صباح الرسام
عامل محطة تعبئة الوقود والذي يسمى بالمصطلح الشائع بوزرجي وهي مهنة تعتبر في بلدنا من المهن المهمة لتمني الكثير العمل بها لا لأجل تقديم خدمة ولا هي مهنة حرفية او صنعة كي تصقل موهبته وتفجر ابداعاته ، لكن الكثير يتمنون العمل بهذه المهنة من اجل الفرهود الذي ياخذونه من المساكين الذين يعبئون سياراتهم بالوقود فلا يوجد من يعبئ سيارته بالوقود دون ان يؤخذ منه نقود اكثر من قيمة الوقود .اخذ النقود اكثر من القيمة المستحقة بدأت بسبب الازمات في الحروب وانتشرت بحرب العراق مع الكويت واستمر الحال الى سقوط النظام عام 2003 واصبحت مهنة البوزرجي مطلب جماهيري لانها اكثر المهن التي تملأ الجيوب بسبب استمرار الازمات في الوقود مستغلين وجود الازدحامات الكبيرة فعندما يعبئ السائق سيارته كأنه حصل على ملك الدنيا فلا يهمه كم قيمة النقود التي اخذت منه لانه فرحان بالحصول على الوقود ، ومنهم من يشوش فكر السايق وهم الذين ينتظرون دورهم للحصول على البنزين اثناء الحساب مع البوزرجي فلا يعطونه مجال لمعرفة كم بقي له من النقود التي يجب ارجاعها له فيترك النقود وينطلق وتبقى النقود للبوزرجي الذي يصل دخله في تلك الازمات الى 500000 دينار يعني نصف مليون دينار يوميا واكثر .فرهود البوزرجية مستمر بالازمة وبدون ازمة فلا يوجد شخص يعبئ سيارته بالوقود الا وياخذ منه البوزرجي مبلغ اكثر من المطلوب وهناك من يعلم ويرفض لكنه يستحي ان يطالبه بالباقي لكن البوزرجي يعلم بان السايق يستحي ان يطالبه بالباقي ( ولا ندري هل يعلم البوزرجي ان المأخوذ حياءا مأخوذ غصبا ؟ ) الكل يعرف بذلك ، هذا الخجل او المستحى من مصلحة البوزرجي لانه يستغل هذه الحالة أي الاستحياء التي ينهب من خلالها المال الكثير يوميا .الكل يتكلم عن الفساد المالي والاداري والمتكلمين يقصدون المسؤولين فقط حتى اصبحت ثقافة الجميع ولا يلومون الفساد عند الموظفين الصغار ولا احد يوجه الكلام او اللوم على مالكي وعمال او موظفي محطات تعبئة الوقود أي البوزرجية والكل يعلم ان محطات تعبئة الوقود الاكثر فسادا بل اساس الفساد لانها تعين العمال بعد الاتفاق معهم بان يسلمون للمحطة مبلغ معين بمعنى هم الذين يدفعون الاجر اليومي للمحطة وهذا عكس كل المهن والاعمال التي يكون فيها الموظف او العامل هو من يستلم الاجر لا يسلم .حتى المحطات الحكومة تسير على نفس نهج المحطات الاهلية رغم استلامهم الرواتب الا انهم ايضا يأخذون اكثر من سعر التعبئة او الاستحقاق لدرجة اصبح الحصول على هذه المهنة من الامنيات لانها تغدق المال الكثير على عاملي هذه المهنة بالرغم من انه مال مغتصب الا ان الكثير يعتبرونه ربحا ويتمنون استمراره ويتمنون الازمات في الوقود وهؤلاء ينطبق عليهم القول ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) والمصيبة على رؤوس اصحاب السيارات والفوائد عند عمال تعبئة الوقود البوزرجية .
https://telegram.me/buratha