بقلم/ ضياء المحسن
منذ ما يقرب الإسبوعين، أصدر ستيوارت دابليو بوين، المفتش العام لإعادة إعمار العراق، تقريره النهائي تحت عنوان" التعلم من درس العراق" ، ويتسم التقرير بالمنهجية والتفصيل، وتتخلله شهادات لمسؤولين أمريكيين وعراقيين. قدمت شهادة أحد التكنوقراطيين العراقيين، القائم بأعمال وزارة الداخلية " عدنان الأسدي" . "وينطوي التقرير على مغالطة كبرى حينما أشار الى السيد عدنان الأسدي كأحد التكنوقراطيين العراقيين وهي أشارة خاطئة حيث أن الرجل لا يمتلك خبرة أو مؤهلات أمنية تؤهله لتسنم أهم وزارة تعنى بشؤون الأمن، وكل الخبرة التي حصل عليها هي ما أكتسبه طيلة السنوات الفائتة التي قضاها نائبا لوزير الداخلية وهي غير مدعمة بمؤهل أكاديمي" هذه الشهادة، قدمت صورة مقنعة، حيث قال: " رغم كل الأموال التي أنفقتها الولايات المتحدة، يمكنك أن تذهب إلى أي مدينة في العراق ولن تجد مبنى أو مشروعاً واحداً أقامته الحكومة الأمريكية. يمكنك ركوب طائرة مروحية فوق بغداد أو مدن أخرى، ولن تتمكن من الإشارة إلى مشروع واحد أنشأته الولايات المتحدة وأتمت بناءه". المقتطف من الشهادة، لا يحتاج الى تقديم، ولكن وضعتها لأدخل في موضوعة الفساد المالي والإداري المستشري في البلد، وبعلم أعلى سلطتين في البلاد، ومع أن النائب والوزير" أياً كان" ، عندما بدأ عمله كان قد ادى اليمين الدستورية "وهو ملزم بهذا اليمين أمام الله عز وجل قبل كل شيء" بأن يحافظ على وحدة العراق والمال العام. وعندما وضع هذا القسم؛ فلكي يقوم كلا منهما بالعمل المنوط بهما بشفافية وأمانة. ويعلم الجميع، بأن الوزير والنائب يرتبط طيلة فترة خدمتهما في الوظيفة بعقد مع الشعب، على أن يقوما بخدمته مقابل الأجر والمنافع التي يحصلان عليها من أموال الشعب. والمتعارف عليها، إن اي موظف بخدمة عامة عندما ينتهي عقده؛ يستحق مكافأة نهاية خدمة؛ وليس راتب تقاعدي 80% من راتبه!!. تحدثنا عن ضرورة تشريع القانون الخاص بمجلس الخدمة الإتحادي وضرورة حصر التعيينات بيد هذا المجلس " والذي نتمنى أن يكون بعيدا عن المحاصصة" لكي يتم توظيف من يستحق فعلا هذه الوظيفة أو تلك، وليس أن يتم تعيين ابن المدير العام؛ وزوجة المدير العام؛ وابنة خالة الخياطة التي خيطت بدلة زواج ابن المدير العام، وطبعا هؤلاء لا يمتلكون الشهادة التي تؤهلهم لشغل الوظيفة، إلا اللهم إذا تم إستحداث وظيفة تلائم شهاداتهم العليا التي لانعلم من أين جاؤا بها!. أما أمنيا فإن التعيينات في الوزارات الأمنية فهي تعتمد على الولاء للطائفة والقومية، فهناك ( جهاز الأسايش واليشمركة) وهنا شرطة إتحاية وجيش إتحادي، وكلٌ منهما يغني على ليلاه، ونسوا أو تناسوا أن هناك بلد إسمه العراق ضيعوه بين المسميات التي إخترعوها. مقال: متى نرى الجميع عندما يفكر، في كيف يقدم مشروع يستفيد منه البلد, ولا يجعل من نفسه قنبلة يفجره عند أول منعطف.
https://telegram.me/buratha