. بهاء العراقي
من المؤسف ان نعيش حالة ردة الفعل في كل مرة يتعرض فيها بلدنا لهجمات الارهاب والارهابيين فيبرر البعض ويتباكى اخرون متمسكين بخطاب ندين ونستنكر وهو خطاب يمثله للاسف من يتسلمون زمام الامور ويقودون الملف الامني ممن يملئهم التخاذل ويتنصلون عن تحمل هذه المسؤولية وقت الازمة وان كان يرى الكثيرون ان من اهم مواصفات القائد والمسؤول الشجاع الاعتراف بالتقصير ان لم يبادر لترك الموقع حتى قبل الاعتراف بالفشل وهذا المغزى من ثقافة الاستقالة التي نؤكد ونصر على انها ينبغي ان تكون موجودة وقائمة ليحس الشعب ان الهم ليس المنصب بل هو الخدمة وعلى من لايستطيع تامينها فسح المجال لمن يستطيع ذلك هذا من جانب ,اما من جانب اخر تكلم به من تكلم وخاض فيه من خاض وجلهم من انصاف المتمنطقين عن تحميل المسؤولية للجميع من المتصدين وغير المتصدين من المسؤولين الذين لايفسحون مجالا ومن الناصحين بقولهم ان على المالكي والصدر والحكيم ان يتوحدوا ويحلوا مشاكلهم والكف عن مهاجمة بعضهم الاخر ولا اعلم ما دخل الحكيم في صراع الارادات وهو من قالها بملىء الفم انه ورفاقه خدم للشعب والمشروع وان كلف ذلك حياتهم ولا نعلم ايضا كيف نقصر انسانا كل سلوكه ومتبنياته الواضحة هي دعم حكومة لا تريد ان يقف انسان واحد في طريقها مع تقصيرها في عدد كبير من الملفات وان كان المالكي والصدر وغيرهم من وزراء العراقية والكردستاني وهذا الدعم يتمثل بابداء النصح وتقويم الاعوجاج ومكاشفة رموزها قبل الحديث والاعلان ان الطريق التي تسلكون لاتحقق المرجو ثم لماذا يقحم اسم الحكيم في كل معركة هو لايعتبر نفسه طرفا فيها مع اخرين يعتبرون منافسين او اعداء وطالما حدد ان العدو هم النظام البائد وازلامه وحلفائه من ارهابيي القاعدة ومن هم على شاكلتهم كما ان تشخيصه كما تثبت الوقائع لم يكن وليد اللحظة ولا ردة فعل لفعل اجرامي جرى قبل ايام واتذكر مثلا ان شخصا بخبرة النائب باقر جبر الزبيدي قد حذر من امتداد نشاط القاعدة ومن يدعمها خلف الحدود سيمتد مؤكدا بالدليل وجود مؤشرات لزج العراق في حرب القاعدة المعلنة في سوريا بعد ان غادرت فلولها العراق وانتظمت من جديد لتعود بهذا الشكل الذي رايناه مع وجود حاضنات وشخصيات تقدم الدعم في الداخل العراقي فهل اخذ برأيه ولماذا لم تتخذ المعالجات والتحوطات وانشغل فريق الحكومة التي لاترى اخطائها بافتعال واشعال الازمات فهل يكون الحكيم مخطئا بالحديث عن مثل هذا الهواجس وهو يضع مع احاديثه معالجات حقيقية لتلافي ما قد يكون ولماذا تخلط الاوراق وتحمل الامور اكثر مما تستحق ولماذا لايقال للمقصر مقصرا بالرغم من ذلك فهل نحن مع تعليق الصدر لعمل وزرائه في الحكومة الجواب قطعا لا فعلى من يتصدى للمسؤولية ان يقف وقت الشدائد ويختار الوقت المناسب لاعلان موقفه ان كان لديه موقف معين لا ان تصفى الحسابات في مثل هذه الاوقات الحرجة التي توحي بان الشركاء في حكومة بهذا الشكل يريدون لمن يصفونه بالمتفرد ان يتفرد اكثر وبمعنى ادق في وصفنا لموقفهم وتوقيته انه موقف ينم عن سلبية لانه بنظر اهل الاختصاص تهرب من المسؤولية .. ان السؤال الابرز الذي لابد من طرحه هو لماذا التمسك بنفس النهج وكيف يمكن لنا ان نعمل سويا تحت مظلة التحالف الوطني لتجنب تبعات الاخفاق وان كان التحالف بوصفه المظلة التي ينطلق منها الجميع فلماذا تحدث اصطفافات اخرى داخله تتحدث بلغة نعم انت على حق ولكن ؟!! وهذه ال ( لكن) المخجلة التي لم يتجنبها البعض واولهم المالكي هي من اوصلت لامور الى ما هي عليه ومن بعد القاء الحجة والحديث بالبرهان والرؤية السديدة ماذا ننتظر من الحكيم ليقوله لنا غير ان يطرح اسئلته التي عبر عنها في الملتقى الثقافي والتي لم تسمع ولم تجد اذانا صاغية بالرغم من تكرارها عشرات المرات في مناسبات عدة غير ان يضعها مرة اخرى امام المسؤول المتصدي والشعب ليجاب عنها بصراحة وان كان بعضها يطرح بشكل كبير من قبل الشارع العراقي الذي يدفع الثمن بكل توجهاته وان كان للاغلبية المستضعفة حصة الاسد من عمليات القتل والاستهداف. انها اسئلة لابد من ان يفهمها العقلاء واقولها بكل صراحة ووضوح (لا رأي لمن لايطاع ) ولماذا لايطاع او يؤخذ برأيه ويناقش ان كان صاحب رأي سديد ؟؟ كما انه لايتحمل مسؤولية الدم المستباح ظلما وان اراد الاخرون اشراكه في المسؤولية من دون اختيار, نعم هو من تحمل وسيبقى يتحمل مسؤولياته الوطنية و الاخلاقية والشرعية تجاه ابناء بلده وشعبه وسيمضي معهم الى فهم تام وصريح عن طبيعة ما يدور كما عودنا واسلافه الصالحين الذين اعتبروا الانسان قيمة والوطن وجودا والتصدي للمسؤولية تكليف لا تشريف واعتباريات فارغة توصلهم لغايات شخصية او ترفع من شأنهم بل ان الامر معكوس تماما فهم من يشرفون المواقع ويزهدون بل يرفضون تبوأها ان لم تكن لخدمة الانسان وزهدهم هذا بكل دقة جعلهم هدفا لحملات التسقيط و التهجم وانني على يقين ان من لا يرى حقيقة هولاء الرجال ممن هم على شاكلة السيد الحكيم فله ان يقول ما يشاء سيما وانها الحقيقة ناصعة لاتحتاج منا ان نخوض فيها كثيرا... ولمن تستهويهم عبارة محد يخليه يشتغل والرجل بوحده اقول يؤسفنا مثل هذا التعبير البائس لانه استخفاف بعقول الناس وضحك على الذقون فكيف يكون لوحده وعنده كل هذا العدد من المستشارين والقادة الامنين الفاشلين وغيرهم من نواب ومؤججي الازمات الذين يختبئون ويوقفون ابواقهم الدعائية واستعراضاتهم الاعلامية المنفرة بمجرد حدوث خطب هنا او خرق هناك (السياسة فن الممكن) فهل من الممكن ان توصلنا سياستكم لعمران الاوطان وتحقيق الامان وبناء الانسان هذا التحدي لمن يفهم السؤال والا فعليكم الصمت والبحث عن الحل بدل تحميل الاخرين مسؤولية كل هذا الفشل والتدهور!!.
https://telegram.me/buratha