عزيز الحافظ
السياسة العراقية تقريبا مثل كرة القدم.. فيها عجائب وغرائب ونتائج متوقعة ومفاجئات غير متوقعة وفيها إنذارات وطرد وفيها تحكيم وفيها جمهور وفيها ملعب وبالتفاصيل المملة... فيها نتائج يجب ان تنتهي عندها المباريات. العراق كان رئيسا للقمة العربية السابقة والقمة الحالية ستُقام في قطر الشقيقة كل هذا شيء دوري عادي للاستضافة القممية ولكن الغير عادي هو إن قطر وجهت الدعوة للدكتور طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقي السابق والمحكوم بالإعدام قضائيا!! لحضور القمة العربية!!لا اعرف هل سيمثل نفسه؟ ام اليونسكو أو اليونسيف أم الفيفا أم اي توصيف آخر عقلاني؟ ثم هل اهتمت قطر الدولة المضيّفة براحة ضيوفها بحيث تدعو كل من له مشكلة مع بلده للحضور في القمة؟ ما هي الدوافع؟ والمسببات والأسباب والنتائج؟ كيف يمكن لدولة تحترم القانون الدولي ان تقف ضد تنفيذ مذكرة قضائية موزعة من الانتربول حول إعتقال الدكتور الهاشمي؟ بل وتمعن في الاستغراق بإنها لا تحترم سيادة العراق مطلقا وتدعوه للتواجد في القمة العربية لا اعرف توزيع المقاعد لكي أخمن أين سيجلس؟ ومع أي وفد؟ وأي علم سيرفع؟ وهل سيصعد المنصة لإلقاء كلمة ما؟ لم لا؟ تماما كسيناريوهات كرة القدم كل شي محتمل الوقوع حتى في الثواني الأخيرة. عرفت ان الدكتور خضير الخزاعي نائب السيد الطالباني، سيمثل العراق في القمة.. ولكن هل تذّكر العراق ان قطر شاركت بوفد بهذا التمثيل الدبلوماسي العالي في قمة بغداد؟ ثم هل وضع الدكتور الخزاعي في الحسبان انه قد يتفاجيء بإي شيء وموقف فجائي لان الدكتور الهاشمي نائب مثله لرئيس جمهورية العراق الغائب سيحضر رسميا لقاعة المؤتمر؟ ثم أما كان من الأفضل للعراق الانسحاب من القمة والاقتصار على تمثيل دبلوماسي عادي مادامت أول الطعنات القطرية توجيه الدعوة لسياسي عراقي محكوم بالإعدام نكاية بتمثيل بلده؟ لا ادري حاليا ولكن حصلت في موسم الحج السابق عندما استقبل جلالة الملك السعودي رؤساء الوفود وكان فيهم الدكتور الهاشمي بارز للعيان وهو محكوم بالإعدام!مع إن الوفد العراقي الرسمي كان موجووووودا! الأغرب؟ هو مجيء السيد هوشيار زيباري (دايركت) مباشر من اربيل للدوحة! لأنه مع الوزراء الأكراد زعلان على السيد المالكي! وسيلقي كلمة ويسلم الرئاسة لقطر فهل اطْلَعَ السيد رئيس مجلس وزرائه على فحوى كلمته؟ هل راجعوها سوية بالمواقف؟ هل اتصلا هاتفيا لتنسيق المواقف واخذ التوجيهات ؟ ام زاره دون معرفة وسائل الاعلام لهذه المهمة؟ كل شيء يبعث على الاستغراب والغرق في السياسة العراقية...مهما قارنتها بكرة القدم.. هي ام العجائب ياعراق الصابرين.
https://telegram.me/buratha