تحاول اطراف معروفة تكوين رأي عام ضد انتخابات مجالس المحافظات وتطلق دعوات لتأجيلها ، دعوات مباشرة وأخرى غير مباشرة ، تأجيلها في مناطق الأزمة له مبرر قابل للنقاش ، ولكن ما ذا تعني الدعوة الى تأجيلها وطنيا ؟ هناك 3 انواع من دعاة التأجيل ،
النوع الاول : الارهابيون الذين قطعوا اصابع الناخبين في الانتخابات الاولى انتقاما وهم يحلمون بعودة نظام البعث واسقاط التجربة في العراق ،
النوع الثاني : فريق يعتقد ان المركزية تخدم نفوذه ومستقبله السياسي ويجب ان يحارب اللامركزية التي تبلورها مجالس المحافظات .
النوع الثالث : الفريق الذي يمثل مرحلة سياسية سابقة ويعتقد انه فقد الكثير من لمعانه حاليا ويرى ان الانتخابات المقبلة تشكل بالنسبة له خريفا سياسيا متوقعا لا تريد بلوغ حقائقه المرة .
دعوات التأجيل تلقى ارتياحا في اوساط بعض مجالس المحافظات ممن يحب اعضاؤها البقاء في مقاعدهم اطول مدة ممكنة لكي تستمر امتيازاتهم المشروعة وغير المشروعة ، هذه الاطراف بالصدفة او بالاتفاق تنتج رؤية اعلامية تتفاعل في الشارع يوميا وتحرض الجمهور على اهمال وتمييع انتخابات مجالس المحافظات ، وهي رؤية تتناقض بوضوح مع تطلعات الشعب العراقي وحقوقه السياسية ، لذا يصبح واجبا اخلاقيا على الاعلاميين والمؤسسات الاعلامية الملتزمة مواجهة دعوات التأجيل وبيان الأهمية الاستراتيجية لأجراء انتخابات مجالس المحافظات في موعدها المحدد واقناع الناخبين بالمشاركة بها بقوة ، فالمواطن بتخليه عن حقه الانتخابي طوعا يضع نفسه على طريق تخريب النهج الديمقراطي وتمهيد السبل لعودة الاستبداد ، خاصة وان اسقاط شرعية اي انتخابات يتحقق بتدني نسبة المشاركة الى اقل من 30% ،
تعد انتخابات مجالس المحافظات ذات اهمية استثنائية لهذا البلد راهنا لاسباب اهمها :
1- انها خطوة جديدة لترسيخ النظام الديمقراطي .
2- اجراء مهم لتهدئة الازمة السياسية ونقل الاضواء باتجاه جديد وتحويل اهتمام الكتل السياسية الى موضوع اهم ، تهميش الازمات وتمييعها وتقليل ضغوطها .
3- تعد الانتخابات المحلية فرصة للتنافس المعياري القانوني بين القوى السياسية فمنها ما يتراجع ومنها ما يتقدم بناء على صناديق الاقتراع وهي الحكم الاعدل .
3- فرصة للجمهور كي يدفع الى المواقع التنفيذية الأكفأ والاكثر نزاهة ، ووسيلة لحماية مؤسسات الدولة الميدانية من الفاشلين .
5- فرصة لدعم وترسيخ الاسلوب اللامركزي في ادارة الدولة ، وتعد مجالس المحافظات وسيلة دستورية جيدة لتقوية هذا النهج والعراق بحاجة الى تنمية شاملة سريعة لا يمكن تنفيذها عبر النظام المركزي ، ولو كان الاطار الاخلاقي للمارسة السياسية في هذا البلد سليما لما ثار كل هذا الجدل حول هذه الانتخابات التي تعد من اهم الاستحقاقات الدستورية التي تمس مصالح المواطن .https://telegram.me/buratha