سامي جواد كاظم
طفل يلعب ويلهو بجنب شجرة التفاح وتارة يتسلقها ليقطف من ثمارها اللذيذة وياكل وتارة يلف ويدور حولها ويلعب باغصانها، وكانت الشجرة دائما تداعبه باغصانها فكان يقضي نهاره معها دائما ويوميا ، ومرت الايام وكبر الطفل ودخل المدارس وبدا يقضي نصف نهاره مع شجرة التفاح فكانت تشتاق اليه كثيرا وتنظر اليه كلما فارقها متاملة عودته سريعا .كبر الطفل وتخرج من الكلية ولكنه لم يحصل على وظيفة فجلس تحت ظل الشجرة يشكو لها حاله فاقترحت عليه ان يقطف كل ثمارها ويبيعه في السوق ويتاجر بالمبلغ الذي يحصل عليه ، فرح كثيرا بهذا الاقتراح وبالفعل قطف كل ثمار الشجرة وباعه في السوق وربح في التجارة، زيارته الى شجرة التفاح بدات تقل وكانت الشجرة تتلهف لرؤيته .تزوج الشاب واصبح كل اسبوعين ياتي مرة ليتذكر طفولته عند شجرة التفاح وجاءها ذات مرة وهو مهموم فقالت له الشجرة مالي اراك مهموم ياصغيري قال لها انا لا املك دارا وليس لي نقود تكفي لشراء الدار فقالت له الشجرة قطع اغصاني واعملها كوخ فانها ستكون بيتا جميلا لك، فرح الشاب وبدا بتقطيع الاغصان واكمل بيته ، وشجرة التفاح سعيدة لسعادته ، الا انه انقطع عن زيارتها مرة اخرى ، وبعد شهور جاء اليها وفرحت الشجرة بعودته ولم تصدق انه جاء ليزورها فتجنبت عتابه كي لا تزعجه وبالرغم من ذلك فانها رات الهموم على وجهه فقالت له اراك حزين لماذا يا صغيري ؟ اجابها لقد خسرت في العمل ولا استطيع ان اعبر الى الجانب الاخر من النهر حيث هنالك فرص للعمل ، فقالت له الشجرة اقطع جذعي واعمله قاربا واعبر به النهر ، فلم يصدق هذا ولكنه فرح كثيرا وبالفعل قطع الجذع وعمله قارب وعبر النهر وانقطعت زياراته للشجرة مرة اخرى ، وبعد اكثر من سنتين عاد ليزور الشجرة وقد اثقله العمل ومتطلبات بيته فجلس الى جنب المتبقي من الشجرة وهو يريد ان يستراح فقالت له الشجرة لو تستفاد من جذوري فهي التي بقت لدي فلو تريحك فهي لك ....انتهت القصة تخيل ان الطفل هو انت والشجرة هي امك والادوار التي تمر بها مع امك هي نفس الادوار التي مر بها الطفل مع الشجرة ، فانك تقضي كل وقتك مع امك في طفولتك ومن ثم يقل الوقت عندما تدخل المدرسة وتبتعد اكثر عندما تكون لك زوجة وتبتعد اكثر عندما تشغلك الاعمال وكل هذا وتكون الام هي الملجا لرفع الهموم عنك مهما تقدم بك العمر .سؤل فنان عمره تجاوز التسعين قيل له متى شعرت بان عمرك كبير قال عندما توفيت امي وانا في سن الثمانين عندها شعرت باني كبير لاني في وجودها اشعر باني صغيرتحية للام التي لايمكن لاحدنا ان يرد ولو جزء يسير من حنانها وسهرها وتحملها على وقاحتنا ومرضنا ومشاكستنا .حقا صدق رسول الله (ص) عندما قال الجنة تحت اقدام الامهات ومن يفكر بان يترك امه ان استطاع ان يعطيها حق السكن في رحمها وحق حليبها الذي رضعه فليترك امه وهيهات له ذلك
https://telegram.me/buratha