صباح الرسام
لكل شيئ قانون ومعادلة وكثيرا ماتنطبق بعضها على حياتنا فنستشهد بها ونتخذها عبرة ونجعل منها نظرية تفيد الانسان في حياته الأسرية والاجتماعية والسياسية وهذه القوانين والمعادلات لو طبقت بالصورة الصحيحة تكون النتائج ناجحة وتجعل الانسان يسير نحو الافضل ، الاسرة اذا ارادت النجاح فعليها ان تزرع الثقة المتبادلة اولا وفي حال وجود مشكلة عليها ان تتفاهم فيما بينها ولا تسمح لاي احد بالتدخل كي لا تكبر المشكلة فلو تدخل طرفا ثالثا مهما كانت قرابته او صلته سوف سوف تتأزم الامور حتى لو ارادت هذه الاسرة التسامح سوف تحسب للطرف الثالث أي من خارج الاسرة مهما كانت قرابته او صلته ، فلو ان احد اطراف المشكلة اراد التسامح والعودة لسابق العلاقة وهو صاحب حق ويريد التسامح سوف يرفض التسامح ويخجل من الطرف الثالث سيقول كيف اتنازل عن حقي وفلان أي الطرف الثالث يعلم اني صاحب حق ويقول انا لا املك عزة نفس مما يجعله يتمسك ويعاند اما الطرف الثاني سيقول انا قلبت الحقيقة امام الطرف الثالث كيف اعترف بانني لم اكن دقيقا بشرح المشكلة امام الطرف الثالث مما يجعل المشكلة دائمة وفي تطور تنتهي الى تشتت الأسرة ، هذا ابسط مثال على وجود الطرف الخارجي حتى لو كان الطرف صالحا ويريد الخير للاسرة سيكون سبب احراج الطرفين ، اما اذا كان الطرف الخارجي غير موثوق فالنتائج ستكون سيئة والمشكلة اكبر ولا يمكن علاجها . حتى الاطفال فلو ان الطفل انطلق من العائلة بتربية جيدة وتعلم ما هو التعامل الانساني وما هو حقه وحق غيره وما هي المواطنة سينطلق الى المجتمع وهو فرد صالح لانه مسلح بهذه الثقافة الجيدة وسيكونون عنصر مؤثر بين اقرانه سيكون مصلحا ولا يتأثر بالسلبيات لان انطلاقته من الداخل انطلاقة صحيحة .التدخل الخارجي دائما يربك الاسرة او الشعب الذي يعتبر الأسرة الكبيرة فالتدخل يدمره ويجعله متفرقا ومتحاربا وهذا ما نشهده في القضية العراقية التي دفع ويدفع ثمنها الكثير من الشعب العراقي بسبب التدخل الخارجي من هذه الدولة او تلك فتجد هذا الحزب او التيار وتلك الكتلة او الحركة تعتمد على القوى الاقليمية التي تدعم بالمال والسلاح والتخطيط وحتى التنفيذ وهذا التدخل الذي دمر العراق وشعبه لقتل الديمقراطية التي تعطي كل ذي حق حقه والتي انتظرها العراقيون شوهت بسبب هذا التدخل الخارجي ، فلو ان الاحزاب والتيارات والكتل والحركات تناقشت فيما بينها مهما اختلفت سوف تراعي بعضها وتتصالح بينها مهما كان الاختلاف كبيرا لانها مستقلة ولا تتبع الاوامر الخارجية فالتصالح والتسامح سيكون موجودا لسبب عدم وجود التدخل الخارجي ، وسيقول قائل ما هو الشبه بين الحالات والبيضة سنقول ان حالة انطلاق النجاح او الحياة يكون من داخل الاسرة او الشعب اذا اراد الانطلاق نحو النجاح او الحياة يكون من الداخل مثل بيضة الدجاجة التي تفقس اذا كسرت من الخارج ستقتل الحياة التي بداخلها أي يقتل الفرخ داخلها اما اذا فقست من الداخل ستعطي للفرخ الحياة لانه كسر البيضة من الداخل وهذا يعطيه الحياة ويجعله ينطلق بالصورة الصحيحة ويعيش الحياة ، وحتى لو بدأ الفرخ بكسر البيضة وحاول طرف خارجي ان يساعده بكسر البيضة ليخرج منها بسرعة سوف يقتل الفرخ في البيضة حتى لو لم يقتل سيعيش بحالة صحية متردية فالتدخل ان لم يقتله يدمر صحته ، وهكذا هي العملية السياسية التدخل الخارجي يقتل الشعب ويدمر البلد ويزيد الصراعات ويختلق الازمات ، بينما لو كان بناء المشروع السياسي الديمقراطي بايدي عراقية مستقلة عن القوى الخارجية سيكون ناجحا وكل ازمة سوف تحل بسرعة ويكون الدم العراقي محفوظا والبلد في مأمن لعدم وجود تدخل خارجي لان التدخل الخارجي مهما يكن فهو من اجل مصالح الطرف الخارجي فلا توجد قوة خارجية تتدخل بالشأن العراقي الا ولها مصلحتها الخاصة تريد الحصول عليها مهما كان الثمن حتى لو قتل العراق والعراقيين جميعا .
https://telegram.me/buratha