ليست الثقافة قدرة على رص ورصف الكلمات ، وهي أيضا ليست أسلوبا جميلا بفكر رخيص، بل هي مصفوفة متكاملة من عقل وعاطفة وقدرة على التعبير، والى ذلك فهي هدف ورسالة، وكي تعبر عن شعب شغل ثلثي التاريخ البشري مثل شعبنا، لا بد أن تتوفر الثقافة على عمق وفكرة، أي أن الثقافة ليست استهلاكا يوميا وحسب، بل إنها مرجع للمستقبل ومنهج للحياة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم مثلما يقول من يعتلي منابر الجمعة، وأنا أتابع مسخ الثقافة في احتفالية بغداد عندما زفت عروسا للثقافة العربية لهذا العام..
لم أستطع وفقا لما قلته آنفا أن أ جد في نفسي فهما أو تفهما لهذا النمط من الاحتفال البعيد عن معنى الثقافة، ولا أجد ربطا تحت أي معيار بين الثقافة والعمل الترويحي، لا تضعوا نقطة تحت الحاء، الترويحي وليس الترويجي ..
الثقافة لها أطار محدد ومعروف، لها مفردات، ولا أعتقد أن طريقتنا في استقبال عام بغداد عاصمة فيه للثقافة العربية تقع ضمن إطار الثقافة...نعم ما نفذ من مفردات الاحتفال الراقص المغنى يمكن أن تندرج تحت عنوان الترويح عن الضيوف وعن ساستنا ومسؤولينا الذين حضروا الحفل، لكنه ليس عملا ثقافيا قطعا، سيما ونحن قد عدنا للتو من مقابرنا حيث وارينا مئات من الأحبة الثرى..فهل يصح أن نعود لنرقص أم لنتقبل التعازي..!؟
ثمة خطأ، لا بل أكيد ثمة أخطاء...!وما حدث بات منهجا تسير عليه مؤسساتنا الثقافية في أكثر من مناسبة، و نعتقد أنه منهج منحرف ولا ينطبق لا على واقعنا ولا على اهتماماتنا ، بل ولا يقتنص نظرة واحدة على قيمنا ..
إن ما حدث سوءة لا يستطيع غراب قابيل أن يواريها..
https://telegram.me/buratha