محمد حسن الساعدي
علينا ان نتفق من البداية يجب قلع جذور الإرهــاب في العراق ، ولكن المشكلة أن الإرهاب اصبح أداة دولية وتجارة من القوى العالمية رائجة ، بالضبط مثلما أريد للعراق أن يكون (سوقا مفتوحة) لهذه التجارة الخبيثة ، لما يمتلكه من خيرات وما يتمتع به من موقع جغرافي مهم في المنطقة التي اصبحت هدفاً من قبل القوى الكبرى للسيطرة عليها الأمر الذي جعل منه منطقة صراع على النفوذ وأبعاد إسرائيل عن التوتر مع العرب ، وصنع جبهة داخلية فيما بين الاسلاميين انفسهم ( الاسلام المعتدل ، القاعدة) المنطقة التي يتحرك فيها الإرهاب بطرق وخطط مدروسة ينفذ فيها عمليات نوعية تخلو تماما من الرحمة في الاستهداف ولا تنتمي الى الإنسانية حيث القتل العشوائي للأبرياء ، واستهداف مناطق محددة دون اخرى باستهداف طائفي واضح ،وتقطيع أشلاء الأبرياء بدم بارد وكأن المستهدف من وراء ذلك الابرياء من الشعب العراقي ، وكل ذلك العمل الخبيث يتم تحت أسم (الجهاد) الذي لايمت بأي صلة الى اسلامنا المحمدي بأية صلة والذي يتحرك وفق أجندات اقليمية لإعادة المعادلة السابقة والظالمة وفقا للمصالح السياسية والمتسترة برداء الإسلام لتضليل السذج ، واستمرت الدول الاقليمية بأجنداتها الخبيثة تغذي حركة الإرهابيين بطرق مختلفة، بل هناك من سياسي العراقي أيضا وخاصة أولئك الطامحون الى إبقاء الدولة العراقية ضعيفة ومفككة أو المهيمنون على المواقع الحكومية الحساسة بطريقة المحاصصة بمعزل عن الكفاءة والمهنية مع أنهم اليوم الأعلى صوتا والأكثر صراخا في انتقادهم للفساد الإداري والأداء الحكومي في العراق.
أن الاختراقات المتكررة للمناطق من قبل الإرهاب لهو خير دليل على وجود حاضنة له داخل ما يسمى بـ (حكومة الشراكة الوطنية) تسعى هذه الحاضنة لإفشال العملية السياسي أو على الأقل ترسيخ الاعتقاد السائد بأن المشروع الوطني القائم في العراق هو (مشروع فاشل). فقد تعرّضت المنطقة الخضراء للعمليات الإرهابية مرات عدة رغم كثافة القوات الأمنية والطوق الأمني المحيط بالمنطقة وكذلك الوزارات العراقية ناهيك عن الأسواق الشعبية والمناطق الآهلة بالمدنيين العزل. وهنا نؤكد على ضرورة ان يأخذ الجانب الامني دوره في ملاحقة فلول الارهاب وحواضنه اينما كانت ، ما شاهدناه امس من انفجارات يعكس العجز الواضح للحكومة والأجهزة الامنية من جهة وقدرة الارهاب على التواجد والضرب النوعي في اي مكان وأي وقت يشاءون ، من الشجاعة ان تعت ف هذه الحكومة بعدم قدرتها على مسك زمام الامن والمحافظة على دماء الناس ، ومن الشجاعة عنما تقول الحكومة ورئيسها ، نعتذر من الشعب العراقي لأننا لم نحفظ دماءكم .
https://telegram.me/buratha