بسم الله الرحمن الرحيم
نشرت وكالة براثا الموقرة قبل فترة مقالا ً للشيخ الصغير( رعاه الله ) وهو الحلقة الاولى من سلسلة افكار بلا عواطف وعنونها سماحته بتسائل "هل لنا أن نرفع رؤوسنا لنفتخر؟" وكان بذلك قد توغل الى مكان ملغوم لا يحب الكثيرون الاقتراب اليه الا وهو التوقف مع الذات وتحديد احداثياتها الحقيقية لا الوهمية ومواجهتها وجها لوجه وبصراحة ابوية قسوتها رحمة وغايتها الاصلاح ولست هنا لمجاملة فالرجل يعمل بواجبه تجاه ابناء وطنه ولايفترش لهم الارض بسجادات حمراء لونها من دمائهم ولكن لطرقته على باب النفس العراقية خصوصية لدي وصدى ستتعرفون عليه اثناء تحملكم مشقة قراءة سطورتي متفضلين .
هممت بارسال المقال لمقربين ومن بينهم صديقة تدرس في جامعة الامام الخميني ( رحمه الله ) بزمالة دراسية من وزارة التعليم العراقية شملت مجموعة من طلاب الماجستير والدكتوراة من محافظات القطر المختلفة .
وبعد ايام ردت برسالة تسرد خلالها اخبارها وتوثقها بصور لرحلة قامت بها الجامعة والتي تشمل طلبة من كل دول العالم فالجامعة دولية وليست (طائفية !!) الى متحف الدفاع المقدس في طهران ,كانت زميلتي مذهولة وذهولي كان اكبر لما سمعته عن مستوى التطور العلمي لهذا المتحف الذي يحكي قصة الحرب العراقية الايرانية والذين يتقاطعون معنا في التسمية فهم يسمونها حرب ضد نظام البعث الكافر .
المتحف وبحسب الراوي من سبع اقسام ولنترك جانبا التطور العالي من شاشات لمسية كبيرة ومعمارية عالية في جميع التصاميم ومستوى لا يتوقع الزائر ان يتمتع به متحف حربي ولنتوجه الى ما جعل زميلتي تذكرني بتلك الرسالة .
تقول زميلتي اه يا بغداد كم شعرت بالخجل رغم ان المترجمين الذين يرافقونا وباكثر من لغة يؤكدوا دائما ان الحرب كانت مع نظام كافر ً وكانهم يصدون عن الجالية العراقية سهام نظرات الجاليات الاخرى المعاتبة وقبلها ملامة انفسنا كيف لم نتغلب على تلك الفئة القذرة التي لوثت سمعة العراق بجرائمها .
وتستطرد زميلتي قائلة لم يخطر ببالي شيء سوى جمل المقالة التي بعثتي فلقد شعرت بكل اشارة فيها وتمنيت ان اخبرهم عن ما فعلناه بعد رحيل النظام الكافر وكيف اننا زرعنا بدل الاشواك زهورا ً وصبغنا باللوان الزاهية كل شيء مظلم وكيف طوينا الصفحة السوداء وكيف اننا سحقنا من يظهرون في الافلام وهم يعذبون الاسرى غير انني لم اجد ما اقوله بل رددت نفسي بأن كل ما تتذكرونه وتعتبرونه ماضي لا زال يشكل عندنا حاضر بثوب اخر ! .
اهات تلو اهات تنفثها زميلتي وهي تخبرني بموجودات المتحف فمن بناء واقعي لمدينة خرم شهر وكيف يدخلها الزائر ويشاهد الدمار في شوارعها الى العبور على نهر جاسم في ارض متحركة تقرب الصورة الى الغرفة التي قدمها اليهم المرافق قائلا ً انها قاعة النهاية وتظهر فيها صور صدام من البداية وحتى وضع رقبته تحت حذاء الامريكي وصور الامام الخميني خلال تسع سنوات وصولا ليوم وفاته وتشيعه المهيب .
وتستمر صديقتي بالوصف حتى القاعة الاخيرة والتي يتلألأ فيها السقف بلون فضي غريب وتقول صديقتي اننا استفسرنا عن الارضية لماذا هي منحنية فاخبرهم انها أرواح الشهداء تصعد الى السماء وتقول بينما نحن نعتلي الارض اقتربنا شيئا فشيئا من السقف واذا بها قلائد الشهداء التي تحمل ارقامهم تم جمعها وجعلها سقفا ً في غاية الجمال وبينما العيون معلقة عليها اذا هم في اعلى المنحني وما ان ينزلوا حتى يجدوا صورة كبيرة فيها تمثيل لكف ابو الفضل العباس ع في اشارة الى ان الارواح احتضنتها كفاه وهنا تقول زميلتي لم يبقى احد لم يبكي ويتاثر لهذا المنظر حتى الصينيون والهنود فمعمار هذه القاعة راهن على اشعار الزائر بمعنى الشهادة .
حقيقة تأسفت كثيرا لماذا لا نخلد شهدائنا كما يفعلون لماذا لا نجمع الوثائق عن الانتفاضة الشعبانية وحلبجة ويعمل لها متحف كهذا السنا اولى بفضح البعث الكافر السنا اولى ان نبين مظلوميتنا السنا اهل الشهداء لماذا يثمن عندنا الشهداء بالمادة وغيرنا يثمنه ماديا ً ومعنويا ً وفعلا خلال زيارة الزائر الى الجمهورية الاسلامية يلاحظ اسماء الشوارع كلها للشهداء وبحسب منطقة سكناه فهنيئا لهم هذا التقديراما شوارعنا فلا اسماء ولا ارقام حتى !!اسفا ً على شهدائنا على مر العقود من الحروب الى الانتفاضات ووصولا الى شهداء الغدر الوهابي وخطوط التطرف .
نتمنى من ان تكلل دعوة السيد عمار الحكيم باليات تطبيقة تبين مظلومية الشهداء شهداء المقابر والجبهات واماكن العبادة والشوارع والوزارت والمساطر والحدائق وملاعب الكرة والجسور والانهار وووووو.
رحم الله شهدائنا الابرار واذاقنا الله طعم الشهادة في سبيل الله والعقيدة .
اختكم بغداد
https://telegram.me/buratha