المقالات

أم عباس..

499 00:59:00 2013-03-22

علي محمد الطائي

لقد عانت المرأة العراقية وما زالت تعاني كثيرا بفعل سياسة الحكومات المتعاقبة على بلاد الرافدين ' ومن جراء الحروب فكل أزمة من تلك الأزمات والحروب كانت بطبيعة الحال نتاج سياسة الحكومات التي تتعامل مع المراة ليس وفقا لمبدأ حقوق الأنسان ' ولكن وفقا لمبدأ الظروف السياسية التي جعلت من المرأة العراقية صفقة سياسية رخيصة حسب العوز السياسي ومقتضيات المرحلة الدعائية ' كما تذكر في المناسبات السياسية وفق لتكريم المرأة في الظاهر' ولكنها تمارس جميع سبل الأستغلال عليها ' ولو نظرنا الى تاريخ المرأة في العالم العربي وخاصة في العراق نجد أنها تعيش الترميل والتهميش والحرمان على جميع الصعد منذ عشرات السنين ' أذ لا يوجد في بلد من بلدان العالم يعيش فيه ملايين الأرامل كما هو الحال في بلد الرافدين ' فقد تم تهميش دور المرأة في المجتمع العراقي والتقليل من أهمية دور المرأة في بناء المجتمع والأنخراط في العمل السياسي والثقافي والأجتماعي ويعتقد البعض من ذوي النظرة الناقصة تجاه المرأة ' منهم من يجعل من الدين قيدعلى المرأة ويجعلها جليسة الدار والمطبخ مما جعل المرأة العراقية تتخلف عن ركب المرأة المتحضرة في الكثير من جوانب الحياة ' والمصيبة نحن ندعي أننا مسلمون وننتمي الى الأسلام ونمارس كل أنواع القبلية والهمجية والعادات والتقاليد السيئة على المرأة ' التي يتبرأ منها الأسلام والقرآن الكريم ' مع كل هذه التحديات والتهميش والأقصاء لدور المرأة العراقية ألا أن المرأة العراقية فرضت نفسها وبقوة في مجالات عدة وتخصصات شتى على الصعيد السياسي والأجتماعي والعلمي و الحرفي ' نتيجة أقبالها نحو التعليم والتثقيف وطموحاتها التي أهلتها أن تكون عنصر مهم ومؤثر في المجتمع العراقي ' وفي أحد زياراتي الى العراق مررت في محافظة بابل للتزود بالوقود لسيارتي وأذا بي أتفاجئ أن العامل الموجود لتزويد السيارات بالوقود هي المرأة الحديدية ( أم عباس ) التي ناهزت الستينات وهي تقوم بعملها بكل حرفيه ومهنيه ' أن هذا النموذج النسوي العراقي الذي يتسم بروح التضحية والأصرار رغم كل الصعوبات التي تمارس على المرأة منها القبلية ومنها العشائرية وتأثيرها على المحيط النسوي ومستقبل المرأة في العراق ' فهذه المرأة الكبيرة في السن ألقت بظلالها نهضة نسوية يشهد لها حجم التواجد الفعال والحيوي في القطاع الخدمي وتكريس دور المرأة العراقية في جميع مجالات الحياة ' فهي محرك يدور نحو الأرتفاع بواقع المرأة العراقية التي ظلت تدور في فلك التهميش والتغيب لعقود طويلة ' ألا أنها تحاول الآن أن تبرز ومن خلال جميع قنوات الحياة ليصل صداها لكل مكان في العالم رغم الأقصاء والتهميش الكبير الحاصل في العراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك