالنفس لاختيار ضحاياه . وفي كل يوم تطالعنا وجوه تتباكى على العراق دون أن تفعل شيئاً بصد الارهاب ، فأذا كان القتل في زمان البعث مبرراً، فكيف تبررون القتل بهذا الزمان ؟!! فقد تجاوزت معدلاته وأساليبه ما كان متعارف عليه في عهد زمن القتل المخفي ، وفي كل تفاصليه مرفوض ومستهجن لانه يعيدنا الى زمن القتلة البعثيين ، لقد أن الاوان ان يقف جميع ابناء الشعب العراقي صف واحد من أجل وقف القتل المستمر للعراقيين منذ سنوات والذي لم يحقق أي نتائج للشعب العراقي الا الدمار والعودة بالعراق الى العصور الجاهلية بعد ان كان مصدر التاريخ والحضارة . هل ننتظر شجاعة من القادة الامنين والسياسيين يفصحون بها عن العلة ، قبل أن ننحر حلمنا لانكم العلة .
https://telegram.me/buratha